عمّد النظام الروسي الحالي على محاربة الدول العربية التواقة للعدل والحرية والديمقراطية.. وذلك من خلال وقوفه إلى جانب الأنظمة الاستبدادية.. والتي ثارت شعوبها ضدها مؤخراً خصوصاً النظامين ( الليبي والسوري).. حيث استخدم حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لأكثر من مرة، وأعاق صدور قرارات دولية تدين تلك الأنظمة الإجرامية على المجازر.
البشعة التي ارتكبتها بحق شعوبها، كذلك من خلال تزويدهم بالأسلحة والخبراء والمعدات التكتيكية وبطريقة وقحة ومقيتة تدل عن عقليات متحجرةسخيفة، وكائنات بشرية غريبة، لا تمت إلى الإنسانية بأي صلة..
لم تجد روسيا إلا الدول العربية كي تستعرض عضلاتها أمام الولايات المتحدة الأمريكية.. وهي الدولة التي لم تستخدم حق الفيتو من قبل ضد العرب حتى في زمن "الاتحاد السوفييتي"، فالفيتو الروسي كان يلوّح به دائماً في وجه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الغرب الاستعمارية..
كذلك الأمر نفسه بالنسبة للصين، فهي لم تقف في يوماً ما ضد العرب بل على العكس تماماً، فقد ساعدت العديد من الدول العربية ومنها اليمن، حيث أسست المستشفيات وشقت الطرقات، وساهمت في التنقيب عن النفط في بعض الدول دون استغلاله كما تفعل الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الاستعمارية..
كما دعمت الصين القضية الفلسطينية منذ زمن مبكر، واعترفت بمنظمة التحرير، وزودت الفلسطينيين بالمال والأسلحة، ودربتهم على حرب العصابات لتحرير فلسطين، واستقبلت مؤسس المنظمة "أحمد الشقيري" الذي التقى بالقائد الصيني "ماوتسي تونغ" الذي فاجأ "الشقيري" بأنه يعرف تفاصيل تطورات القضية الفلسطينية، أكثر بكثير من الحكام العرب الذين تآمروا على فلسطين وباعوا أرضها وهجروا شعبها، وشردوا نساءها ورجالها وأطفالها..
والشاهد أنه وعلى مر التاريخ لم تخوض روسيا أو الصين حروباً تآمرية ضد العرب، بل كانت روسيا ولا زالت حتى اللحظة صديق العرب وحليفاً استراتيجياً في المنطقة..
إن على روسيا أن تعيد النظر في سياساتها ومواقفها الحالية تجاه بعض القضايا العربية، وأن تعمل على تحسين صورتها التي تشوهت كثيراً، وصارت مكروهة من قبل الشعوب العربية.. بسبب وقوفها إلى جانب الأنظمة القمعية والديكتاتورية.. كما وعليها أن تدرك جيداً أن إرادة الشعوب العربية لا تُقهر أبداً أمام آلات القمع والقتل الهمجية، وأن الحق سينتصر على الباطلولو بعد حين.