أرشيف الرأي

ذكرى 13 يونيو وملامح التغيير المنشود في اليمن

في الحقيقة أنني كلما اقتربت ذكرى 13 يونيو من كل عام أتذكر الأثر المشهور المروي عن عثمان رضي الله عنه القائل "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن" وأشعر معها أن اليمن بحاجة للاحتفاء بهذه المناسبة واستشعار المعاني الوطنية العظيمة التي جاءت بها على اليمنيين وتجديد الإنطلاق من خلالها نحو الغد المشرق.

فلقد اعتمد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي رحمه الله منذ اللحظة الأولى لتوليه زمام قيادة الشطر الشمالي من البلد على الحد من سلطة المشائخ ونفوذهم وإقصاء الكثير من قيادات القبيلة من المناصب العليا في الدولة والجيش، وقام بعملية تهذيب لدور المؤسسة العسكريه بحيث تم إستصدار قرار بإنزال جميع الرتب العسكرية إلى رتبة مقدم وبدأ بنفسه ، كما قام بإلغاء كلمة سيدي من جميع الخطابات والمراسلات الرسمية، ومغزى ذلك أنه قد تم إلغاء كل الفوارق الطبقية بين المجتمع اليمني وأصبح الجميع متساوين أمام القانون.

ومع الإدراك المسئول للأسباب التي كانت بحاجة إلى المعالجة الفعلية من قبل قادة الثورة البيضاء في عام 74م فإن حركة التصحيح قد قامت بتطهير الدولة وجميع مؤسساتها من كل أشكال الفساد المالي والإداري في ذلك الوقت وتحول الشعب اليمني إلى العيش برخاء ورفاهيه وإزدهار في كافة مناحي الحياة ، وتم القضاء على كل أشكال التمييز العنصرية والطبقية بين أفراد المجتمع وأصبح القانون سائدا خلال مدة زمنية قصيرة.

تلك الروح الوطنية العالية اعتمدت في مسيرتها الظافرة على التسامح وبث روح المحبة بين كافة أطياف المجتمع اليمني التي لم تلغي الأخر ولم تصادر حقوقه بالعيش والحرية إنطلاقا من قاعدة أن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات أمام القانون وهذه هي الروح التي ستعطينا الإرادة والإيمان القوي لتحقيق مطالب وأهداف ثورتنا العادلة والمشروعه في تغيير الوضع الذي يؤلمنا جميعا.

إننا بحاجة إلى الحمدي كمشروع سياسي ينقذ البلد من الحالة التي وصلت إليها من أزمات سياسية وإنفلات أمني وتعمق الصراع بين مراكز النفوذ والإنفراد بالقرارات المصيرية للبلد وضياع حقوق المواطنين وتعدد الولاءات على حساب الوطن ووحدته وثوابته، تلك هي أوضاعنا المتطابقة تماما مع مرحلة ما قبل فترة الحمدي ولم يبق لنا إلا أن يأتي ذلك الرجل الذي قال عنه الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان:
أتى النبالة سعيا في مسالكها ... مضوّء الوجه فيها أبيض الصحفِ

زر الذهاب إلى الأعلى