آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

الرئيس تحت الإقامة الجبرية!

حين قامت الثورة لم تأخذ إِذناً مِن القصر الجمهوري، أو وزارة الداخلية. الثورةُ لا تأخذ إذناً ولا يحق أن تاخذ إِذناً شرعاً (استعينوا عَلى قضاء حوائِكم بالكتمان). فكسرُ حاجز الخوف عملية نفسية مرهقة، تستنزف من صاحبها، كمَّاً هائلاً من التفكير، والتبرير ،والتفسير لكل شيءٍ. وهي تتناسبُ مع سنين الصبر، والإرهاق، والمشقَّةِ، والتَّعب.

هي تراكمات تفاعلٍ من الألآمِ والآما؛، تتفاعلُ، لتاخذَ شكلها النَّهائي في المُكَّوَنِ الجديد، الذي يتبلور على هئيةِ ثورةٍ. إنَّ الألآمَ العظيمةِ تتفجر في النهايةِ أملاً عظيماً على هئيةٍ جسدٍ يأتيكَ ثورةً صارخةً في الظَّلام لتخرجَ إلى الصباحِ والنُّور. وهذا هو التفسير باعتقادي للمأثور القائل منَ الأمثالِ ( الألآمُ العظيمة تخلقُ الشَّعبَ العظيم )!

إنَّ ثلثَ قرنٍ منَ الألآمِ، والخوف من لقمةِ الغد، وطوفان مِنَ الكَذِبِ، والزُّورِ، والإفكِ والبُهتان، ومسالكِ الرذيلة التي سلكها هذا الرَّجل فرضتْ هذه الثَّورة؛ لهذا جاءتْ بغير إذنّ!

ويُخطيءُ حبيسُ النَّهدين، ورهين القصر القابعُ في سرداب مظلم داخلَ نفسه أَنْ يراهِنَ على مسألة الوقت.

راهنَ الرَّجُلُ على كلِ الأحصنةِ؛ فلا حَازَ حصانٌ لهُ مِضْماراً. وقامرَ بكل ورقةٍ، في المبادرات في الداخل والخارج؛ ولا رامَ له الجوكرُ قَفْلَاً كاسباً على الطاولة. وكلُّ مافي الأمر... هو أَنَّ الشيءَ حينَ يصبح عادةً عند أيٍّ منَّا؛ يتمكنُ من الأخلاقِ. حتى إذا ما أتينا على أمرٍ ما لتفسيرهِ أو لتبريرهِ، يصعبُ ذلكَ؛ لاستحالةِ تصديق مجريات الأمور بغير التفسير والتبرير من منظور تلك العادة!.. وذلك ما يُسمِّيهِ المختصُ حالة الديكتاتورية الفكرية، التي وصلَ لها كل الرؤسآء المنهارين في أي زمان ومكان. وحينَ يُمتَدحُ الفردُ بما ليسَ فيه؛ تنتفخ لديهِ حالةُ تصديق ذلكَ؛ فيصدق ذلكَ كُلَّ التَّصديق.. بلا أدنى سؤالٍ قد يسألهُ لنفسهِ:"هل أنا حقَّاً كذلك"؟!

فالرَّجُلُ القابعِ هناك في فاتيكان السبعين رهينَ المحبسَينِ المُتَعَرِّي محبس القصر ومحبس السَّبعين كانَ يُدِيلُ دولةً بجَوَّالٍ وهاتف!.. ولا يخرجُ عن أمرهِ، إلا ما يريد أَنْ يخرجَ. وعلى حين غَفْلَةٍ قامتِ الثَّورةُ..وكسَّرتِ المفاجأةُ كلَّ أَوآمرهِ.

كيفَ يحدثُ هذا بغير إذْنٍ!.. ومازالَ يتصوَّرُ أَنَّ هذه الثَّورةَ إلى اللحظة إنَّها مجرَّدُ مُظاهرةٍ تعبِّرُ عَنْ حدثٍ جزئي في عمليَّةٍ سياسيَّةٍ، أَو أَنَّها سحابةٌ عابرة في صيفٍ نائر! والَّذي يزيدُ الأمرَ سوءاً، أَنَّ كلَّ مَنْ تراكمتْ مصالحُهم معهُ، في عهده الملعون، هم مَنْ يدفعونَ الأمور معه، في ذلكَ التَّفسير فيصفقونَ شاكرينَ مهللين . حتَّى إذا ما تبدَّتِ الثَّورةُ طوفاناً، والشَّوارعُ والمحافظات تموج بالملايين.. بدا الرَّجلُ قصيراً، صغيراً، دميماً، وقحاً، تَعِبَاً، مرهقاً، منهكاً، صلِفاً، صفيقاً، تائِهاً، لا حيلةَ لهُ!

ولَعلِّي أَفهمُ وغيري كثيرون أَنَّ الرَّئيسَ لمْ يعدْ يملكُ حتى قرارَه. وأَنَّ الأمرَ باتَ بيدِ الأبعام السِّتَّة، وبيدِ الْجيلِ الثَّاني مِنَ المُقَعِّيِّين، وما بقي لهُ غير فقط هوَ الخروج في كلِّ جمعةٍ للنزهة والإسترواح، غير متوازن ليقولَ بكلِّ سوءٍ، خُطبَةً مقتضبةً، يهييءُ حَدَثَهَاْ الأمَنُ القومي؛ إمَّا بافتعال ( دِسَّاعٍ للشِّيُوبة )، أَوْ قطع لسان، أو قذفِ الحرائر، أَو بتر..!!

ما يحدثُ الآنَ في اليمن هوَ إبتنآءُ الغدِ، بكلِّ مشاهدهِ المختلفة، قطعاً، عن مشاهدِ ما قبلِ الثَّورة. هؤلآء الشَّباب ليسوا بشراً! إنَّهم ملآئكةٌ فتحَ الله بهم على اليمن، والأجيال القادمة، فتحاً كبيراً!.. إنَّ ما نراهُ الآنَ.. من سلامِ وروعةِ هذه الثَّورةِ، وهؤلآء الثُّوَّار، ما هو إلَّا بداية تَوَجُّهٍ نحو بنآءِ الشخصية اليمنية، التي تعيد على الحقيقةِ للإنسانِ اليمني كرامتَهُ التي ضُيِّعَتْ، وعفَّةَ نفسهُ، وخصبَ خُلُقِهِ، وكرمَ شِيَمِهِ، وطراوةَ لسانهِ، ودمثَ تَأَدُّبهِ حتَّى يزمعَ في بنآءِ اليمنِ، بنآءاً مختلفاً تماماً عمَّا يتصورهُ جيلُ قدامى السياسيين، رغمَ عدمِ إستغنآءِ الثُّوَّار، في الإستئناسِ بمشُورتهم، والتماس رأيهم في قضايا ومواقف وأزمات.

أزكى ثِمَارِ الثَّورةِ هَذِهِ على بدايةِ قطافها أَنَّها تقفُ بعيداً عن ماضي بواقي جيل ثمانٍ وأربعين، وجيل سبتمبر وأكتوبر، الْلَّذينَ أَتخَموا الفتراتِ بالمغالبةِ، والمكالبةِ، في تصفية ثاراتٍ قديمةٍ، وحساباتٍ إختلط فيها الشخصي، بالوطني، لنصف قرنٍ، ما لقينا منها غير الأزمات.. التي تراكمتْ وارتفعَ ركامها؛ فاستحالت ثورةً ترفضنا جميعاً.

الحقَّ الحقَّ أَقول: ليسَ على الثُّوَّار من حرجٍ، أَو عيبٍ، أَو مثلبةٍ في أنْ ينتهجوا السبلَ التي يتشاورونَ حولها، فيرسموا الطريق الذي يحقق لهم ما تصبو إليه الثَّورةُ.

أيها الثُّوَّارُ الشَّباب إتفقوا فيما يحققُ لكم نصركم بعيداً عن تلكَ القيادات الممنهجةِ على غيرِ ما تبتغي نفوسكم، وترتاح لها عقولكم. واجعلوا وحدة الهدف والتفكير والرؤيةَ إمامَكم..!

تلكَ القيادات أدَّتْ دوراً لا ينكرهُ أحدٌ عليهم إلا متجانفاً أو مبطلاً.. وربما يكون هذا آخر عهدكم بهم بعدَ تلكَ العملية السياسية، التي يرغبون في تحقيقها وتسليمها لكم وجوباً على قياس الضرورة. وهم يدركونَ أَنَّ عليهم إمَّا أَنْ الإنضوآء تحت رايات الثُّوَّار الجُدُد، وإمَّا الإنكفآء والإنطوآء في الماضي!

اتركوا هؤلآءِ الملآئكة يصوغونَ مستقبلهم، وغدهم، وغد أبناءهم كما يرونَ هم، لا كما تروَنَ، وكما يريدون هم، لا كما نريد نحن وسيفلحونَ كُلَّ الفلاح!.. ويكفي هذه الثَّورة برهاناً على إستوآءِ معاقدها، وصحةِ رؤآها، وروعةِ وضوحها، وعمق الإيمانات بهدفها.. أنها أقعدتِ الرئيس عن الإستمرآءِ بالأشيآء والنَّاس والحياة؛ حتى بات الرئيس تحت الإقامة الجبرية!

جُمعةُ خِتَاْن الْبَرَكَانِيْ!

فِيْ كلِّ أُسبوع يتمُ البحث مِنْ قِبَلِ الأمْنِ القومي عَنْ ( آمِنَة )! وفي كل أسبوع تأخذ (آمِنةُ) صورةً جديدة. فهي في أُسبوعٍ ما.. تُصَوَّرُ ب ( الشَّيْبَة الْمُدَسَّع )، وفي أُسبوعٍ آخر قطع لسان؛ وفي ثالثٍ تلفيق تهمةٍ على شخصٍ ما، أو قذْف الحرائر. وهذه من المهام الرئيسة لِأَحَدِ أولاد الجيلِ الثَّاني مِنَ المُقَعِّيِّين في الأمنِ القومي. وحينَ لا يجد عمَّار منْ سيكون موضوع خُطبةِ الزَّعيم في الجمعة التالية؛ سيأتي الدَّور على البطانة. وربما تكون الجمعة القادمة هي (جٌمْعَة خِتَاْن الْبَرَكَاني)، ثٌمَّ (جمعة بواسير الْجَنَدِيْ)!

واتفاقية 700-10!

حين عرفتُ بالبنود السِّرِّية لإتفاقية الرَّحيل التاريخية في وثائق المبادرة الخليجية، وعرفتُ بقائمة ال (130 =560) السبعمأة قاصر عشرة.. سألتُ نفسي : أينَ العشرةُ المُبنْشرين بالزحمة !؟.. وكل يوم الضغوط تزداد على الفندم من جميع مَن يضعون أيديَهم على وثائق إدانة؛ في قتل، أو نهب، أو حرب، أو سلب، أو بيع بلاد بأكملها. فقيلَ في النسخة الأُولى أَهْلَهُ وأقاربه. وقيلَ في النسخةِ الثَّانيةِ المأة والثَّلاثون! ثمَّ جاء الدكتور الزيَّاني إلى صنعآء ليوقعَ علي الإتفاقيَّة؛ فإذا به يناولهُ قائمةَ 560 إسماً ! والله أشفقتُ على الدكتور الزَّياني.. فهو لا يعرفُ هذا التَّنْحْ، وسيظلُ مُراوحاً بينَ الخليج وهذا المريض!

ويبدو أنَّ القائمة ستنتهي بعُقَّال الحارات، والبلاطجة مدفوعي الأجر، وكل جماهير جمهورية فاتيكان السبعين. الرئيس يريد أنْ ينفذ بجلده هو والأسرة الحانبة في دهاليز جبل النهدين والقصر الأحمر!؟ بس مِنْ شِسَيِّبُهْ..؟ فإنَّ الأَبْعَامَ السِّتَّةَ والعشرة المبنشرين وكل بلاطجة وجماهير السبعين لنْ تسكتْ! ويبدو أَنَّ الدكتور الزَّياني سيستقيل من منصبة قبلَ أَنْ يروح فيها فطيس بنوبة قلبية. أَنصحك يادكتور فُكْ رِجْلَكْ.. فالرَّجلُ لا يحتاج إلى مبادرة في تهريبه، بل يحتاج إلى مناورة للحجر عليه في مصحةٍ نفسية! صَدِّقني أَقول لكَ الحقَّ لا غيره.

تعريفات هامَّة لِما بعد الثَّورة!

البركاني: دَلَّال بسوقِ الحمير.
الصُّوفي: خبَّازَ في مخبازة.
الجَنَدِيْ: مُقَوَّت بمعبر.
ابنْ عُبَاْد: سوَّاق دُجِّيْ بالحديدة.
الشَّامي: مشْتِيْشْ أَقُلْ!
الزُّوكا: مطْيَبَة بِلاستيك تُرمَى بعد الإستخدام!
الرَّئيس: همممممممممممم!
عمَّار: هممممممممممممممممم!
أحمد: همهمهمهمهمهمهم!
يحيى: هممممممممممممممممممم!

الجنرال علي محسن الأحمر: من الضرورة وجوده في أي حكومة انتقالية قبلَ التقاعد. حيَّاك الله.

عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري واستشاري
حزب البسباس
فرجينيا الولايات المتحدة الأمريكية

زر الذهاب إلى الأعلى