الذي لم يفهمه كثيرون انه رغم انكشاف امر بعض القوى من وقت مبكر واتساع هذا الانكشاف بإصطفافهم في ميدان السبعين لدعم صالح في ذكرى نزوله بانهم حلفاء حقيقيين لصالح وابنه -أكيد لقاء مكاسب كبيرة مرتقبة- فهم منذ نزولهم الساحة وتظاهرهم بالثورية كان برنامجهم في الساحة مركز على إسقاط المنصة أو احتلالها و إثارة الزوبعات حولها من أول يوم وحتى اللحظة فلا يزالون مرابطيين في ساحة التغيير فما سر بقائهم حتى هذه اللحظة ؟؟
وماسر بقاء ساحة واسعة من الناس محتشدين لصالح ؟؟ و ما سر بعض كتاب اليسار والعلمانيين وبعض من كانوا يعتبرون انفسهم مستقلين وعدد كبير من المثقفين محتشدين له ؟؟
كل ذلك يؤكد لنا أن غياب الحسم الفوري للثورات يترتب عليهم مخاطر عديدة وتتمكن فيه الثورة المضادة من اعادة تجميع صفوفها باسم جبهات الأنقاذ وشراء الذمم وتحريك الموتورين و البلاطجة وخريجي السجون وسكان الصفيح والمشردين و أولاد الشوارع والجياع فما هو حاصل في اليمن حاصل في مصر وبشكل اشد وتونس وسوريا وليبيا.
الجماهير الثائرة بطبعها لا تحتمل البقاء الأطول في ظروف غير طبيعية وقاهرة تفتعلها الثورة المضادة فتشيع الفوضى والقلق في البلاد مما يفشل أي جهود للثوار والثورة مهما كانت جبارة.
أن سرعة الحسم كانت هي المعالجة الحقيقة ولكن قدر الله و ما شاء فعل ومن ثم فمن المهم جدا الاستمرار في توعية الجماهير ،وتعبئتها للإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة وعلى الجماهير الصبر والتحمل فلقد تحملت الظلم والطغيان عقودا طويلة والفرج قريب بإذن الله.
- (خاطرة مريرة كما وصلتني)
في احدى الليالي المظلمة قبل عام تقريباً أوقفت سيارتي بجانب المنزل ،ونزلت متحسسا طريقي بضوء التلفون الضعيف رأيت رجلا كأنه يسير متكئاً على عصى ووقفت قريبا منه سلمت عليه شعرت أنه محتاج فأدخلت يدي جيبي ومددت له ورقة اظنها ابو 500 ريال لم اتبينها في الظلام ،ثم انصرفت ،وفي اليوم التالي ظهرا عندعودتي من عملي دعاني صاحب دكان قريب من المنزل و أعطاني مظروفاً وكيساً كبيراً وقال لي هذه هدية من ذلك الذي تصدقت عليه البارحة أصبت بالذهول من يكون ذلك فلما ألححت عليه أخبرني بأنه فلان ذلك الثري الكبير الذي نسمع عنه كثيرا.
كان قد خرج ليلتها متسللاً لوحده في الظلام يتحسس بعض الجيران فكان المظروف مبلغا كبيرا والكيس هدية ثمينه وحتى اليوم كلما ألقاه أشعر بالحرج والخزي لأني لم اتبينه ليلتها ولم اساله من هو ،فقد قدمت في الظلام لمن لم يكن بحاجة إليه فماذا لولم يكن دمث الأخلاق كريم النفس لربما أهانني تلك الليلة.
قال صديقي:"أشعر في هذه الليلة بالحزن لأنني اكتشفت إنني أكتب تفاهات" تستحق الرثاء في نظر من يظن نفسه اعلامياً كبيراً رافق رؤساء وقاده و ربما ألف كتباً فهو ثري بالفكر والمعلومة حين ناولته مقالاً نشرته فكان رده فجاً سمجاً بعد قراءته المقال دون أن يناقش ما ورد في المقال.
كان رد فيه تعالي متخم متعاظم وسخرية هناك فرق بين الموقفين موقف ذلك الثري الوقور العظيم الخلق الذي اخذ الصدقة واعتبرها على قلتها هدية من الله في جوف الظلام فشكر وعظم العطاء غير متكبر و لا متعالي ولا متعجرف ولا مستسخف أو مستهزئ،ولم يكشف عن نفسه لحظتها ولم يعتبرها تفاهة تستحق الرثاء وبين ذلك الموقف لثري المعلومة والمعرفة موقفان مختلفان.
أقول لصديقي صاحب الخاطرة المنتفخون المتعاظمون كثر فلا تعبأ وواصل عطاءك الفكري وفي الوقت نفسه لا يمنع الأستفادة من الآراء مهما كانت مختلفة معك فقط لا تجعل ذلك يوقفك
- فعلا أثار اهتمامي وفضولي ما أشار إليه الأخ علي الجرادي في عموده في الأهالي أن الأموال الضخمة التي تضخها السعودية لعناصرها في اليمن لا نرى لها أثر يذكر وكأنها تذهب إلى حسابات خاصة فيما المال الإيراني على قلته يصنع دويا هائلا ،و يصل بأثره المدوي إلى ساحات واسعة من الناس من العناصرالإيرانيةالرئيسةوالثانوية.
ونشاطاتهم وأشار مقبل نصر في عموده في اليقين كما أذكر مستغربا أنه حتى على المستوى الإعلامي لاتجدالسعودية من يدافع أو يحسن حتى صورتها. بخلاف ذلك، الدوي الإعلامي و تلك الصحف و الكتابات التي تملأ صفحات الصحافة تدافع وتنافح وتحسن صورة إيران ما هي القصة؟
ولماذا لا تظهر آثار الأموال السعودية الضخمة التي تصب في عناصرها في اليمن كما يقال؟؟والمثير للدهشة ،والاستغراب ما يتداوله كثيرون أن كثيراً من تلك العناصر السعودية في اليمن التي تستلم أموالاً من السعودية منذ عشرات السنين أصبحت أداة إيرانية بامتياز فما لذي جعلها تغير ولائها رغم استمرار الدعم لها ،وكأنه أصبح حقاً مكتسباً لا أدري مدى صحة ذلك ،ولكن الواقع الجغرافي للساحات التي تنعم تاريخيا بالدعم السعودي يترجم ذلك حيث اصبحت ساحات التأثير الإيراني
- نسمع هذه الأيام ونقرأ ان هناك كميات هائلة من النفط والغاز في اليمن وبالأخص في المناطق الشمالية فما مدى صحة تلك التقارير أم أنها رسالة للإنفصاليين أن الشمال ليس فقيراً كما يتصورون ،وأن الله حبا الشمال ثروات كبيرة لا تخطر على البال فالخير سيعم الجميع شمالاً وجنوباً فلا داعي للمزايدة بالثروات للتأثير على البسطاء في الجنوب لضمهم للانفصاليين
- كثيرون يتساءلون وهم يسمعون عن الدعم الإيراني بكل أنواعه يصل إلى صعدة فيما لايرى الناس اي تواجد سعودي على الأقل في المجال الإغاثة فهناك عشرات الآلاف من الذين شردتهم حروب صعدة بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والغطاء و غير ذلك مع ان هذه المآسي علي بعد حجر من الحدود السعودية ،ولا ينكر أحد الدعم السعودي اللامحدود لليمن في كل محنه وبالأخص تبنيها دعم المبادرة الخليجية مع دول الخليج لإخراج اليمن من أزمتها الأقتصادية والسياسية وتجنيب اليمن حروباً أهلية وتمزيق لليمن كله.