يحتفل "الاصلاحيون" في هذه الأيام المتزامنة مع أيام الثورة السلمية المباركة بالذكرى الحادية والعشرون لتأسيس "التجمع اليمني للإصلاح" الذي يوافق - سنويا"- الثالث عشر من شهر سبتمبر..
فمنذ قيامه عشية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، وإعلان التعددية السياسية، قفز "الإصلاح" قفزات نوعية في العمل الحزبي والوطني والديمقراطي، وسعى بمعية القوى الوطنية الأخرى - اللقاء المشترك وشركاؤه - إلى ترسيخ مبدأ التبادل السلمي للسلطة وتوسيع هامش الديمقراطية والحريات بدء" من الانتخابات الرئاسية 2006م واستطاع من خلال "النضال السلمي" الوقوف في وجه النظام الحاكم والحد من عربدته السياسية الرامية إلى تدمير البلاد ودفعها إلى الهاوية الأمر الذي جعل النظام يهاجم "الإصلاح" و"اللقاء المشترك" في كل مناسبة وبدون مناسبة رغبة في قتل المعارضة والاستفراد بالسلطة خصوصا" وهو يتوجه بالسلطة نحو "التأبيد والتوريث" من خلال التعديلات الدستورية الجديدة، لكن المعارضة وقفت له بالمرصاد، فكانت الثورة السلمية المباركة .. وفيما يلي بعض الإشارات المضيئة والعلامات البارزة في مسيرة "الإصلاح" في هذا العام الثوري..
* تأتي هذه الذكرى واليمن يشهد ثورة سلمية عظيمة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلا" لها- بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء – والتي قامت من اجل إسقاط النظام العائلي الجاثم على صدور اليمنيين طيلة ثلاثة عقود عجاف، ولاشك فان "الإصلاح" قيادة" وأعضاء" وأنصارا" في مقدمة المشاركين فيها إلى جانب كافة القوى الثورية الأخرى..
* تأتي هذه الذكرى والشعب اليمني يزداد تماسكا"واتحادا" غير مسبوق, شمل كافة المناطق والمحافظات اليمنية - شمالا" وجنوبا"- على حد سواء، وقد تجسدت عمليا" معاني"الوحدة الوطنية" في كافة ساحات التغيير وميادين الحرية في الجمهورية..
* تأتي هذه الذكرى والثورة السلمية تزداد زخما"شعبيا" وتصعيدا" ثوريا" في جميع الساحات والميادين الثورية وهذا بفضل الله تع إلى ثم بفضل تكاتف وتعاون كل القوى الشعبية والثورية بما فيها "الإصلاح"..
* تأتي هذه الذكرى و"الاصلاحيون" فخورون بتجمعهم وملتفون حوله أكثر من ذي قبل، ويؤكدون ولاءهم له، واستعدادهم التام التضحية بأوقاتهم وأموالهم في سبيل بقاءه شعلة مضيئة في سماء الأحزاب الوطنية..
* تأتي هذه الذكرى والمناصرون والمؤيدون "للإصلاح" يشيدون بجهوده الوطنية والثورية، ويشدون على يديه لبذل المزيد من الجهود المبذولة في سبيل إسقاط النظام العائلي، وبناء الوطن وحماية المكتسبات والانجازات الشعبية..
* تأتي هذه الذكرى وتكتل أحزاب "اللقاء المشترك وشركاؤه" الذي ساهم "الإصلاح" في تكوينه، يزداد تماسكا" وقوة في مواجهة النظام العائلي، ودعما" لثورة الشعب السلمية..
* تأتي هذه الذكرى وقد أنجزت أحزاب "اللقاء المشترك شركاؤه" انجازا" عظيما" متمثلا" في جمع القوى الثورية اليمنية في إطار وطني شامل، ينظم الجهود الثورية للمعارضة والثوار في الساحات الثورية تحت مسمى" المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية " الذي امسك بزمام ودفة الثورة، وتعهد بقيادتها حتى الوصول بها إلى بر الأمان..
* تأتي هذه الذكرى والوطن العربي يشهد ثورات شعبية عارمة اقتلعت أعتى حصون الطغاة بدء" بالطاغية (بن علي) ومرورا" بالطاغية (مبارك) ويليه الطاغية (القذافي) والدور الآن بانتظار الطاغية (صالح) ومن بعده الطاغية (الأسد) أو العكس وهكذا ستستمر تلك الثورات – إن شاء الله تعالى- لتطيح بعروش الجبابرة وكراسي الطغاة، وتعمل على إزالتهم جميعا"عن بكرة أبيهم ..
* تأتي هذه الذكرى ولازال "الإصلاح" يواجه ويتقبل الإساءات الموجهة إليه – في صورة انتقادات بناءة أو نصائح أخوية - بروح أخلاقية راقية، وبصدر رحب واسع، ولم تزده تلك الإساءات إلا إصرارا" وتمسكا" بمنهجه الأخلاقي، انطلاقا" من الأخلاق الإسلامية التي تربى عليها المنتمون إليه..
* تأتي هذه الذكرى و"الإصلاح" لازال يمد يديه ويفتحها دائما" وأبدا" لمعارضيه ولكافة أبناء الشعب اليمني، ويدعو الجميع إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف والاصطفاف الثوري في مواجهة النظام العائلي - الفاسد- وأذنابه، والمشاركة في بناء اليمن الجديد، وتأجيل الخلافات والتباينات السياسية و الفكرية مع "الإصلاح" ومعالجتها بالحوار والنقاش والتفاهم الهادئ بعد سقوط النظام، أو بالمفهوم العسكري "نفذ ثم ناقش"، ذلك إن وجود النظام واستمراره في الحكم يشكل خطرا" كبيرا" على الجميع، و يهدد الجميع ولا يستثني أحدا", والوطن غالي على الجميع، ويحتاج إلى تكاتف الجميع لإنقاذه وحمايته وبناءه، فهو مسئولية الجميع..
* وأخيرا".. أهنأ "الاصلاحيين" قيادة وأعضاء وأنصارا"، بهذه الذكرى السعيدة، والمواكبة للثورة السلمية المباركة، وأقول لهم جميعا" سيروا على بركة الله تع إلى نحو استكمال مسيرة الثورة والتغيير والبناء، واثبتوا على النهج السلمي في مسيرة الثورة والتغيير إلى آخر المشوار، ولا تلتفتوا إلى الأصوات الحاقدة عليكم بسبب نجاحاتكم الباهرة، ولا إلى الأصوات المثبطة لكم بسبب همتكم العالية، ولا إلى الأصوات الحاسدة لكم بسبب إخوتكم المباركة.. لان هذه الأصوات الماكرة تحاول صرفكم عن غاياتكم العظيمة وأهدافكم النبيلة، وهي مجرد فقاعات مائية سرعان ما تنفجر وتختفي عندما تتعرض للشمس الحارقة أو الهواء الساخن.. أو كما قال تعالى: (( فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض..)) - الرعد : الآية 17- صدق الله العظيم.