أرشيف الرأي

اريتريا بين إسرائيل وإيران!

تحالف الخطَرَيْن:

كل العرب من المسلمين وغير المسلمين يعتقدون أن بين إيران وإسرائيل عداء شديدا من الممكن أن يؤدي إلى صراع حقيقي في المستقبل، وحتى بعض المراقبين والسياسيين العرب أيضا عندهم نفس الفكرة، وكل ما يتمعنون فيه لا يجدون غير ذلك.

ففي كل المقابلات المرئية والمسموعة والمقروءة، نجد نظرية المؤامرة طاغية على معظم حديثهم عندما يذهب الحديث في اتجاهه إلى إسرائيل والصهيونية، ويعتقدون أن كل مأساة العرب من إسرائيل فقط.

في عام 1999 م سافرت إلى الكويت من الأحواز، وعندما وصلت إلى الميناء تم تفتيش أغراض المسافرين كالعادة من قبل مفتشي الميناء والجمارك، وعند التفتيش دار هذا الحديث بيني وبين المفتش: ما الذي تبحث عنه في حقائبي ؟ قال: نبحث عن الممنوعات ومنها المخدرات. قلت أنت تعلم من يرسل المخدرات إلى دول الخليج العربي ومنها الكويت ومن اي طريق يتم وصولها. قال: نعم اعلم انهُ العدو الإسرائيلي. عندها ضحكت بصوت عالِ وقلت هذه نظرية المؤامرة.. وكدتُ أن اسبب لنفسي مشاكل أنا في غنى عنها.

يا عرب.. تعلمون أن إسرائيل تريد تدميركم وإضعافكم، لكن كل دول الخليج العربي يعلمون أن المخدرات تصل إليهم من إيران بأنواعها عن طريق البحر.

إيران وإسرائيل متعاونان في تدمير العرب اجمع ولا يهمهم إن كانوا مسلمين مسيحيين أو من ديانات أخرى..

العلاقات الاريترية الإسرائيلية:

قبل استقلال اريتريا من أثيوبيا عام 1991 أقامت ارتريا علاقات سرية مع إسرائيل حتى تضمن مساعدة الدول العربية والأفريقية لها في سعيها للحصول على الاستقلال والانفصال عن إثيوبيا لكن خرجت هذه العلاقات من دائرة السرية إلى العلن عندما اعترفت إسرائيل بالدولة الاريترية وبنظام افورقي مقابل السماح ببناء قواعد عسكرية إسرائيلية وعدم انضمام اريتريا إلى جامعة الدول العربية وإبعاد الهوية العربية والإسلامية عن اريتريا.

تمت من خلال زيارة اسياس افورقي في فبراير عام 1993 تحت غطاء المعالجة من مرض الملاريا الدماغية اتفاقيات عديدة منها اعتماد أوراق السفير الإسرائيلي في أسمرة عاصمة اريتريا كما زارها عام 1995 أيضا وتم من خلالها التوقيع على صفقات سلاح وإرسال خبراء عسكريين لتأهيل وتسليح الجيش الاريتري. مع أن إسرائيل لديها علاقات طيبة وحميمة مع النظام الإثيوبي قبل وبعد استقلال اريتريا من إثيوبيا. إن إسرائيل تلعب على طرفي المعادلة الإثيوبية الاريترية.

العلاقات الاريترية الإيرانية:

بدأت العلاقات الإيرانية الاريترية في عام 2006 عندما ذهب مبعوثاً إلى طهران بدعوة من الرئيس احمدي نجاد لبناء علاقات مع اريتريا لموقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر حتى يتمكن من تضييق الخناق على المملكة ومصر واليمن.

في شهر مايو 2008 تم التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين التي تنص في الظاهر على التعاون الاقتصادي والزراعي والاستثمارات الفنية، وفي حفل التوقيع على مذكرات التفاهم كما توصف، قال احمدي نجاد إن إيران واريتريا عازمتان على تطوير علاقاتهما في كافة المجالات.

أعطى الرئيس الاريتري كامل الصلاحيات للإيرانيين بالتصرف في مصفاة تكرير البترول الذي تم بناؤه من قبل الروس في ميناء عصب والذي تم توقف أعماله قبيل بدء الحرب الحدودية مع إثيوبيا. ومن خلال هذه القاعدة التي هي في الظاهر اقتصادية وفي الباطن عسكرية استخباراتية، أرسلت إيران سفنها وغواصاتها المحملة بألصواريخ البالستية إلى ميناء عصب وشوهد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في منطقة أبو علي جنوب الغربي من ميناء عصب.

بدأت إيران ومنذ إقامة العلاقات مع اريتريا بنشر التشيع الصفوي وسط أتباع الصوفية عن طريق ملحقها الثقافي، وللتأكيد على أن لإيران أهدافا مبيتة غير تلك المعلنة المتعلقة بمصفاة تكرير البترول، ومن تلك الأهداف تمركز إيران في أهم ممرين مائيين في العالم هما باب السلام الاحوازي (مضيق هرمز) وباب المندب.

تعاون العدوين ضد العرب:

تحاول كل من إيران وإسرائيل فرض هيمنتهما الاستخباراتية والسياسية على الشرق الأفريقي المطل عل البحر الأحمر عبر اريتريا، وتستغلان الظروف الصعبة التي تمر بها اريتريا اقتصادياً. ولا يمكن أن يتحول التنافس بين إيران وإسرائيل إلى صراع وصدام لأن العالم شاهد كيف تمت المحاصصة في العراق بين إيران والولايات المتحدة والآن ثم المحاصصة في اريتريا بين إيران وإسرائيل سراً.

كيف يتم إرسال الصواريخ والسلاح بأنواعه للحوثيين في اليمن عبر البحر الأحمر، وبالتحديد من السواحل الاريترية، وتوجد فيها قواعد عسكرية إسرائيلية ولم يتم ضربها من قبل إسرائيل، وبكل تأكيد ما يدور في اريتريا بين إيران وإسرائيل زواج متعة ويتمتعان معاً في ضرب المملكة العربية السعودية، لأن إضعاف المملكة غاية الطرفين اللذين يبحثان عنها منذ زمن تأسيس مذهب الفتنة من قبل اليهود باستعانة الفرس المجوس.و سنرى يوماً هذا الزواج يصبح شرعيا ودائما.

_____________
[email protected]
* كاتب عربي من الأحواز المحتلة

زر الذهاب إلى الأعلى