قصيدة عن الثورة العربية في مصر للمهندس عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان نجل شاعر اليمن الكبير الراحل الفضول رحمه الله..
" يا أخت خير أخٍ يا بِنت خيرِ أبِ" .. قد هزّنِي نسبٌ مِن أكرمِ النّسبِ
هاذِي بنوكِ بدت تبنِي لكِ هرماً .. تارِيخها زمنٌ قد ماج عن كثبِ
فِرعون مِن فرقٍ يرجو جلاوِزةً .. تحمِيهِ مِن حممٍ فِي النّاسِ لم تؤبِ
قد هزّنِي غضبٌ مِن أروعِ الغضبِ .. قد هزّنِي فرحٌ مِن مِصر لم يخِبِ
شعبٌ أفاق فما يثنِيهِ فرعنةٌ .. فِرعون قد ولّى والشّعب بات نبِيْ
والنِّيل قد سفحت أمواجه قضباً .. فالنّاس قد كبرت والشّعب ثار أبِيْ
والشّمس قد سجدت لِلنّاسِ فِي جللٍ .. يا طِيبةً عرِفت كالماسِ والذّهبِ
والنّور فِي لهجٍ والنّجم فِي وهجٍ .. لِمّا رأى شجراً تنمو مِن الحطبِ
لمّا رأى فلقاً بركانه لهبٌ .. أن قد بدت لبداً فِي النّاسِ مِن لهبِ
فِيها الشّباب دِماءٌ نبضه ولدت .. ورداً يجلِّله نارٌ مِن الشّهبِ
فجر وغرّته يسمو على سفنٍ .. قبطان رِحلتِها فِي قبضةِ السّغبِ
فِرعون سخرته مِن قبرِها انتفضت.. هاماً تعملق فِي السّحبِ مِن طربِ
مِن قلبِ ساحتِها هبّت وخطوتها .. هولاً على أملٍ كالنّورِ مِن وقبِ
أهرامها انطلقت تمشِي وموكِبها .. كالمارِد انفجرت فِي الزّندِ والرّكبِ
كِبرٌ يكلِّلنِي يا زهرة النّجبِ .. يا مِصر يا قدحاً مِن سكّرِ العِنبِ
ما هدّنِي أملٌ فِي الرّوح راح جوىً .. فِي مِصر لِي أفقٌ فِي مِصر منقلبِيْ
فِي مِصر لِي قمراً فِي القلبِ مِن صِغرِي ..أودعتها شغفاً خضراً وفِي أدبِ
أحببتها ولِهاً والله قدّرنِي .. أوفِي لها عهداً تسمو على الرِّيّبِ
يا مِصر قد وهبت أرواحنا نفساً .. فِي كلِّ مِقبضةٍ سِكِّينة التّعبِ
والمقلة اجترحت والضّوء قد كبِيت مِرآته وبكت مِن فاقةِ السّغبِ
يا حلوةً سكنت فِي المجدِ أروِقةً .. ثورِي فذا سرب الأمجادِ والرّتبِ
ثورِي فخافِقنا يرتاد أورِدةً .. مِن قلبِ شاهِدةٍ يختال فِي لجبِ
يا زهرةً صبرت والعِطر ديدنها .. ما مرّةً بخِلت مِن عِطرِها الملِبِ
فِي كلِّ مِكحلةٍ مِن رملِكِ كحلٌ .. قد كحّلت هدباً فِي رحلةِ العتبِ
ثورِي فذا هرمٌ لِلشّعبِ نرفعه .. ثورِي فماذا بقِي يا امة العربِ