- من “عديني” يؤمن بالله .. ويؤمن بأن الله خلقه لحكمة ولم يخلقه - جل وعلا - ليكون أحمق ولا ولياً للجاهلين.
- إلى من أعنيه، ويفهم بأنني أعنيه .. وما أعنيه.
وإلى الكافة - عامة .. وخاصة
- السلام ربنا .. وديننا .. وعهدنا .. فالسلام على من آمن بالسلام ولم يكفر .. والسلام على من سلم المسلمون من لسانه ويده.
- أما بعد :
- فإن حجراً في الطريق، ليست كحجرٍ في قمة جبل أو في كتف تل.
- وإن شوكة في طريق العابرين، ليست كعود من الخيزران.
- وإن عصى بيد هجام، ليست كعصى بيد موسى.
- وإن منجلاً بكف سفاح، ليس كمنجل بكف فلاح.
- والمرء حيث يضع نفسه
فإما ارتفاع .. وإما اتضاع
وإما ارتفع .. وإما اتضع
فأنظر ما أنت، وأين أنت، فحيث كنت تكون!
- وأرى لزاماً علي أن أكمل ما بدأت وأتم ما شرعت، فليس أقبح بالرجل من أن يكتم صدقاً .. أو يخذل حقاً .. أو يداهن رفقاً .. أو أن يشايع ويبايع “الأشقى”!
- إلى ذلك .. أصدقك القول ولا أغشك، وأنت أولى بنفسك من السوء ومن الناس أجمعين، فإنه من هان في عين نفسه .. فقد هان في أعين الناس، ومن هان في أعين الناس .. هان في عين الله.
فاختر لنفسك أي الرجلين تكون.
- أن تعتدي على رجل وأسرته في الطريق، فتروع أطفاله وتفجع نساءه وتسيل دمه - أو حتى تسلب حياته وتزهق روحه، فإنها ليست بطولة أو رجولة .. فماذا تظن؟!
- قد تجد متعة .. لا أفهمها أنا وبقية من أعرف من العقلاء - في اقتراف السوء وإضمار الشر واستباحة ما حرم الله من دم ومال وعرض.
- ستفعل هذا وربما أكثر وأكبر وستفعله - كما قيل لك وحشي فيك وغرر بك - مرة باسم “البطولة” ومرة باسم “الشجاعة”، وثالثة باسم “الشراسة”، ورابعة باسم “الحراك السلمي” وخامسة باسم “النضال السلمي” وسادسة وسابعة وعاشرة .. باسم “السلمي” .. الإرهابي القاتل!
- بل وربما تفعل وتقتل باسم “الجهاد في سبيل الله” لأن أحدهم قال لك ذلك، فقعد هو في بيته وخرجت أنت لتقتل عابر سبيل!
- لا يؤسفني، بل يجدر بي أن أخيب ظنك الآثم، حتى لا أغشك ولا أكتمك صدقاً.
فهل اكتفيت من البطولة والشجاعة والنضال والحراك والجهاد والشراسة والعنف - يا شوكة في طريق الضالع، تكرهه الضالع؟!
- لست بطلاً .. وليست هذه بشجاعة ولا برجولة ولا ببطولة. والحق أقول لك : هذه بلطجة وحرابة.
إنها ليست سوى إجرام .. وخيانة مغمسة بالخزي!
- تباً للنضال من هذه الشاكلة، وتباً لهم من مناضلين. وما أرخصها بطولة وأجبنها شجاعة وأضعفها من رجال. وإلا ماذا تعتقد، إذاَ أنني سأقول لك؟ هل تنتظر المديح؟!
- وأما الجهاد، فقد لا أسلبك هذه .. ولكن، أنت “مجاهد”، في سبيل الحرباء .. والببغاء .. والسلطان التنبل .. وسراق الدم والرفاق .. والمناضلين الهجامة .. والقادة “الموبايل” .. وتجار الأوطان والباعة المتجولين!
- هل تستحق - برأيك - تهنئة على هذه الألقاب أو لأجل هذه الطائفة من الكائنات العدمية والرفقة الوبائية؟!
- لن أقول لك : “مبارك عليك .. صرت بطلاً بدرجة مجرم!” ولا : “يالك من قاتل مجتهد!”
- وسأقول لك :
اليد التي ناولتك الرصاص، لتقتل العابرين المسالمين البسطاء.
هي اليد التي قتلتك .. وأجلت جنازتك!