أرشيف الرأي

دراجات الموت السريع

بعض الاختراعات في هذه الحياة كنا نتمنى لو مات مخترعها قبل ان تولد هي.. أو تتطور أو تصنع..

لا اقصد بهذه الاختراعات الاسلحة الحربية كالقنبلة النووية أو الرشاشات بمختلف انواعها أو الغازات السامة أو حتى الكيماوية أو الطائرات بدون طيار أو اي منها فهذه الاختراعات رغم ما تجره على البشرية من دمار شامل وظلم وخراب الا انه يظل لها اماكنها المخصصة ..اي الحروب ومطاردة العرب هنا وهناك وربما ابادة بعض الشعوب التي تطالب بالحرية. أو اعتبار هذه الاسلحة نقاط لقوى الهيمنة والجبروت ضد مجاميع العرب الفاشلين في معادلة الحياة الصعبة .

لكن هذه الاسلحة القاتلة اي كانت تأثيراتها التدميرية لا توجد امام بيوتنا ومدارسنا واحيائنا وشوارعنا وفي كل شبر من مدننا كل الوقت .على مدار 15 ساعة أو اكثر.

تمزق سكينتنا وتعكر الهواء بأنفاسها وتخطف اطفالنا ونساءنا ورجالنا مدنيين وعسكريين وتفترس اجسادهم امام اعيننا بلا رحمة . ثم تفترشهم على ارصفة الشوارع وتفر هاربة.

انها الموترات تلك الوحوش النارية .تتكاثر كالذباب العملاق داخل المدن اصواتها تفزع المارة و ترعب الراقدين في البيوت.حتى انه ليصعب احيانا التصديق ان هذا الصوت لدراجة نارية وان موجة الذبذبات المرتدة التي هزت النوافذ صادرة عن (شخطة)عنيفة لمجرد متر.

لعلها اسوأ اختراع مني به البشر ليس لأن أكثر حوادث الاغتيال في اليمن كان منفذها يستقل دراجة نارية وليس لأن رجال العصابات في اغلب الافلام يستقلون دائما هذه الدراجات وليس لأن معدل الحوادث بسبب الدراجات النارية مهول ويرتفع باستمرار وليس لأن جارتنا الارملة خطف احد المترات ولدها اليافع ومعيل اطفالها الوحيد . وغيرها عشرات الحكايا المؤلمة لضحايا مزقت الموترات سكينة وهناءة حياتهم ونقلت احبتهم إلى ما وراء التراب. ليس لكل هذا.

فقط لأن هذه الدراجات هي سيئة وسيئة لصاحبها ولنا جميعا.
فما هي البدائل لهذه المصائب وكيف يحد من تكاثرها أو حوادثها. وهي تعتبر مصدر رزق لكثير من الناس وهم أول الضحايا لحوادثها. هل لنا أن نتمنى حلا ونسرف في الخيال.. واقول الخيال لأننا كدولة نصفها الاول يعمل على افشال نصفها الثاني عاجزين ان نجد حلا لأي شيء كان .

وليكن هذا الحل مثلا أن يخصص لها شارعاً معيناً نطلق عليه شارع الموت السريع ومن أراد الانتحار يذهب إلى هناك من تلقاء نفسه افضل من أن تترك بيننا رغما عن انوف الجميع ونحن لها كارهون.

زر الذهاب إلى الأعلى