آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أخي الرئيس .. أعوانك هم أعداؤك

كانت ملامح الرئيس في خطاب الأمس تظهر أنه مؤمن جدا بما يقوله، وكان ما يقوله يظهر أنه بعيد جدا عما يدور في اليمن..

أعوانه أو من يحظون باللقاء اليومي معه، وبحكم متابعتي الدقيقة، مدركون للوضع، ومع هذا يُبث خطاب الرئيس ويُعاد..

وأن يصل فخامته إلى حد التشديد، (بخطاب متلفز)، على ضرورة زرع "الوطنية" داخل "المؤسسة العسكرية"، فهذه طامة كبيرة!!

لا مصلحة للرئيس في أن ينكث غزله بيديه وان تتدهور بلاده في أواخر عهده إلى هذا الحد، بينما من الواضح تماما أن كثيرا من مشاكل اليمن الكبيرة، لم تصبح كبيرة أصلا إلا بسبب خطابات الرئيس في السنوات الأخيرة..

يردد فخامته عبارات لم يعد لها سوق حتى بين محبيه.. ويبدو أنه في هذه اللحظة التي يعيشها اليمن، هناك آخرون، بالفعل، هم من يقود زمام التدهور، ولا أمل مطلقا في "نكبة للبرامكة"، وليس ثمة مكون وطني جاهز للإنقاذ..

وحده لطف الواحد الأحد هو ما نعول عليه في أن لا تفضي الأمور إلى كارثة أكبر بكثير من كارثة العراق.

يتذبذب تحليل المشكلة بين هل أعوانه غير أكفاء أم أنهم متآمرون..؟ الأولى هي الأدق، من حيث السبب، وحين يحرص غير الكفء على البقاء في موقع لا يستحقه، يلجأ إلى التآمر..

كانت الشفقة واضحة على عيون القادة العسكريين، وهم يستمعون لـ"محاضرة" الرئيس الذي أصبح وحيدا. وبكل معنى الكلمة.

أخي الرئيس .. لن يصل كلامي إليك، لكنني أود أن أقول انه مهما بلغ ذكاء وقوة أي شخص فإن الرجل القوي هو قوي بمن حوله، ومن هم حولك ضعاف جدا، إلا عليك.. ومهما بلغ ذكاء أي شخص فإن مجموعة أشخاص متفقين وهم أقل ذكاء منه، سيغلبونه ولا شك.

زر الذهاب إلى الأعلى