يأتي التشابه بين الرجلين في تشدقهم بالسلطة و امساكهم بأجهزتها الامنية و العسكرية و حجب الدساتير وتنصيب نفسيهما حكاما بالمطلق و نهجهم لسياسة الكذب و المراوغة و تسويف الحقوق الشعبية .
تشابه الرجلان في سلوكيهما وتناغموا في اداءهما بالسلطة باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين بل وتشابهوا في الخطب السياسية واللغة الاعلامية بوصفهم للتظاهرات وتهديدهم لها ، فقد استخدم الاسد في وصفه الشعب السوري مفردات و مصطلحات عديدة منها " الجراثيم " ، " المخربين و المتطرفين " وهدد باشعال الشرق الاوسط في اشارة منه لقطر و السعودية والاردن و تركيا!.
ثم المالكي يصف الشعب العراقي " بالفقاعات" ، "المسيسين و الطائفيين " و وصف التظاهرات " بالنتنة " وهدد المتظاهرين بجملته الشهيرة " انتهوا قبل ان تنهوا " وايضا أوعز ما يحدث بالعراق إلى قطر و السعودية وتركيا !.
لا نعرف جيدا حجم المرض النفسي الذي يعاني منه الرجلان لكن يبدوا انهم اصيبوا بفوبيا التظاهرات .
العراق و سوريا من اكبر وأعرق دول المنطقة فقدا سيادتهما في عهدي الاحزاب الدينية وعائلة الاسد لصالح إيران ولم يخرجا عن كونهم دوائر أو اقسام ادارية تابعة لمؤسسة ولاية الفقيه فما عليهم سوى الطاعة وتنفيذ الاوامر .
يبدوا ان تشابه اللغة الاعلامية و مصطلحات الخطب السياسية للمالكي و الاسد في هذه الظروف لم تكن محض صدفة وانما هي لسان حال ولاتهم في طهران! ، فقد وصفت إيران الثورة السورية بأنها مخطط غربي يستهدف الاسد ثم وصفت الثورة العراقية بأنها مؤامرة تستهدف المالكي!.
استخدام نوري و بشار للقوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين وتوظيف موارد الدولة وتوجيه الاجهزة الامنية و العسكرية و القضائية و الماكنة الاعلامية من اجل تصفية المتظاهرين و الخصوم، يضعهما في خانة التشابه في السلوك و الجرائم و من وراءهما إيران الراعي الرسمي لقتل الشعوب العربية!.