خيانة لله والوطن والإنسانية السكوت عن سعار الأجهزة الأمنية في عدن.. أي سلطة هذه التي يرعبها متظاهر محروق بمعوز معطّف وقميص منتّف.. أم أن أجهزة الأمن تكافئ أبناء عدن على دورهم المحوري في نجاح بطولة خليجي عشرين.. لقد أبهروا العالم بحسن احتفائهم وحملوا ضيوف اليمن في أحداق العيون وها هم يكافأون بالرصاص.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
لقد أصابني الرعب وأنا أسمع عبر القنوات الفضائية هدير الرصاص المنهمر على إخواني العُزّل في عدن الطيبة.. كل عباقرة الكذب السلطوي القميء لا تستطيع الادعاء هذه المرة أن عناصر من الحراك هي من ألقى الرصاص على المواطنين المحتجين كما دأب الناطق الأمني على القول بلا ذمة ولا حياء.
عدن جوهرة الحرير.. يفزعها صوت الرصاصة ومنظر الخناجر فما بالك بطوفان الطلقات ودماء الجرحى وعيون الشهداء الشاخصة في وجه الضمير الشعبي الذي لم يتحرك حتى الآن كما ينبغي، من أجل هؤلاء..
تعددت التفسيرات لهذا القمع الوحشي المسعور الحادث في عدن وقال البعض ربما كان القتلى الأوائل خطأ لن يتكرر.. لكنه تكرر فقالت السلطات إنه بسبب عناصر مندسة من الحراك تريد تعميق الشرخ بين الناس والسلطات وتم التوجيه "الرئاسي" بإجراء تحقيق حول ذلك.. وها نحن نرى بأم أعيننا الرصاص المدفوع ثمنه من أموال الشعب ينطلق من أفراد الأمن الذين وجدوا من أجل الشعب.. ينطلق ليستقر في صدور الشعب.
إذاك من غير المستبعد أن السلطة الخائنة لأمانتها تريد إفساد هيجان الشعب بذات اللعبة القديمة القذرة.. استفزاز المشاعر بالقتل العمد في عدن لكي تتحول مطالبات المحتجين من مطالب بتغيير النظام إلى مطالب ب"فك الارتباط"، وبالتالي سيخشى بقية المواطنين على وحدة الشعب فيكفّوا عن الاحتجاج خوفا من تزامن السقوط مع عودة التجزئة.
هيهات.. هيهات.. انكشفت لعبة المخاوف وحدّد الشعب بدقة من هو غريمه النذل فقرر أن يزفه إلى مقلب النفايات خصوصا بعد أن تخضبت يداه بالدم.
الشعب اليمني يريد أن يرى مرتكبي جرائم القتل في عدن معلقين على المشانق إنفاذاً لشرع الله. وسقوط القتلة لا يعني سقوط المحاكمة. لا بد أن يعرف الشعب من الذي أمر بإطلاق الرصاص.. ولا بد من إنفاذ القصاص.
إلى ذلك؛ مطلوب الآن أن نسمع الادانات من كل فم قادر على النطق.. ومن الواجب أن يهرع المجتمع أجمع لمواساة أسر الشهداء والتكاتف الميداني مع المحتجين.. و إلى الله عاقبة الأمور.