arpo28

تجاهل الإعلام الغربي لأحداث اليمن

لطالما تجاهل الإعلام الغربي بعض الأحداث التي تجرى في العالم، وركز على أخرى بعينها، ليس لأهميتها، لأنه قد يتجاهل ما هو أكثر منها أهمية، لكن ربما تكون أقرب إلى خدمة مصالحه من غيرها، بغض النظر عن تأثيرها في المنطقة التي تجرى فيها سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً.

وتأتي الأحداث التي تعصف باليمن، أكبر هذه الأمثلة على تجاهل الإعلام الغربي للأحداث التي يعتبرها لا تخدم مصالحه. ومن المعروف أن هذا البلد العربي الذي يقع في جنوب شرق الجزيرة العربية، على باب المندب، يعاني انعدام الاستقرار منذ نحو أربع سنوات.

وبعد لحاقه بركب «الربيع العربي» واستمرار التظاهرات فيه لسنوات، لم يتوصل اليمن إلى حل يمكن أن يفضي إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، على الرغم من تدخل الأمم المتحدة وبلدان عربية وأخرى أوروبية.

وتسارعت الأحداث في الفترة الأخيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالصراع بين الحوثيين والجيش الحكومي، وجرى توقيع العديد من الاتفاقيات بينهما، وكان يستبشر اليمنيون خيراً بذلك إلا أن الاتفاقيات لم يستمر بعضها فترة تذكر، ثم يندلع القتال من جديد، وتتجدد مطالب الأطراف المتصارعة.

والغريب أن الصحافة الغربية لم تُبد الاهتمام الذي تستحقه الأحداث الدائرة في اليمن، هذا البلد الذي يمتلك ثروة نفطية وموقعاً استراتيجياً، وأي شخص مطلع على هذه الصحافة يشعر بالذهول لمدى تجاهل الإعلام الغربي لما يحدث في اليمن، ومما يزيد الاستهجان موقف الإعلام الغربي من سقوط صنعاء المفاجئ بيد الحوثيين، الذي جاء بصورة باغتت فيها المراقبين وغيرهم، إذ إنه لم يكن من المتوقع ان تتمكن ميليشيات الحوثيين من التغلب على الجيش اليمني المدرب، والذي يمتلك الكثير من الأسلحة المتنوعة، كالطائرات، والدبابات وغيرها، ناهيك عن العدد الكبير من الضباط والعسكريين المحترفين الذي يعملون في الجيش اليمني.

وحتى هذه الحالة الغريبة، ولنقل الغامضة من تطور الاحداث في اليمن، لم تثر فضول الإعلام الغربي للاطلاع على ما جرى في اليمن، والأسباب التي أدت إلى هذا السقوط ومدى سيطرة الميليشيات على العاصمة اليمنية، على صعيد المكاتب الحكومية والقصر الجمهوري، وهي قضايا تطرح الكثير من علامات الاستفهام.

وربما غطى انشغال العالم الغربي بما يجري من أحداث في أماكن أخرى من العالم العربي، على كل ما يجري من أحداث ومآسٍ في اليمن الذي لم يعد سعيداً.

زر الذهاب إلى الأعلى