إنِّي لأبرَاُ مِن حُبٍّ بلا لُبِّ
ومِن رُسومٍ مُسيئاتٍ ومِن كَسْبِ
كلُّ الإساءاتِ للإسلامِ أمقُتُها
لا فرقَ بينَ مسيءِ الشرقِ والغَرْبِ
لا فرقَ بينَ الذي تُؤذي وسائلُهُ
محمداً، والذي يُؤذِيهِ في الصَّحْبِ
ولا الذي يَدَّعي زورَاً بأنَّ لَهُ
بالمصطفى نَسَبَاً يُدنِي مِنَ الرَّبِّ
ولا الذي يَدَّعي بالقتلِ نُصرَتَهُ
أو يَدَّعي نُصرَةً بالسَّلبِ والنَّهْبِ
كُلاً أراهُ ادَّعى حُبَّ الرسولِ وَلَمْ
يَسِرْ على نهجِهِ في السِّلْمِ والحَرْبِ
إنِّي لأمقُتُ حِقدَاً رَامَ صاحِبُهُ
أنْ يُطفِئَ الشمسَ بالتدليسِ والحَجْبِ
***
يا أُمَّةً شَوَّهَ الأوباشُ صورتها
ظُلمَاً، وذُلاًّ، وتمويهاً عَنِ الخَطْبِ
ثارتْ على (فِلْمَ) قدْ سَاءتْ مَقَاصِدُهُ
ولم تَثُرْ غَضَبَاً للهدمِ والصَّلْبِ(1)
إنْ لمْ تثوري على طغيانِ مَن ظَلَموا
وتُرجِعِي الحقَّ للمظلومِ في الشَعْبِ
فأنتِ أسوأُ مَن باعتْ مبادِئها
وحَرَّفَتْ دِينَها فِعلاً بلا شَطْبِ
هلْ أكرَمَ الدينَ مَن غضَّوا، ومَن سَفَكوا
تلكَ الدماءِ، ومَن مَالوا عَنِ الدرْبِ ؟!
وهلْ أحَبَّ رسولَ اللهِ مَن صَمَتُوا
دَهرَاً، وعاشوا بلا قَلْبٍ ولا لُبِّ ؟!
***
يا سَيِّدِي يا رسولَ اللهِ مَعذِرَةً
نحنُ المسيئونَ حالَ البُعدِ والقُرْبِ
لوِ اعتَدلنا وكُنَّا أُمَّةً وَسَطَاً
لَمَا اجتَرَحنَا سوى التقديرِ والحُبِّ
إنِ اتَّبَعنَاكَ حَقَّاً ما استَخَفَّ بِنَا
قومٌ، ولا اتَّهَموا الأحرارَ بالرُّعْبِ
وما استطالَ غبيٌّ، وافترى حَسِدٌ
زوراً، وأخلاقُنا تنأى عنِ الثلْبِ
يا سَيِّدي .. صَدِئتْ مِرآتُنَا حِقَبَاً
فِينَا العُيوبُ، وما في الشمسِ مِن عَيْبِ
فمَن أرادَ التماسَ النُّورِ معرفةً
فَلْيَنظُرَنْ في نجومِ الليلِ(2) والكُتْبِ
لن يُحرَمَ الخيرَ مَن صَحَّتْ مقاصِدُهُ
وأعمَلَ الفكرَ في كَونِ الهدى الرحْبِ
ما حَلَّ دِينُكَ في شَعبٍ إذا فقهوا
إلا تَحَوَّلَ مِن جَدبٍ إلى خَصْبِ
فمَن يُرِدْ أنْ يسودَ الحُبُّ عالَمَهُ
فَلْيَغتَنِمْ شَربَةً مِن نَهرِكَ العَذْبِ
***
يا سَيِّدي جِئتُكمْ بالروحِ مُعتَذِرَاً
- جهدُ المُقِلِّ - فهلْ يُعفَى عنِ الذنْبِ ؟
***
ياسين عبدالعزيز
23/9/2012م
(1) إشارة إلى الحرب الظالمة البشعة التي يشنها الطاغية بشار الأسد على شعبه السوري الثائر الصابر، وإشارة إلى ما حدث قبلها في اليبيا والعراق وغيرها ..
(2) نجوم الليل : إشارة إلى قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) .