حين بدأت ثورة المؤسسات مصاحبة لتيار التغيير في اليمن وقلع جذور الفساد استبشر المواطن البسيط خيرا وظن ان الوقت قد ان لتطهير البلاد والعباد من سطوة الفساد والنافذين..
وبدأت ثورة المؤسسات تكتسح في طريقها مؤسسات حكوميه من مختلف المجالات عسكرية وطبية وغيرها وسقطت رؤوس ما كنا نحلم باقتلاعها من تربة الكراسي الخصبة..
الا أن هذا الاحتجاجات المطالبة بالتطهير والتغيير حصرت في القطاع الحكومي وكأن الفساد لم يخلق إلا لها وليس موجود في سواها..
وتناسى ثوار المؤسسات جمعيات ومؤسسات العمل الخيري تلك التي تلامس هموم المواطن البسيط والمعوز والذي قد لا ينخرط موظفاً تحت اي من المؤسسات الحكومية حتى يثور عليها..
ان اجحفت بحقه بل هو ذلك المحتاج لتلك المؤسسات الخيرية وهم شريحة الارامل والايتام والمرضى المزمنين وفقراء يدقهم الفقر تحت كل خطوطه..
فمن الجيش والمعوزين والمرضى الميئوس من شفائهم من غيلان العمل الخيري الذين يرمون اليهم بالفتات ويتاجروا ببؤسهم وشقائهم وينهبون الجيوب في داخل وخارج الوطن باسم هؤلاء الذين سرقهم اهل الخير واهل الشر على حد سواء..
لقد اصبح العمل الخيري حكرا على ذوي التوجه الاسلامي فكان مصيبة عليهم وبه تفسخت اخلاقهم وصاروا مصدرا للسخرية والتندر.. فمن اراد الترزق من العمل الخيري تمسح بأذيال الدين والجماعات الاسلامية لثقة المواطن البسيط بالمتدينين لالتزامهم ومعرفتهم بالحلال والحرام فإذا بهم قد احلوه لانفسهم باسم كل البؤساء والمعذبين ورفعت راية والعاملين عليها..
فمنهم من امتلك الفلل والسيارات الفارهة وتدلت كرشه حتى ركبتيه واتسعت ذمته لأكل المال السحت واغرق بالهبات والعطايا وكأنه مخلص الفقراء والمرضى من ألآمهم فهلا جلس تحت ابط امه انى يؤتى له لقد صدق رسول الله حين قال كهذا قول لأحد عمال الصدقة عندما اتى إلى الرسول يقول هذا لكم وهذا اهدي لي..
ان عدم وجود ثورة تغييرية محاربة للفساد داخل المؤسسات الخيرية يجعلنا نشعر وكأنها مؤسسات قطاع خاص أو انها محمية ممن يطهرون البلاد من فساد المؤسسات ولكن تطهير بعملية انتقائية وكأن الفساد تم تفصيله على قياسات معينه لأشخاص معينين..
ان الفساد المالي سرطان يستشري في جسد الوطن قد افسد الاجزاء السليمة كما افسد السقيمة، وعلينا ان ننقذ العمل الخيري من غيلان المتمصلحين وليعود عمر ودرة عمر لنعلم من اين لك هذا؟ ولماذا لم يشبع الجوعى أو يكتسي العاري ولماذا يموت المرضى بدوائهم الفاسد؟...
لماذا لا نرى اثر العمل الخيري الا في القائمين عليه.. لقد كثرت مؤسسات الخير النفعيه ونزع الخير من صدور الناس.