الوضع في مصر مؤلم ... مؤلم للغاية ونحن نرى شعب مصر يبدو منقسما من جديد ولكن هذه المرة يكون الانقسام بدافع الفتنة والتحريض وليس انقسام حق ضد باطل.
ومؤلم كوننا نرى بأعيننا مؤامرة حقيرة تدور رحاها ضد دولة الإخوان في مصر كما دارت سابقا ضد حكومة حماس وقد اختيرتا في انتخابات واجواء ديمقراطية نزيهة ما استطاعوا تشويهها أو تزييفها ولكن يعملوا على ارباك الوضع من بعدها وزعزعة الارض من تحت اقدام حكام جاءوا باختيار شعوبهم .وكأن الديمقراطية التي يتغنون بها حكرا عليهم دون سواهم.
هذه المؤامرة اشبه بفيلم من انتاج السينما المصرية يبدأ بأحداث مفتعله وسخيفة لكي يسير بعدها جيش من الكمبارس الغبي كي يدمر كل شيء جميل امامه ويريق دماء زكية بريئة وهذا ما عهدناه في الافلام المصرية . اندفاع جيش من الكمبارس لا ندري من اين ظهر فجأة مدفوع الأجر ينتثر كالنمل من جحوره ينهق بما يلقن من صراخ وشعارات ويمارس البلطجه والعنف ما دام هذا هو المطلوب منه وهذا هو المرسوم في سيناريو اعد له..
انه شعب ممثل بالفطرة وليس كل شعب مصر يعشق دور الكمبارس الساذج
هذا الفيلم المؤثر تمت دبلجت احداثه والسيناريو خاصته بأروقة الحكومات الأمريكية والاسرائيلية وبتمويل خليجي وربما إيراني ايضا .ويقوم ببطولته بعض الاسماء الشهيرة التي تذكرنا بأسماء زعماء العصابات في المسلسلات المصرية ايضا كالزعيم البرادعي مثلا..
ولكننا لسنا بصدد الحديث عن نظرية المؤامرة التي استهلك الحديث عنها وصارت امر واضح وجلي ولكننا هنا بصدد الحديث عن دور الشعوب في وأد ثوراتها ومحو انتصاراتها....او في انقاذ ثوراتها وانتصارتها من ان يلتف عليها بقايا الفلول والمخلوعين خدام الغرب ومنفذي اجنداتهم المشبوهة في العالم العربي وذلك بالانسياق وراء دسائسهم ومؤامراتهم ومحاولات ارباك الحكومات الجديدة وتسقط اخطاءها وزلاتها وتضخيمها في اعين الشعوب بل وتزييف الحقائق وادعاء الخوف على الصالح العام وقد عاثوا قبلها فسادا.
إن شعب مصر قادر على ان يحمي ثورته من الفلول وإن ساندهم من ساند وعلى شعب مصر أن يعلم ان الهدف من كل هذا هو اسقاط الرئيس مرسي سواء بانتخابات مبكره أو اضطراره لأستقالة اذا استاء الوضع وتزايد سقوط القتلى وليس من المستبعد امعانا في الدراما المصرية ان يسقط قتلى من جانب معارضي الرئيس بأيدي رفاقهم خاصة ان كل من قتلوا حتى الان هم من الإخوان وهذا ما لم يرغبه ابطال الفيلم مع كل الاستفزاز والبلطجة التي مورست ضد انصار الرئيس والتي جابهوها بصبر وحلم من اجل مصر..
وفي بلدنا اليمن نحن احوج ما نكون لنتفهم الاوضاع السيئة التي نمر بها ونعلم ان وراءها المخلوع وعائلته ونأخذ الحيطة والحذر من ان تنشب فتنة اليمن غنيا عن حدوثها وهو الشعب الذي يساوي تعداده السكاني عدد مخازن وقطع السلاح لديه..