أولاً، يجب التأكيد على نبذ العنف كوسيلة للتغيير، سواء في مثل هذه الظروف أو في غيرها.. على الرغم من أن سلطاتنا في اليمن تستخدم ضدنا كل أشكال العنف..
إذ أنها تستخدم ضدنا العنف الاقتصادي عن طريق الجرع، والعنف النفسي عن طريق وزارة اللوزي، والعنف التعليمي عن طريق التجهيل الذي تمارسه وزارة التربية والتعليم.. بالإضافة إلى العنف الإداري الذي يمارس ضدنا في كل الدوائر الحكومية حيث الإقصاء والرشوة والمحسبوبية.. وهناك أيضاً عنف الأراضي الذي يمارس بقوة الأطقم العسكرية والأمنية.. والأسوأ من ذلك كله، هو العنف المعيشي من خلال ضحالة الرواتب وعسر الحياة..
رغم كل أشكال العنف هذه التي تمارسها السلطات، إلا أن مواجهة العنف بالعنف هو سبيل لمزيد من التأزيم الذي لا يحتمله البلد..
لكن، أما وقد اختار الحراك "السلمي" طريق العنف، ووجده سبيلاً أوحد لتحقيق التغيير فينبغي ألا يكون عنفاً ضد الضعيف..
فلكم كان مشيناً حوادث التضييق والقتل والتمثيل بالجثث الذي مورس باسم الحراك ضد مواطنين بسطاء أبرياء لا حول لهم ولا قوة.. كأصحاب "الحلاوى"، أو صاحب البقالة في أبين، أو الجندي الضعيف، أو ذلك الذي قطعوا أذنه وعضوه التناسلي في الحبيلين.. أو رفع الشعارات التمزيقية والأعلام الشطرية وإذكاء النعرات المناطقية..
إذا كان ولابد من العنف، فليكن ضد من يستحقه، ولتستمر محاولات الاستهداف الفاشلة ضد أشخاص أثبتوا فشلهم في الحفاظ على البلاد ووحدتها وأمنها.. وشكراً للحراك.