لا تهم التواريخ فتواريخه للأسف جميعها مؤلمة ،كنت في أحدى العواصم الخليجية في رحلة عمل وكان لدي اجتماع هام بعد المغرب مباشرة ,ورحلة العودة في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..
قمت بتأجيل الاجتماع وتأجيل الرحلة ، بعد أن تلقيت اتصالا بأن فخامته قد غادر مسقط العاصمة ومسقط اللجوء ،وأنه سيكون على شاشة البي بي سي بعد المغرب مباشرة، لا أخفيكم .كنت سعيداً رغم الآلام والأوجاع الشديدة التي أُصِبنا بها منه بالذات ومن كل من حذا حذوه في عام 67 وعام 90 من أبناء ديرتنا الحضرمية الغالية ،تواصلت مع العزيز شريكي في همومي الحضرمية ورتب لنا جلسة في إحدى المنتزهات الرائعة والهادئة بداخل خيمة صغيرة . أقلني من الفندق حتى وصلنا ،وكلنا شوق لمهدينا المنتظر الذي طالت غيبته ويا ليتها طالت ، وضعنا التلفاز على قناة البي بي سي أغلقنا الهواتف قعدنا مقعد الطوارئ، أحضروا لنا الشاي وكل متطلبات الجلسة . انتظرنا كما يُنتظر الغائب من غيبوبته حتى طل علينا سماحته ، لم يتغير فيه شيء، رغم توقعاتنا انه سيبدو مهموما نحيفاً مشيب الشعر ،فالمفترض انه يحمل هموم أمة ووطن! ولكنه بدأ كما هو ( عبود هو ذاك هو ،ماشي تغير في عبود) ولا يحسد البيض إلا على شعر رأسه كما قال لي أحد الصُلع ، تحدث حديثه المعروف للجميع .خرجنا من خيمتنا يحذونا أمل في أن الرجل تعلم من مراحل الفشل دروسا لا يمكن أن تعيده إلى مربعات الخيبة، واعتبرناها فاتحة خير ودعونا له بالتوفيق.
الغزو اليمني لحضرموت "والجنوب"
في ليلة من ليالي القصف على منطقة الضالع في الحرب القذرة التي شنها الأشقاء اليمنيين عام 94 ،كنت في سيارتي أستمع إلى إذاعة ال إم بي سي وكانت الوحيدة التي تبث وقائع الحرب من على الأرض مباشره عبر قناتها التلفزيونية الوحيدة في ذاك الوقت بمراسليها حسن زيتوني وتوفيق جوزليت الذي كان على ما أعتقد في ضفة الغزاة ثم انتقل إلى ضفة المغزو عليهم إن صح التعبير ،لأن الغزاة حسب تصريحه لم يرق لهم ما يقوم بنقله وكانوا يريدون منه نقل ما يُملى عليه من قبلهم ،،،
عناوين الأخبار ( القوات الشمالية تقصف منطقة الضالع ونجاة طفلة من بين ركام منزلها) في التفاصيل مباشرة بصوت المراسل توفيق جوزليت قال أن القوات الشمالية قصفت احد منازل الضالع وقُتل كل من فيه وتم العثور على طفلة على قيد الحياة نقلت إلى المستشفى . كانت الإشارة حمراء عند سماعي لهذا الخبر أخذت كرتون المناديل وانتزعت قلمي وكتبت عليه هذه العبارة ( لعنة الله على الشاويش قاتل بسمتي ) فتحتْ الإشارة انطلقت حتى وصلت منزلي ، أخذت دفتر ملاحظاتي ودونت عليه هذه الأبيات وأنا بين حزن على هذه الطفلة وأمل في الخلاص من هذا الكابوس اليمني المرعب الذي إن تخلصنا منه ستتحقق أمنيتنا الثانية وهي الخلاص من حكم عدن المرعب أيضاً ،فكليهما بالنسبة لحضرموت مصيبة حلت علينا نعوذ بالله منها ليل نهار.
أطلقت على هذه الخاطرة طفلة الضالع :
لعنة الله على الشاويش قاتل بسمتي
وعلى الشيخ الذي أفتى بقتلي وأسرتي
وعلى من جعل الصاروخ يدخل غرفتي
كنت في أحضان أمي بجواري لعبتي
وأبي كان يصلي وكذلك جدتي
أي دين أي ملة.. يا دعاة الوحدةِ
تقتلوا أهلي جميعاً.. تتركوا لي حسرتي
أيها التاريخ سجل بالدقيقة لحظتي
ثأري ستأخذه يدأي ..ثأري سيمحو دمعتي
كانت الأبيات أطول من ذلك ولكن هذا ما بقي في الذاكرة خصوصا أن مذكراتي الورقية عن ذلك الغزؤ الهمجي على حضرموت والجنوب فُقدت بعد ظهور الكومبيوتر واعتمادنا عليه ، كانت اللحظة حزينة وقاسية جداً, فمن ناحية كنا نريد أن تنتهي الحرب ليقف الدمار ،فتلك الحرب لا هدف لها إلا السيطرة على حضرموت "والجنوب" حتى ولو بإبادة كل ما فيها من بشر وشجر وحجر، وكذب من قال غير ذلك ،ومن ناحية أخرى كنا نريد الانتصار للخلاص من تلك المصيبة ( الوحدة) التي أوقعنا فيها البيض ومن معه.
رحل البيض إلى حضرموت و حسب ما يقال أنه لم يزرها منذ أن غادرها في الستينيات إلا مرة أو اثنتان ( علي عبدالله صالح زرا حضرموت والتقى بأهلها وزار مدنها وأريافها أكثر منه ولو لخبث!!) استنجد البيض بحضرموت وقبائلها . ولكن بعد ماذا !! عَقد اجتماع مع مجاميع كبيره وفي مقدمتهم مقادمة قبائل حضرموت بالذات ، وبدأ الحديث معهم ، فقام أحد الشيبان من المقادمة وقال له (أنته إللي خرمتها ذلحين عليك ترقعها )، ووضع شاله على كتفه ونفض ما علق بمقعده من تراب الأرض ورحل ،وأنفض الاجتماع ،،
نَجْدَةْ قبائل حضرموت وتلبيتها للصوت معروف، لكن من هو المُصوِّتْ ؟ البيض تاريخه للأسف في حضرموت تاريخ غير محمود،لذا لم يجد أحداً يقف معه خصوصا أن طلبه جاء متأخراً بعد هزيمة جيشه الجنوبي ، فحضرموت كانت بلا جيش وطني،وكان الحضرمي محظورا عليه دخول جيش تلك الدولة إلا بمواصفات محددة ورتب محددة لا يمكن أن يتعداها إلا القليل وكما أشرنا حسب مواصفات محددة ، ولا أدري بما ذا وبأي قوة يريد البيض مجابهة الغزؤ اليمني الهمجي على حضرموت ! ببنادق العيلمان أو البلجيك القديمة أو بالهطاف أو بالشفار، لا أدري !
حينها لملم البيض ومن بقي معه سواء في عدن أو حضرموت حسرتهم وأخذوا ما قل وزنة وغلاء ثمنه ، أفرغوا البنوك والمؤسسات من محتوياتها المالية وتقاسموا ، وانتشروا في بقاع الأرض بين أوربا ودول الخليج ليستثمروا في نلك المسروقات ،فمنهم من استثمر في مصانع الأدوية ومنهم استثمر في العقار ومنهم في غير ذلك بل منهم من استثمر في حضرموت وفي عدن تحت مسميات تجارية أخرى ،والبيض يعلم ذلك ،حتى بعض صغار الضباط الجنوبيين أصبحوا بين يوم وليلة من المستثمرين في الشقق المفروشة في الخليج. وتركوا شعبنا في حضرموت وفي الجنوب يواجه مصيره مع الغزاة الذين لا رحمة في قلوبهم ولا شفقه يعيثون في الأرض فسادا( وأشدهم حكام اليوم)، تركوا الأيتام والأرامل ،تركوا الأسرى والجرحى ، تركوا طفلة الضالع بكل جراحها على سرير قذر وتحت حراسة الغجر .
ظهور البيض رغم تاريخه الغير محمود ،كان بعد مظاهرات العسكر في عدن الذين كانوا يطالبون بالعودة إلى الوظيفة، وبعد أن اشتدت تلك المظاهرات ليركب موجتها كغيره من الضالين ، وكان عليه الظهور في عام 97 على الأقل حين انطلاق الحراك الحقيقي في حضرموت والذي يتجاهله هو ومن معه، ولكنه لم يظهر ،،، لماذا ؟ لأنه لا يريد لحضرموت الظهور والقيادة ولا لأهلها ، والعقدة المزمنة من حضرموت لا تزال ملازمة له .
فعلي سالم البيض بداية أزمته مع حضرموت كانت منذ الطفولة ، فعندما أرسله والده رحمة الله عليه من البدؤ إلى الحضر للدراسة ،كان الأطفال ينفرون منه ،وكان يقول لهم بغيت خِلاطكم ( أي أريد أن أتخالط معكم أي أكون معكم) وكانوا بدورهم يرفضون ولا ندري ما هو السبب ، وأعتقد أن هذه الواقعة تسببت له أفي أزمة مزمنة لمعاداة حضرموت وهو ابنها . ( ويبدو أيضا أن ( الخِلاط ) أصبح بالنسبة له هواية لذا قام بخلطنا مع الجنوبيين في 67 ثم خلطنا مع اليمنيين عام 90 والله يستر من خلطة ثالثة،
أعتقد أن أي باحث في علاقة البيض بوطنه حضرموت! لن يجد سبباً لكل هذا النفور من حضرموت وسيحتار في ذلك، فالمعروف أن كل (زعماء) العالم يؤسسون علاقات طيبة مع مساقط رؤوسهم ولو قرى نائية حتى تكون تلك المساقط عزوة لهم خصوصا وقت الحاجة ،فرفاقه من ضواحي عدن، كان كل منهم يفاخر بقريته وبقبيلته ،علي ناصر حين استلم السلطة رمى بثقله كله في أبين وبنى فيها ما بنى من خيرات حضرموت وغيره عنتر ومصلح وشائع والعديد ،إلا البيض الذي لديه مالا يملكون، فلديه القرية والمدينة والقبائل والعلماء والمفكرين وأمة حضرمية شامخة ووطن حضرمي وتاريخ الخ، ولكنه كان عكس ذلك تماماً ، حتى أنه بلا خجل وبلا مراعاة لشعور الحضارمة في إحدى مقابلاته الكثيفة هذه الأيام للقنوات الفضائية والصحف صرح بأنه يتمنى أن يُدفن في عدن ، ولا ندري في أي مقبرة يريد دفن جثمانه ، فعدن بها العديد من المقابر ،ولم يذكر بجوار أي من رفاقه ،وقد نجد الإجابة في وصيته . ولو تابعتم تصريحاتهم ومقابلاته ستجدون انه لا يذكر حضرموت في سياق حديثه إلا نادراً بينما عدن وردفان وسعدان دائما على لسانه !،
لا ننكر أن ظهوره أضاء لدينا جميعا شمعة ، ليس لشخصه ولكن كوننا كنا بحاجه في تلك الفترة لأي قشة سياسية معروفة ،علها تستطيع عمل شي ما إقليميا ودوليا بالتزامن مع اتساع رقعة الحراك الحضرمي والجنوبي ، ولكنه من حر عمان إلى برودة أوربا . (البيض هو ذاك هو ) وبعد سبات عميق في أحضان أوربا يظهر مرة ً أخرى في هذه الأيام ، وهذا يؤكد القول بأن البيض تُحركه الموجات وليس من أصحاب المواقف والمبادئ ،فتحركه دائما يبدأ حين يرى الممكن أمامه ليستغل ركوبه، وقد أثبت أنه ليس من صناع السياسة بل من الراكبين عليها .
سماحة البيض في ضيافة سماحة حسن نصر الله
لم أستغرب قراره باللجوء إلى لبنان ليتخذ منها قاعدة للترويج لشخصه ،وأقول لشخصهِ كوني على يقين أنه لن يضيف للحراك شيء من جنوب لبنان إلا الخيبة ، فلو كان كما يدعي انه المحرك للحراك فبإمكانه مواصلة ذلك من أوربا وبحرية أكبر . لذا فهو يبحث عن مراهقة سياسية جديدة ومغامرة غير محسوبة، لا تقل عن سابقتها خبالاً والتي أوصلنا بها إلى ما نحن عليه الآن.
انتقل الجمل بما حمل إلى جنوب لبنان معقل حزب الله الإيراني ،انتقلت معه قناة عدن لتظهر منذ أيام بحلتها الجديدة( ميزانيتها الجديدة) كما يصفون ،وأنا لا أراها إلا مثل القناة اليمنية وسهيل يدعون حقا فيما ليس لهم حق فيه و،وجميعها قنوات منافقة لا تحترم أدنى المبادئ المهنية وتظهر حضرموت بمظهر المهين المستكين،ومن المضحكات المبكيات أن يظهر لنا السقاف وغيره ، فيقولون إن اليمنيين طمسوا هويتنا ونهبوا خيراتنا !!! ولا أدري عن أية هوية يتحدثون ، فالهوية الجنوبية التي لا سلطان لها يعتبرونها طُمست حسب قولهم بينما لم تكن هناك هوية جنوبية ، وإن كان المقصود الهوية الصناعية التي صنعتها بريطانيا لهم وليس لحضرموت ( فهم طمسوها حين سموها اليمن الجنوبي ولكن يظهر أنهم جهله ولا يعون ما يقولون )!!! بينما هم يطمسون الهوية الحضرمية التي هي أصل الهويات ومركزها ،ولا يعتبرون ما يقومون به طمساً ، وأما الخيرات فلا أدري عن أية خيرات يتحدثون وبلا شك فهم يتحدثون عن خيرات حضرموت التي يعتبرونها ملكا وإرثاً لهم ،إنهم يستهينون بالحضارمة ويستحقرونهم ويعتبرونهم أتباعاً لهم ( هذه رسالة لأخواني وأبنائي الأعزاء في الحراك الحضرمي وفي دكاكين الأحزاب اليمنية ) ،ولا ندري أي حلة ستلبس هذه القناة في الأيام القادمة ! يصول ويجول في لقاءات مع صنف معين من المسئولين اللبنانيين وهو الصنف الإيراني ، وقد سأله مذيع قناة ال OTV هذا السؤال ،فقال بما معناه أنه طلب مقابلة الآخرين ومنتظر ردهم ،سؤال أخر قدمه المذيع ،،ما هو سر علاقتك بإيران ،أجاب ليس هناك سر قائم ثم تلعثم وقال ,,, إيش تقول ؟كيف يجيب على السؤال بوضوح ثم يقول ايش تقول ! أعاد عليه السؤال فا جاب ليس هناك شيء خاص ، وقد كان المذيع ذكيا في ذلك الحوار فقد كان يحاول جره إلى مربع علاقاته مع الإيرانيين ، الذي يحاول البيض من طرفه الهروب منها على استحياء ،وذكرني هذا الموقف بقصص أجاثا كريستي البوليسية والاستخباراتيه وكيف تعمل الاستخبارات في جر عملائها حتى يقعون في فخ لا يستطيعون الخروج منه ، هكذا كان المذيع يداعب سماحة الرئيس ،وقد أوقعه في فخ الوضع السوري فأصبح البيض بين فكي كماشة ،كماشة الشعب الذي يدعي بأنه يمثله وبأي وجه سيقابلهم وهو في صف الأسد ،وكماشة الإيرانيين الذين يستضيفونه، فأختار مجاملة الإيرانيين على حساب شعبه بل على حساب دينه الذي يملي عليه الوقوف مع الحق ،بعد محاولة للتهرب من السؤال المتكرر للمذيع ولكنه في الأخير وقع في الفخ ووصفها بالمؤامرة .وهذا ما كنا نخشاه، وسيقع قريبا في الشرك الأكبر بشكل أوسع حتى لن يستطيع أن يخرج منه، وسينفذ في النهاية كل ما يريده الإيرانيين. وقد كان خلال ذلك الحوار يتحدث بلسان حسن نصر الله خصوصا في موضوع المؤامرة من أمريكا وإسرائيل. ويا بخت الأستاذ منير الماوري وربعه سيمارسون هوايتهم عليك وعلينا .
لم يساعدنا أحد من الجيران
( لم يساعدنا أحد )هذه العبارة أصبح يرددها كثيرا حين يواجَه بسؤال عن سر لجوئه إلى لبنان وبالمفتشي على قولة المصريين إلى الإيرانيين، وكما أوضحنا في ما سبق أن البيض ( هداه الله) أُجزِم انه لا يفقه في السياسة ، فأي مساعدة تريدها سماحتك ، الدول تسير بناءً على مصالح ، وتتعامل مع مثل هذه الأمور بحذر ، فالمصلحة أحيانا تكون قيمة مضافة وأحيانا تكون رد ضرر . فاليمن ( الجمهورية العربية اليمنية ) بلد متناقضات ومستنقع كبير للمشكلات ،وتحكمه عصابات باسم القبيلة وسيضل ذلك إلى أبد الآبدين ،لذا التعامل مع هذا البلد خصوصا من قبل دول الجوار لابد وأن يكون بحذر ،ولا تتوقع أن أحداً سيعطيك على هواك ليتضرر هو من عطاءه لك ، الحسابات في المنطقة تُحسب بدقة متناهية،وحتى ولو افترضنا أنه لا أحد يريد مساعدتك ، فأنت بفعلتك هذه لا تساعد نفسك ولا بلدك ولا شعبك ، بل تضرهم ضرراً جسيما ،وتدخلهم في مستنقع لن يتم الخروج منه أبداً ، هل تعلم ماذا يعني اللجوء إلى الإيرانيين ، هل استشرت شعبك في هذه الكارثة قبل أن تقدم عليها وأنت صاحب المغامرات الفاشلة؟ على الأقل كان عليك أن تعلن لهم بكل شفافية وتطلب منهم النزول للشارع للرفض أو التأييد ،وتتواصل مع النخب وتنفذ بعد ذلك ما في "كورك" ( الست تدعي الديمقراطية ) أم أنك تعودت على اتخاذ القرارات الخائبة ،لا أن تهرول بِنا كما فعلت في 67 ثم في 90 وكانت النتائج كوارث تلو كوارث، هل تعلم أن وجود إيران في المنطقة يعني كارثة علينا في حضرموت وفي الجنوب قبل غيرنا ، هل تعلم الحقد الفارسي على العرب ، هل تعلم أن من يكره آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة الكرام البررة ،من المؤكد أنه يكره كل من يحبهم وكل من يسير على هداهم، فالفرس يا عزيزي يكرهون آل البيت ويكرهون صحابة آل البيت وكل من يحب آل البيت ويكرهون كل سني على هذه الأرض ويعتبرونهم خلقاً لابد من إبادته ،الشيعة لا يحبون سيدنا علي ولا سيدنا الحسن ولا سيدنا الحسين ولا سيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهم ، هم فقط يستخدمون هذه الأسماء الطاهرة الشريفة لتبرير مخططاتهم في تحريف ديننا الحنيف كما فعل اليهود بالمسيحية، لذا فهؤلاء لن يأتوك لجمال شعرك ، ولن يأتوك لمصلحة مادية اقتصادية كما يفعل الآخرون ، حينها سنقول (اوكي) ، إن هؤلاء سيأتوننا بحقدهم الدفين ، سيأتوننا ليجعلوا من أرضنا انطلاقة لمخططاتهم الخبيثة ، إن مساعدتهم لك هي بداية الدمار علينا وعلى وطننا الحضرمي وعلى إخواننا الجنوبيين أولاً ثم على كل المنطقة ، إن من غفر لك كل سيئاتك الماضية ،سينسى ذلك الغفران، وسيعود رافضاً لك متمنيا لك الهلاك، أنت تريد من يساعد على إنهاء الاحتلال اليمني، وهذا كلنا نريده ونتمناه ونعمل لأجله ، ولكن ليس بهؤلاء الفرس الذين تُعد منفعتهم ضرر وضررهم خطر، إننا لن نقبل ولن يقبل شعبينا الحضرمي والجنوبي أن تأتي لنا ولأهلنا في الخليج بهؤلاء الخبثاء مهما تطلب الأمر. أما الاحتلال اليمني لأرضنا فسيخرج من أرضنا آجلا أو عاجلاً راضياً أو مُجبراً.فا لوقائع تقول ذلك، ولو كنت مكان أحد شيوخ وعسكر الحكم في اليمن ( الله لا يقدر) لقمت بفك الارتباط الفور وسلمت الحضارم وطنهم والجنوبين وطنهم أيضاً.( لاختصار الموضوع بدلا من دخول الحضارمة والجنوبيين في متاهات أخرى)
ثم يأتينا سماحته "ومعه الببغاوات بتوعه" ويقولون المبادرة الخليجية لم تذكر القضية الجنوبية ، وهذه أيضا كارثة في الفهم وغباء في الفكر، فالمبادرة الخليجية جاءت لحل مشكلة بين طرفين يمنيين ، فإن لم يُسلِّم علي عبدالله صالح السلطة عبر هذه المبادرة فلن يسلمها إلا عبر بحار من الدماء ، أي قتلى بمئات الألوف ،وحتى باختلافنا معهم لا نرضى للشعب اليمني الشقيق ذلك ، أيضا ستكون بلادنا بالذات مرتعا خصبا لكل أصناف الإرهاب ، وستقوى شوكة الحوثي الذراع الأول لإيران التي ستدخل حينها على الخط مباشرة ، و إن قبلنا بذلك بحجة ( فليقتلوا أنفسهم كما قتلونا ) فجيراننا لن يقبلوا على بلدانهم ، لذا جاءت مبادرة الخليج لتمنع حدوث ذلك ، ومن الطبيعي جدا أن لا يتم ذكر قضية الجنوب وحضرموت في اضباراتها ، لأن الطرفان اليمنيان لن يقبلا بالتوقيع نهائياً ،وهذا يعني أن الكارثة التي ذكرنا ستحِل ، وفي نفس الوقت لا يعتبر عدم ذكر قضيتنا عدم الاعتراف بها ، ولكن قد تكون في مرحلة لاحقة ، وهذا ما سيكون بإذن الله ،فقضيتنا قضية جوهرية ويعلم الجميع انه مهما حاول الأشقاء اليمنيين تجاهلها كما يفعلون لن يكون هناك استقرار في المنطقة إلا بحلها، وكما نريد لاكما يريد اليمنيين ، كذلك انتخاب عبد ربه منصور هو مجرد انتخاب صوري كي لا يكون لعلي عبدالله صالح خط رجعة وهو يريد ذلك ويتمنى ( وقد أضحكتني وحزنت عليك حين قلت باستهزاء كيف تكون انتخابات على مرشح واحد) أيها الذكي عمنا علي وهل تعتقد أنها ستكون أكثر من ذلك ! ،طبيعي أن يكون شخص واحد ،لأن الجميع يعلم أنها انتخابات يريدون بها إضفاء شرعية حتى يسحبون من الآخر بساط الحكم، بالنسبة لنا إن انتخبنا أو لم ننتخب فيكفيهم أصوات شعبهم اليمني ، لذا ما كان علينا حرق بطاقات الانتخابات ، بل كان يجب علينا كتابة عبارة ( الشعب الحضرمي والجنوبي يريد الاستقلال ) وجمع تلك البطاقات وتسليمها للمبعوث الدولي بموجب جرده مفصلة ، وبهذا كسبنا فرصة للاستفتاء . هكذا أنت يا سماحتك لم تتعلم من سنين تواجدك في أروقة السياسة ولم تتعلم شيأ غير كلمة ( دحابيش وحوش دحباشي ) خجلت وأنا حضرمي أن أسمعك تقول هذا وأنت من المفترض أن تمثل دولة ، أقولها أنا ككاتب قاصدا بها رسالة ما أو تعليق ما أووصف لعمل ما، يقولها رجل الشارع قد تكون شيأ طبيعياً ،ولكن تقولها أنت باستهزاء من موقع يجب أن تكون فيه مترفعا عن هذه الألفاظ ، فهذا والله عيب ولا نقبله لأنك تقولها عن شعب شقيق نحترمه مهما فعل بنا حكامه حتى وإن ساندهم علينا وهو يفعل ، فلا يجوز أن نصفهم بشيء مهين خصوصا على الفضائيات وأمام العالم ،،،عيب.
قادة وشباب حراكنا الحضرمي
قد لا يعجب البعض ما ذكرته عن الأخ علي البيض ، وهذا طبيعي ،فعقليات البعض منا لا تزال في تمجيد الشخصية بنظرية الولاء المطلق ، وهي نظرية خائبة ، ما ذكرته عن البيض ليس كرها لشخصه فليس في قاموسي هذه الآفة، ولكن لمغامراته السياسة التي يشهد تاريخها بأنها لا تأتي إلا بنكبات ،
اليوم أيها الشباب الحضرمي الوفي أنتم الحكام على الأرض وأنتم ملاكها، فالقرار قراركم وما علينا إلا النصح والمعونة حسب ما نستطيع.
1-تصحيح مسير الحراك الذي بدأ يتجه اتجاها فوضويا لا يليق بنظالاتكم أبداً ولا بدماء الشهداء الأبطال،ولا بشكل حضرموت وتاريخها الحضاري
2-انتخاب قادة جدد (إن لم ينعدل الموجودين ويتحدوا ويرفعون شعار حضرموت أولا) ممن يستطيعون الحفاظ على المكاسب المحققة ويديرون المرحلة القادمة ، فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة ،وستكون مرحلة مفاوضات ،ولكي تكون مفاوضاتنا من مصدر قوة فلابد أن يكون للحراك فصيل سياسي ملائم للفصيل الميداني وعلى قدر كبير من الذكاء والحنكة. وأي مندوب دولي يأتي إلى عدن، عليكم بفرض قدومه إلى المكلا، ولا تجعلوا الآخرين يتحدثون عنكم فأنتم أصحاب الحق الأول. فالقادة الحاليين للأسف أصبحوا متشبعين بالتبعية العمياء ، وفي النهاية سيذهبون إلى مناصبهم التي ستنتظرهم في عدن ويتركونكم كما تركوا السابقين من قبلكم ،
3-أن يتم تغيير مسمى الحراك في حضرموت إلى الحراك الحضرمي.وإن لم تفعلوا هذا من الآن ستجدون أنفسكم مستقبلاً كما وجد آبائكم وأجدادكم أنفسهم بعد عام 67 صفر على الشمال ورقم على الخريطة .
4-التواصل مع أهلنا في شبوة وفي المهرة وفي سقطرى لتوحيد الحراك الحضرمي ،وتشكيل مجلس أعلى للحراك الحضرمي مقره المكلا ولجان متخصصة رئيسية ومتفرعة.
5-التواصل مع الحراك الجنوبي عبر عقلائه وهم كثر، وتحديد اجتماع في المكلا للتفاهم على مستقبل الدولة الجديدة
وكما اشرنا هناك أسس وثوابت لابد من فرضها، وهي دولة حضرموت والجنوب على غرار البوسنة والهرسك والتشيك والسلوفاك قبل انفصالهم ، وان تكون الدولة بإقليمين ، وأن تكون العاصمة المكلا ، فإن قبل الإخوة الجنوبيين بذلك فمرحبا بهم وإن لم يقبلوا فهذا يدل على أن لديهم مخططهم السابق في جعل حضرموت تابعة لهم ، ولا أعتقد أن أياً منكم يقبل ذلك ،ولا تصدقوا ما يدعيه بعض القادة بأن هذا سيتم بعد فك الارتباط فهذه مغامرة بوطن وهوية وأمه، وأؤكد لكم أنه لن يتم ذلك ، وإن حاولتم بعد فك الارتباط المطالبة بذلك ، ستكونون ضحايا مجازر لن يتوانى الجنوبيين في ارتكابها بحضرموت ، خصوصا أن جيل جيشهم السابق لا يزال لديه المقدرة متى توفر لديهم السلاح وعقليتهم لا تزال نفس العقلية في 86،وكما تعلمون أن حضرموت لا تملك جيشاً مدرباً، لذا فالحلول يجب أن تكون من الآن حلولاً متفق عليها وموثقه في كل الهيئات الدولية.
أخواني وأبنائي شباب الحراك الحضرمي ،الأمانة هي حضرموت ،والأمناء عليها أنتم.أرجوكم وأناشدكم وأقبل أياديكم أن تكتبوا لحضرموت تاريخا جديداً مشرقا مشرفاً يليق بجلالتها ،عجز عنه أسلافكم .
أما رسالتي لأهلنا في دول الخليج عامة أنتم أهلنا وعزوتنا فلن نقبل أبدا بأي دخيل علينا وعليكم مهما كانت الظروف، كما نرجو منكم التدخل في إيجاد حلول جذرية لهذه الصراعات في منطقة الأزمة وأنتم تعلمون أن بهذه المنطقة ثلاثة شعوب مختلفاً ألوانها , لذا لا حل إلا بالثلاث .