في هذه اللحظات العصيبة قد لا يتمكن الرئيس علي عبدالله صالح من إدراك أن سلطان البركاني أخطر عليه من جموع الشباب المتظاهر في ميادين صنعاء وعدن وتعز.
بيان أحزاب التحالف الوطني الذي أعده سلطان البركان وعبدالكريم الحيفي وطارق الشامي لم يكن بيان تهدئة، بقدر ما كان بيان تصعيد.. في وقت توجب الأوضاع على الحزب الحاكم التهدئة.. لكن برامكة اليمن يريدون استغلال الفرصة للانتقام من الشعب ومن الرئيس في آن واحد.
أنا لا أبرئ الرئيس، ولا أؤيد أحزاب المعارضة، لكني أدعو الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر من هذا الطابور الذي لا يزال يشوه الحياة اليمنية ويغتال الأحلام والمنجزات، ويصب الزيت على النار بطريقة لا تصب إلا في صالح لوبي الحوثي الذي احتشد في ذكرى المولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم. ليس حباً في النبي صلى الله وعليه وسلم الذي يطعنون في زوجاته وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ولكن استعراضاً للقوة.. في وقتٍ تعيد فيه كافة القوى ترتيب أوراقها وحساباتها.
الحوثيون لديهم خطة، بموجبها تم توزيع شمال الشمال إلى مناطق، والرئيس علي عبدالله صالح يدرك ذلك جيداً.. لهذا بادر بالالتقاء بالقبائل المحيطة بصنعاء من جهة الشمال (وأكرر من جهة الشمال. العصيمات، أرحب، همدان، الحيمتين). لأن محاولة استغلال الحوثي لهذه الأوضاع ليس دعاية مؤتمرية. بل هي حقيقة واقعة، فالحوثيون هم المشروع السياسي الجاهز الذي يمتلك شوكة عسكرية وغطاء قبلياً ومساحة تحرك.. كما يمتلكون داعماً إقليمياً (إيران) وآخر عربياً (قطر) لديه قناة إخبارية بارعة.
على الرئيس علي عبدالله صالح أن لا يخاف من هؤلاء الشباب الذين جرفتهم العاطفة، للتظاهر ضده، بعد أن نجح زملاؤهم في القاهرة وتونس، وعليه أن يقوم باتخاذ قرارات تلبي طموحات هؤلاء الشباب. وأن ينصت إليهم بإمعان. وأن يعزل زبانيته الذين يحجبون الرؤية عنه. أمثال البركاني والأكوع والشامي ودويد الذين سيبيعونه ساعة الصدق بثمنٍ بخس.
أخي الرئيس؛ أظنك لا تتذكر اسمي. لكني أريد أن أقول لك إن الشعب مل هذه الفوضى، لكنه ليس مقتنعاً بحميد الأحمر وحسن زيد ومحمد المتوكل وحسن باعوم. فساعد نفسك على البقاء وفاجئ الجميع بأنك لم تزل تقرأ وتفكر بعينيك أنت، لا بعيني أشخاصٍ قاموا بتبغيضك إلى فئات واسعة من أبناء الشعب.
ألا هل يوجد من أقرباء الرئيس وأحبائه، من يوصل رسالتي هذه إليه؟ فما زال هناك الكثير في اليمن لا يريدون أن يأتي اليوم الذي يقرأ فيه علي الآنسي بيان تنحي الرئيس علي عبدالله صالح.