آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

القذافي والدعوة إلى الجهاد..!

مع احترامنا للأخ العقيد معمر القذافي رئيس جمهورية ليبيا العظمى إلا أن دعوته للجهاد ضد سويسرا التي أطلقها مؤخرا لأنها منعت بناء المآذن كانت غير موفقة كما تكفيره لمن يتعامل مع سويسرا.

الأخ العقيد يعرف جيدا أن المهاجرين في سويسرا لم يذهبوا إليها كقوافل دعوة وإرشاد ممولة من وزارات الأوقاف العربية والإسلامية بل هاجروا جراء المضايقة والاضطهاد السياسي والاقتصادي والأمني من قبل حكومات بلدانهم وأجهزة أمنها المتغولة.

فكيف للقذافي وغيره من الزعماء وهم الذين يحاربون المتدينين وحركات الإحياء والإصلاح والتجديد الإسلامية أن يصدروا الدعوات للجهاد ويعبئوا الرأي العام العربي والإسلامي ضد الدول الكافرة التي يتمتع المسلمون لديهم بما حرموا منه في بلادهم العربية والمسلمة؟؟إنها دعوة من غير ذي أهلية أو صفة ولن تجد لها صدى لدى العقلاء من المهاجرين أو غيرهم.

ثم لماذا يدعو القذافي للجهاد ضد الكيان الصهيوني المحتل ويعتبر ه من أعداء الله أثناء حرب الإبادة التي شنها على غزة وأهلها وما خلفته قنابله الفسفورية من هلاك وفساد في الحرث والنسل وحصارها لمليون ونصف فلسطيني وقبلها تشريد شعب فلسطين وقتل عشرات الآلاف من أبنائه وتدنيس الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى للمسلمين ومؤخرا وضع هذا الكيان الإرهابي الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال ضمن قائمة التراث اليهودي وحملة التطهير العرقي للقدس من سكانها التي لم تتوقف حتى الآن.؟؟

ومع اعتقادنا إن الأولوية للعداد والتعبئة والحشد يجب إن يكون ضد دولة الاحتلال الصهيوني نقول لوا ن الأخ القذافي احتفظ بخطابه الداعي للجهاد ضد سويسرا إلى يوم التئام القمة العربية المرتقبة في عاصمة بلاده أواخر مارس القادم ووجهه إلى أقرانه من القادة العرب للقي ارتياحا وقبولا جماهيريا واسعا, ولكان له قيمة تاريخية حقيقية؛ وإذا كنا قد اعتبرناه خطا فان تكفير الخطأ أن يعيد ذالك الخطاب في القمة العربية القادمة ويوجهه إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي أعضاء القمة!! فان استجابوا وإلا فقد ابرأ ذمته!!

إن منع سويسرا بناء المآذن ليس بغريب على دولة غير مسلمة أصلا لكن الأغرب والأقبح في آن أن تضيق دول عربية ومسلمة بناء المساجد وتؤمم المساجد الأهلية وتصادرها و تضع عمارها من الشباب خاصة تحت المراقبة وفي دائرة الشبهة والخطر على ما تسميه الأمن القومي !! وتحاربهم وتضطهدهم بكل الوسائل , وتعطل رسالة المساجد التربوية والعلمية وتمنع الخمار وتعين الأمة والخطباء فيها من المرتبطين بأجهزة مخابراتها أو المرضي عنهم من قبلها .

إن المهاجرين في سويسرا وواربا والغرب عموما يناضلون من اجل مزيد من الحقوق والحريات التي يتمتعون بها في تلك البلاد فلا يصادر حقهم في التعبير والاحتجاج ولا يصنفون كخطر على النظم الحاكمة ولا تمتلئ بهم السجون والمعتقلات كما حدث ويحدث في البلاد العربية والإسلامية.

إن المتابع لحالة حقوق الإنسان في العالم العربي والتقارير الحقوقية المحلية والدولية للمراكز والمنظمات الحقوقية التي ترصد وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان يجد أن الصورة شديدة القتامة والإيلام في البلاد العربية والإسلامية بشكل يزيد صورة العرب والمسلمين سوء عند غير المسلمين.

إن بيت النظام الليبي ومعظم الأنظمة العربية والإسلامية من زجاج وعليهم إن كان لديهم إرادة صادقة ومخلصة للجهاد أن يبدؤوا بجهاد أنفسهم وتحريرها من العبودية لكراسي السلطة وعروش الحكم وإطلاق حرية مواطنيهم في التعبير والاحتجاج وحقوقهم في الحرية والعدالة والعيش الكريم .

زر الذهاب إلى الأعلى