شكل هذا اللقاء خطوة متقدمة نحو جمع الشمل الجنوبي في اتجاه بلورة رؤية موحدة في فهم القضية الجنوبية وحلها، بغض النظر عن مستوى التحضير أو التمثيل في هذا اللقاء أو المواقف االصادرة من قبل المتابعين كالقبول أو رفض للنتائج التي خرج بها اللقاء.
ان ما خرج به اللقاء يعد مكسباً كبيراً للقضية الجنوبية،من حيث فكرة اللقاء وقد جاء الراي المناسب في الوقت المناسب والراي، ونعني بالوقت الذي نلاحظ ان هناك تجاهل متعمد للقضية الجنوبية في مشاريع السلطة ومعارضة وشباب ثورة التغيير ، بل ودول الجوار التي استبعدت القضية الجنوبية من مبادرتها في حل الازمة بين السلطة والمعارضة. وإن كان ذلك مكسباً للقضية وليس ضدها على المدى المنظور.
حيث كان اللقاء قد وضع رؤية أولية لحل القضية الجنوبية وبالتالي فإن ثمرات هذا اللقاء لا تقف عن نتائج ما خرج به بل لما ستأتي به مستقبلا ويمكن النظر اليها من الزاوية السياسية على النحو التالي:
1- إذا ما تم العمل على تسوية الوضع بين السلطة والمعارضة، فإن موقفهم الجميع لم يتغير من القضية الجنوبية كما يبدو واضحاً، إلا أنه اذا ما تم عمل مثل ذلك وبعد هذا اللقاء سيكونون ملزمين في التعامل مع القضية الجنوبية منطلقين من رؤية ما خرج به اللقاء على اقل تقدير ، فلا يستطيعون تجاوزذلك وإن تم رفضهم في التعامل مع القضية الجنوبية فإن الجنوبيين سيعودون إلى تبني الرأي الآخر، وهو فك ارتباط مع صنعاء، فلا بديل خارج هاذين البديلين.
2- إن موضوع فك الارتباط لم يحصل على تعاطف إقليمي ودولي في الوقت الحاضر وبالتالي فإنه اذا رفض طرفي الصراع في الشمال أي تسوية لإنهاء الازمة كما يدعو دون التعامل مع القضية الجنوبية والرؤية التي جاء بها لقاء القاهرة، فذلك سيقنع الدول الاقليمية للتعاطف مع مشروع فك الارتباط.
3- نتائج اللقاء تمثل مكسبا جنوبيا كبيرا لتأسيس مبدأ الحوار والخروج بالرؤية المشتركة بما يخص القضية الجنوبية وأن جميع الاطراف تلتزم بالرؤية الموحدة التي تلبي طموحات الجنوبيين والسير نحو مؤتمر جنوبي لاستكمال ذلك العمل كما نصت عليه مخارج اللقاء التي تدعو إلى مؤتمر جنوبي عام.
4- إن أي مبادرة داخلية أو خارجية تأتي بعد هذا اللقاء ملزمة بالتعاطي مع القضية الجنوبية ومنطلقة من الرؤية التي خرج بها هذا اللقاء على أقل تقدير.
5- أما في حالة قبول نظام ما بعد علي عبدالله صالح بهذه الرؤية ستحقق مكاسب كبيرة له اولا واليمن بعامة وستعيد ما خربه نظام صنعاء في الجنوب كإعادة الشراكة المشروطة للجنوبيين أصحاب النصيب الاكبر في الثروة. والتعويض عن ما لحق بالجنوبيين من خسائر مادية ومعنوية طوال الفترة الماضية. وإعادة الممتلكات العامة والخاصة التي نهبت بعد حرب 1994م. التأهيل والتدريب للكوادر الجنوبية الجديدة التي ضلت محرومة عن ذلك طوال سبعة عشر عام وإفراغ الجنوب من كل القدرات. فضلا عن إعادة الروح المعنوية للجنوبيين نتيجة ما تعرضوا له من اقصاء وتهميش شمل كل مجالات الحياة. وبالتالي انهاء المفاهيم الزائفة التي كرسها الخطاب السياسي والاعلامي للنظام بأن الجنوب فرع من أصل وتابع وبعد تصحيح كل ذلك فإن مسألة البقاء أو الانفصال تستند على ما ستأتي به التجربة القادمة من نتائج تعيد ماتم تخريبه في الفكر والواقع. أو أن الجميع يصل إلى قناعة التعايش في نطاق الدولة الاتحادية أو خارج نطاق الدولة الاتحادية.
- ناشط سياسي وباحث أكاديمي