في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2009 عندما سعى عناصر التمرد الحوثي في اليمن إلى فتح جبهة مواجهة مع المملكة كان الرد قويا ورادعا سمع صداه في الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران قبل جبال صعدة، وكانت الرسالة واضحة بأن ترابنا (خط أحمر).
وبعدها بعامين نجحت الرياض في تجنب صراع داخلي دائم على حدودها عندما أقنعت الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة حقنا لدماء اليمنيين، وكانت بالفعل الشقيقة الأكبر التي ساهمت بثقلها السياسي والاقتصادي في حماية اليمن من أتون حرب أهلية.
كما أن المملكة لم تكتف بالانتصار على تنظيم القاعدة على أراضيها بل ساعدت صنعاء في ملاحقة فلوله داخل الأراضي اليمنية، حتى لا يقوم التنظيم بإعادة تصدير إلارهاب إلى داخل أراضينا مرة أخرى.
هذا الخليط من الدبلوماسية والقوة جنّب اليمن أزمات عدة كانت ستعصف بوحدته وستجعل منه مصدرا لعدم الاستقرار ومدخلا للتوغلات الإيرانية التي ما إن فشلت في البحرين شرقا، حتى كثفت جهودها على جارتنا في الجنوب.
تلك التوغلات التي ازدادت شراسة مع تطورات الوضع في سوريا والانهيار الوشيك لنظام خسر السيطرة على معظم أراضية تدفع إلى التساؤل عما إذا كانت إسرائيل هي المستهدفة كما يعلن مع كل تحرك إيراني في المنطقة، وكيف يمكن أن تكون الأراضي اليمنية التي تفصلها آلاف الكيلومترات عن تل أبيب جبهة جديدة لما يسمى بالمقاومة؟!
وهنا تكمن الحاجة إلى بدء معركة جديدة في اليمن سلاحها الاقتصاد هذه المرة من خلال دعم المشاريع الإنمائية وتوجيه بوصلة الاستثمارات الخليجية في المجالين العقاري والسياحي إلى هذا البلد الجار المليء بالفرص الواعدة، حتى لا يترك المواطن اليمني البسيط الذي يعاني من الفقر والجوع في مواجهة إغراءات القاعدة والوعود الإيرانية.
كما يجب الإسراع في احتواء صنعاء من قبل مجلس التعاون الخليجي وتعزيز التعاون العسكري بين الجانبين من خلال إقامة قاعدة بحرية في مدينة عدن تساهم في خلق تواجد خليجي عربي من خليج عمان على بحر العرب وحتى باب المندب على البحر الأحمر حتى تظل الحدود البحرية أيضا محصنة ضد أي محاولات مستقبلية للعبث بالأمن والاستقرار.