ليس من شك في أن استقرار اليمن وأمنه جزء من استقرار وأمن دول المنطقة ، وهو ما يعني أن الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن هو مطلب عربي بالدرجة الأولى ومسؤولية تقع على عاتق النظام الإقليمي العربي الذي يتعرض لمخاطر عدة يحاول أعداء هذه الأمة خلخلته على نحو ما هو ملاحظ في بؤر الفتن التي يزرعها أولئك الأعداء بشكل خاص في العراق والسودان ولبنان والصومال.
استهداف اليمن أمنيًا ليس مستغربًا لجهة موقعه الاستراتيجي الهام وهو ما يجعل الاهتمام الإقليمي والعالمي بأزمته نتيجة طبيعية لما يحدث على ساحته الآن من تضافر عدة عوامل تعمل على تقويض وحدته وأمنه وزعزعة استقراره بما يضعه أمام مفترق طرق صعب ، حيث تلعب تلك العوامل دورًا كبيرًا في وضع العقبات أمام برامج التنمية وإطلاق جهود الدولة في تسريعها وإصلاح وتطوير الاقتصاد اليمني الذي تأثر سلبًا من جراء تلك العوامل التي تعمل في اتجاه مغاير للأهداف الوطنية للشعب اليمني الشقيق.
لقد عانى اليمن كثيرًا ، وبذل هذا البلد العربي الشقيق جهدًا كبيرًا في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد وحدته واستقراره على أمل إنهاء هذه الأزمة والالتفات إلى معارك الإصلاح والتطوير والبناء ، لكن يبدو أن قوى الشر التي تتربص باليمن لا تريد أن تتراجع عن أهدافها ومخططاتها الشريرة لتمزيقه وزرع بذور الفتنة بين أطياف الشعب اليمني. هذه القوى التي يأتي على رأسها تنظيم القاعدة ، والتدخل الخارجي الملتحف بالطائفية، تصر على تقويض دعائم الأمن والاستقرار في ربوع اليمن.
يبقى من الواضح أن اليمن يحتاج إلى الدعم العربي في مواجهة هذه التحديات والمخاطر خاصة في ظل تواصل الهجمات الإرهابية على أجهزة أمنه ونقاطه العسكرية والتفجيرات التي وقعت في العديد من المناطق والاشتباكات مع الجماعات المسلحة مؤخرًا . النظام الإقليمي العربي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بدعم اليمن الشقيق في اتجاه الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره تأكيدًا للحقيقة الاستراتيجية بأن أمن واستقرار اليمن ضرورة استراتيجية لأمن واستقرار المنطقة.