يتحدث الرئيس علي عبدالله صالح عربية فصحى، لكن 'العربية اليد' عربة البوعزيزي أفضل منها، يدوس قواعد اللغة كما تدوس مدرعاته الشباب.
تضع له الجزيرة بمكر جملة يقول فيها:'لقد أمرت الحكومة بالاستجابة لكل مطالب الشباب المعتصمين'.
أكاد أعرف نصف الشباب المعتصمين في اليمن، بينهم الكاتب والكاتبة، ولن يطمئنوا إلى أي اتفاق مع رئيس لا يتورع عن مداهمة قواعد اللغة، ولا أظن أن ولعه بالاستعارة يمكن أن يشفع له.
يحاول الرئيس أن يوقع الندم بقلوب الثوار، لأنهم لم يستجيبوا إلى عرضه، فيخاطبهم:'فاتكم الجطار..فاتكم الجطار' والقطار لم يصل من أساسه لكي يفوتهم، كانت هناك أخبار العام الماضي عن بدء دراسات مشروع لإنشاء سكك حديدية يمنية، ككثير من الوعود التي لا تتحقق!
وعندما تصاعدت حركة الاحتجاج إلى دعوة للعصيان المدني، أصبح متأكدًا من احتدام المؤامرة على اليمن، واستنفر إمكانات الاستعارة:'هذه مجرد مجبلات'!
استعارة أخرى من مائدة لا يعرفها الرئيس صالح، ثقافة المقبلات والطبق الرئيسي ثم الحلو، طريقة متأنقة في العيش تختلف عن ثقافة المناسف والكبسات، حيث تتمدد الذبيحة بكامل رعبها فوق ميدان من الأرز، وحيث سرعة الابتلاع هي الفضيلة لا لذة البطء في التذوق.
لو عرف الرئيس اليمني أو أي رئيس آخر لذة البطء ما ابتلع البلد، واختنق باللقمة، ومع ذلك بوسعهم أن يحدثوا الشباب المعتصم على كسرة عن المقبلات.
- من مقال بعنوان "رهين الريموت"