الحراك الجنوبي حركة شعبية بدأ فيها ثلة من الذين طالهم الظلم والإقصاء ومن ثم لحق بهم بعض النخب في بلورة الفكرة لإخراجها إلى العلن ومن ثم بدأ العمل على جعل هذه لأفكار حركة وطنية في جنوب اليمن.. وفي عام 2006م بدأ يظهر معالم التغيير والمطالب الحقوقية وكان نفخ الروح فيها قويا من النخب الجنوبية التي كانت تحلم بأن ترى أعمالا ً تدرك حجم القضية الجنوبية وعملت على الدفع بالكثير نحو الظهور وبلورة الفكرة لتكون مشروعا وطنيا يشرف عليه الكفاءات والمؤهلون ومن يحتاج للتأهيل علي القادرين على تأهيله أن يعملوا ..
ومن ثم بدأ في تأسيس حركة المتقاعدين والعسكريين وبعض الهيئات المدنية وكان على رأسها العميد ناصر النوبة.. في 13 يناير 2007م كانت أول ظهور وصرخة مدوية هزت ساحة الحرية في خور مكسر والكتابة عن تاريخ الحراك الجنوبي ومسيراته واسعة إلا أننا نكتفي بالإشارة فقط كدلالة على الطريق من بدايتها.. الأهم في الأمر سرعان ما بدأ يلتف حولها بعض النخب سراً وعلانية مع وجود المعارضة الجنوبية في الخارج شعبيا ً وبعض المتطلعين لأن يروا عملا يحقق الأهداف ويحيي القضية الجنوبية ويظهرها للوجود.
استمر تصاعد هذا الحراك حتى بدأت تظهر قوته على الأرض مما أنتج قوة شعبية عبر تقديم الشهداء والجرحى والمعتقلين والمطادرين وغيرها من التضحيات الجسام .. وهنا بدأ تظهر الوجوه البالية والمتصدية .. وبدأ المؤامرات ضد الحراك وأخذ الشرعية منه على أن يمثله الشيباب والعجاوز.. ورضي الشعب الطيب على أن يبرز هذه الوجوه حينما رأوا منهم الوعود الكثيرة رغم معرفة الشعب الجنوبي بتاريخ هذه الوجوه التي برزت وسوءها..
إلا أن طيبة وتسامح وتصالح الشعب الجنوبي مع هذه الوجوه كان بارزا ً. وبدأوا هؤلاء باستغلال "التصالح والتسامح" وينتجون تاريخهم المخزي.. وأقصد هنا الأفراد من قيادات نظام الجنوب السابق ومن شارك حزب المؤتمر في الوحدة وأيضا من له علاقة في صنع القرار الجنوبي حين ذاك.. رغم أننا نرى بان مفهوم الوحدة الحقيقة جميل إلا أن نظام صنعاء شريك الحزب في الجنوب كان الآخر أسوأ من شريكه في تدمير الوحدة وروحها الجميلة.
وبدأت "وردة الحراك الجنوبي" تذبل سياسيا في عدم القدرة على توصيل صرخات شعب الجنوب الذي ما زال يحمل العنفوان لحد اللحظة في الميدان إلا أن هؤلاء مازالوا مع الأسف يستمرون في غيهم ومؤامراتهم على الحراك الشعبي الجنوبي لأخذ الشرعية منه وتمثل القضية الجنوبية والحراك الشعبي الجنوبي..
وهكذا تستمر المؤامرات في الساحة الجنوبية وما يحزن المرء حينما تكون ممن يظن الشعب الجنوبي أنه سنده في الأزمات وظهره إلا أن التاريخ ينتج نفسه مع الأسف مما أخر الحراك الجنوبي كثيرا هؤلاء المتسابقون على إنتاج تاريخهم السيئ.. واستمر الحراك منذ ذلك التاريخ الذي بدأ يتبلور فيه والحد اللحظة قويا شعبيا إلا أنه (أضعف مما يتصور المرء قياديا) حيث أن النخب الجنوبية لم تستطع أن تحتويه كما فعلوا في تونس ومصر بسبب الإعاقة التي شكلتها القيادات السابقة في الجنوب..
وبعد خروج اللقاء المشترك والذي يعلن دائما ً أن الحراك جزء منه على اعتبار أنه يحاول احتواءه وتشكيله ويجعله من أدوات الضغط ضد النظام في صنعاء ومحاولة إعاقته دائما عبر الحزب الاشتراكي اليمني فهل نزول اللقاء المشترك للشارع سيؤثر على الحراك الجنوبي أم سيؤخره بعض الوقت وسيعيقه.. هنا يجب أن نقرأ المرحلة الدقيقة لمعرفة إلى أين تسير الأمور وكيف يستطيع النخب بلورة الأوضاع لصالح "المعارضة بجميع أشكالها". وكيف يستطيع الحراك الجنوبي الاستمرار ومواجهة هذا الضعف أو نزول اللقاء المشترك للشارع مع ظهور تصريحات من قبل جهات أمريكية تحث اللقاء المشترك بالعودة للحوار وعدم الاستفزاز..؟!