أرشيف الرأي

مقابلة الفقيه وأسرار خطيرة حول الدور الإيراني في اليمن

بغض النظر عن مواقف سابقة كنت اتخذتها من احمد الفقيه بسبب آراء تضمنها حوار معه نشر قبل شهور، إلا ان اعترافاته الشفافة التي تضمنها حوار معه نشرته صحيفة الجمهورية اليوم تفضح جانباً مهماً بشأن المشروع الإيراني في اليمن .

إنها اعترافات جريئة وصادمة، تكشف عديد أسرار خطيرة، كما تفضح وتدين الاستغلال الحثيث الذي تقوم به إيران في الساحتين الثورية والسياسية عبر أطراف بعينها .

ففي الحوار يؤكد الفقيه ما كان يتردد على أكثر من صعيد حول الدعومات والتدخلات الإيرانية ذات الأجندات المشبوهة، إذ يمثل ماقاله أهمية بالغة كونه أحد الأسماء المهمة من الداخل مايجعلنا نطمئن إلى ان هذه الاعترافات المدوية للفقيه من شانها ان تمثل بداية الطريق لمعرفة حقيقة وتوجهات المشروع الإيراني في اليمن .

فقط :ياريت مزيد اعترافات طوعية مماثلة من رجالات إيران هنا ولو بعد إصابتهم متأخراً بصحوة ضمير وطني .. وطبعاً ياريت في الوقت ذاته اعترافات تهتم بالتفاصيل كتلك من رجالات السعودية في اليمن وهم المتورطين لعقود في عدم الولاء الموضوعي لبلدهم ، ماسيضيء بالمحصلة جملة جوانب معتمة في الواقع السياسي والعقل الوطني اليمني، كما ستفسر لنا لاشك اعترافات الرشد الوطني التي نفتقدها جداً أهم إعاقات تحقق المستقبل المأمول كما ينبغي .

ذلك ان القيمة الوطنية الاعلى لاعترافات كهذه ستبقى ذات اهمية حيوية نحو تحفيز التعاضد الوطني للحد من التجريف الحاصل للروح الوطنية اليمنية ، وصولاً إلى ضرورة فرض الدولة لكافة القوى في البلد الالتزام بإيقاف حرف الولاء لليمن باتجاه الولاءات المشينة لدول أخرى كما كان وكما لازال يحدث للأسف .

وبالمفتوح :يكفينا ارتهانات وعمالات واستلابات
لكن قبلاً: لابد من تجريم كل من يتورط في هذا المنحى حتى نصحو بالفعل .
وإذ قد يقول احدهم ان الفقيه لم يتطرق صراحة لمن ساعد حزبه في الالتفات لإيران في اشارة إلى انه يفكر بخط رجعة معهم مثلاً، إلا ان غاية قولنا هنا هو ان ماقاله يجب عدم المرور عليه بسهولة أبداً.

______
قال الفقيه :
(..)
أتمنى أن تكون بيننا وبين إيران علاقات اقتصادية تجارية وسياسية رسمية لا عبر أشخاص، من كل النواحي بنظر وعلم الحكومة لا بنظر فصائل وأفراد، وعلى فكرة فما تقوم به إيران في اليمن لا معنى له؟ ما ذا تريد إيران من اليمن؟ اليمن في نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهم لأنه يشكل لهم منفذاً مهماً من الحصار الذي يعانون منه خاصة بعد فشل خياراتهم في سوريا فهم محتاجون من يسندهم في الوقت الحالي. بحر العرب قريب من هرمز بوابة الخليج، واليمن على بحر العرب، وهناك باب المندب وشواطئ طولها أكثر من 2000 كيلومتر ولهذا هم يهتمون باليمن، هذا ما ينظرون إليه واهتمامهم بالجنوب يفوق اهتمامهم بالشمال، لأنه إذا قامت دولة مستقلة في الجنوب فسيكون لإيران مركز استراتيجي مهم ومباشر من مضيق هرمز إلى بحر العرب، أما الشمال فكما يبدو لي أنهم يهتمون اساساً بايجاد خلايا مرتبطة بأجهزة استخباراتهم فيه ربما لاستغلالها مستقبلاً في عمليات تخريبية ذات بعد اقليمي.

أنا أتمنى أن تكون علاقتنا قوية بمن حولنا ضد المشروع الإمبريالي الرجعي المتصهين لنشكل قوة، وخاصة بعد هذه الثورات التي نشهدها اليوم، قوة قادرة على رسم مصير الشعوب باستقلالية وبما يخدم توجهات ومصالح الشعوب، لكن ربما تلمست توجهات إيرانية مؤخراً عن قرب لم أكن أتوقعها، أنا الآن الأمين العام للحزب الديمقراطي اليمني الذي تأسس في ألمانيا برئاسة الأستاذ سيف الوشلي، من خلال هذا الحزب استطعت أن أقترب من الحقيقة الإيرانية، وهي سياسة غبية وغير صحيحة وتعتمد على أناس فاشلين ومفلسين ثقافياً، وليسوا سياسيين.

(..)

هو حزب ليبرالي يمني، تأسس في ألمانيا، سعى مؤخراً مع قيام الثورة لأن يعمل بنشاط وجد في الداخل وله الآن فروع في صعدة وحجة والجوف وذمار، ونشاط بسيط في تعز وعدن والحديدة فهو عضو في جبهة انقاذ الثورة. وقد كنت من سابق أميناً عاماً مساعداً واتضح لي بعد أن توليت أمانته العامة أن إيران هي من يموله بعشرين ألف دولار شهرياً.

(..)

انضممت للحزب اقتناعاً مني بشخصه وسلامة نواياه وأهدافه واستقامته وبعده عن الفساد والافساد الرائجين في العمل السياسي، وقد اكتشفت هناك ان استراتيجيتهم فيما يتعلق بالمكونات اليمنية التي يدعمونها، هو استخدامها كوسط أو بيئة يتمكنون من خلالها تجنيد عملاء لهم عن طريق بناء علاقات شخصية مع أفراد من الحزب أو المكون، فمن خلال الدعوات والزيارات إلى دمشق أو بيروت أو طهران يتم التقاط قليلي الوعي أو ضعاف النفوس الذين لا يمانعون من التحول إلى عملاء. الإيرانيون وحلفاؤهم من اللبنانيين في حزب الله لا يهتمون اطلاقاً بغير ذلك، فجميع الممسكين بملف اليمن من أجهزة الاستخبارات وليس بينهم سياسي. ومن خلال هذا السيل من الزيارات والدعوات يمارس فساد مالي بأبعاد كبيرة ولا ادري ان كان يتم لحساب حزب الله أو لحساب القائمين على العمل من إيرانيين ولبنانيين وإن كنت أرجح الاحتمال الثاني.

(..)

كان المال يأتي من الأمين العام وهو لاجئ مقيم في المانيا لكن استقال الأمين العام، وقد ذهبت إلى بيروت للقائه قبل شهرين تقريباً وهناك التقيت جماعة من أعضاء حزب الله اللبناني، هذا اسمه ابوعلي، وذاك ابوحسن، وآخر ابوحسين، والآخر ابومصطفى، وقد كان معي مجموعة من اعضاء الأمانة العامة للحزب، وقد كان سؤالي أمام الجميع لهم: من أنتم؟ فلم يجيبوا إلا بأسمائهم الحركية...ورفضت التعامل معهم أو أن يكون الحزب الذي أنا أمينه العام تحت وصاية أي جهاز استخباراتي ووجدت أن الذي يدير الملف اليمني رجل إيراني من المخابرات الإيرانية أظنه تابعاً، للحرس الثوري، يتكلم العربية الفصحى يدعى الحجي عبدالله وينوبه شخص من حزب الله، اسمه خليل حرب، من خلال هذا اللقاء أفهمتهم بوضوح أننا حزب سياسي ليبرالي وطني يمني ولا نقبل التعامل مع أجهزة استخبارات ومع أشخاص ذوي اسماء حركية ، وأن علاقاتنا لن تكون الا شفافة ومع اشخاص يحملون بطاقات تعريف (بزنس كارد) تبين أسماءهم وألقابهم والجهة التي يعملون فيها وأرقام هواتفها وبريدها... الخ. حتى نكون على بينة مما نفعل أو نترك، واننا لانقبل اي تدخل في شؤون الحزب ومن ثم قطعت كل علاقة للحزب بهم.

لقراءة المقابلة:
أمين عام حزب سياسي يمني يكشف عن تلقي حزبه (240) ألف دولار سنويا من إيران

زر الذهاب إلى الأعلى