أرشيف الرأي

في البدء كانت عدن

"عدن جبل طارق البحر الأحمر" * لويس سيمونان

عروس البحر العربي:
محظية التاريخ و ذاكرتنا الدينية المشتركة مسلمين ومسيحيين ويهود ، عدن الراقدة على فوهة بركان كحورية ترقب القادمين اليها : التنانير الاسكتنلندية ، و الديك الفرنسي ، اللذان أرادا قلب الحورية ، ورددا ترنيمة الانجيل "وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة" سفر التكوين

منذ القرن السابع عشر وأوروبا تجدف صوب الشرق الأقصى وتستقر في عدن .
ومن الذي لا يحب بعدن ؟
هكذا قال الرحالة والمستشرقون في مؤلفاتهم إريك مرسيه ،كلود موريسو ، سامسون ، بول نيزان، جوزيه ماري، ارثر رامبو .

منحها البحر العربي تعويذته السرية، فردّ عنها كيد البرتغاليين ، ثم هيأ نفسه ،اركبوا موجي .. بسم الله مجراها ومرساها فانطلقت سفنها مباركة ً ، حتى صارت عدن واسطة العقد ، تجارياً ، شرقا إلى الهند والصين وغربا إلى مصر وأفريقيا .

الآثار حكواتي يحمل في حجارته وألوانه لبّ الماضي ، اذا سقطت قطعة قرميد من ساعة لتل بن ، واذا اهترأ سقف منزل ارثر رامبو ، فإننا نفعل ماوصفه الكاتب الداغستاني رسول حمزتوف عن الاثار:
إن من يطلق مسدسه على الماضي فكأنه يطلق مدفعاً على المستقبل،
اليد التي تعبث أو تتجاهل الآثار انما تصفع التاريخ.

الكاتب المتخصص في تاريخ عدن نجمي عبد المجيد: إن معظم المعالم في عدن نفذت تحت اشراف مهندسين بريطانيين ، وإن مساكن عدن كانت وما زالت ذات طابع انجليزي ويهودي وفارسي وعربي.

آثار عدن تستغيث!
الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار منذ 2005 حاولت جاهدة السيطرة على وضع السقوط التي تنجرف اليه آثار المدينة، ونددت الجمعية بأعمال الصيانة للآثار :
"كما لم يتم الاستئناس بالكفاءات اليمنية العلمية المتخصصة في مجالات الهندسة والآثار والتاريخ والبيئة كخبرات علمية وطنية ، وفي الوقت ذاته أوكلت عمليات الترميم لشركات هندسة ومقاولات لا علاقة لها بالآثار والتاريخ ، لقد تظافرت كل عوامل العبث والتشويه لمعالم عدن دون إدراك لحجم الكارثة التي ستحدق بها، وعلى الرغم من جهودنا الحثيثة لدرء الخطر عن هذه المعالم ، إلا أنها لم تجد آذانا صاغية أو استجابة مسئولة من قبل القائمين عليها أو المسئولين في السلطة المحلية".

د. اسمهان العلس رئيسة الجمعية كثيرا ً ما ذكرت :
"يجب المحافظة على ماتبقى من آثار عدن اليوم والحفاظ على هذه الاثار يجب أن يتم عبر وجود أعمال ترميم حقيقة وليست كالتي شاهدنا بها أعمال الترميم في صهاريج عدن وقلعه صيره والمجلس التشريعي بكريتر كل هذه الأعمال كانت أعمال تدميرية أكثر منها أعمال ترميم لدينا في عدن على أبسط مثال المجلس التشريعي بكريتر وهو يحكي تجربة العمل البرلماني في العالم العربي ولكن للأسف حد اللحظة لم يتم الاهتمام به".

أمام تركة التاريخ هذه نرفع نداءنا ، اعلنوا عدن محمية تاريخية .

زر الذهاب إلى الأعلى