أرشيف الرأي

هل اخترقت إيران النظام اليمني؟!!

جاء في وصية الإمام الخميني إلى سفراء الدولة الإيرانية عبر العالم أنه طلب أن يكونوا وجهة إيران وأن يخدموا الدولة العظمى أيمّا خدمة من أجل الرقي بالدولة الإيرانية . الواضح أن إيران تسعى بكل الطرق إلى أن تتواجد كإمبراطورية حتى ولو كان على طريقة الأمر والنهي ؛أثناء كتابة المقال قرأت طلب نائب رئيس لجنة السياسية الخارجية في البرلمان الإيراني منصور حقيقت‌بور ضم أذربيجان إلى إيران !! ، هي نتيجة طبيعية لحالة الاختراق للداخل الأذربيجاني .

لكن هذا ليس مايهمنا الحديث عن اذربيجان . فمن الواجب أن نقف أمام مشروع الاختراق الإيراني لليمن حتى لا نصل إلى هذا المنحى أن يطالب، حقيقت بور، بضم اليمن إلى الجمهورية الإيرانية ؛ هذا الاختراق الذي نقلل يومياً من شأنه ودول الجوار تسعى وفق نظريتها إلى التقليل من شأن نظريات الاختراق مع أن الوضع وصل لمرحلة متقدمة .

هناك ثلاث مؤشرات للاختراق سنركز فقط على اختراقين منها ونشرح أداتين من أصل ثلاث تستخدمها السياسية الإيرانية في الوضع اليمني . بالفعل ركزت السياسية الإيرانية على مؤشرين للاختراقات المؤشر الأول هو اختراق المجتمع ، وهذا الاختراق يبدو أنه الأشد تأثيراً فسعت إيران منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية على تدشين الاختراق في دول العالم الثالث كقوة عظمى ومع بداية التسعينات كانت إيران قد جلبت أشخاص قريبين من المذهب الأثنى عشري للدراسة في قمّ ، كانت النواة الأولى للاختراق داخل اليمن ، ظهر هذا الاختراق المجتمعي بوضوح خلال الحروب الست في صعدة ،وتمويل تلك الحروب . وظهر كذلك بوضوح في 94م عندما وقف بدر الدين الحوثي مع قوى الإنفصال في الجنوب .

المؤشر الثاني للاختراق هو اختراق النخبّه وهذا المؤشر هو رديف رئيس للمؤشر الأول اختراق المجتمع فلابد من أجل السيطرة على المجتمع أن يجد من النخبة المحسوبة على المثقفين منظرين لهذا الاختراق أنه يمثل حالة وطنية فيها مصلحة البلد أو لدفع ضرر عن الدولة من جهات أخرى. وتعمل النخبة التابعة للملالي على كونهم أبواق وغيرهم ينفخ باسمهم ولاتسمع سوى صوت البوق .
وفي أدوات تستخدمها الدولة الإيرانية تستخدم إيران أداتين الأول أده التسميم السياسي هذا التسميم يستخدم من خلاله المؤشرين السابقين النخبة وجماعات الضغط أو بمعنى أصح المرتزقة اليمنين من الكتاب وجماعة الحوثي على سواء ، فالتسميم السياسي معناه نشر الأفكار ودعوة المجتمع إلى اعتناقها ومن ثم العمل من أجل توحيد رأي عام (ليس قطعياً) والتحكم بالسياسية اليمنية ؛ ولعل الأبرز في مثل جماعات الضغط اعتصام هؤلاء (ألنخبة وأعضاء الحوثي) أمام السفارة السعودية الجمعة الماضية 12/4 للمطالبة بالإفراج عن الشيخ نمر النمر ، والمسيرات التي تخرج بين حين وآخر مع النظام السوري من أجل دعم التواجد الإيراني في ذبح الشعب السوري برؤية يمنية ، بمعنى أصح وقف السياسية الخارجية اليمنية على العمل من أجل دعم الشعب السوري ، حتى أن وزير الخارجية اليمني رفض الاعتراف بالمجلس الوطني السوري وتسليم السفارة السورية ،خوفاً من هؤلاء كإحدى المؤشرات.

وفي الأداة الثانية تستخدم طهران أداة حلف الضواحي: وتعني هذه الأداة بملاحقة وتدشين النزعات والثقافات الفرعية والدعوات الانفصالية ..وتغذيتها والعمل من أجل تأثير السياسية اليمنية من خلال تلك الجماعات التي تضغط بإتجاه الدولة المركز . وأبرز تلك المظاهر ما أعلنه علي سالم البيض في مايو 2009 أنه مستعد لتلقي الدعم الإيراني من أجل انفصال الجنوب ، وشحنة الأسلحة التي ألقي القبض عليها في بداية يناير العام الحالي أنها ستكون مناصفة بين الحراك المسلح والحوثيين ، بمعنى أن إيران تستغل القضايا الداخلية اليمنية المطالبة بالإنفصال من أجل الضغط على الحكومة والتدخل في تسيير أمورها ؛ ولايغرّ أحد تصريح السفير الإيراني في اليمن محمود زادة "علام نتجسس في اليمن" ؛ فقد أنتقل من مرحلة التجسس إلى مرحلة الاختراق فدار الرئاسة فيه من الموالين للحوثي الذين ينقلون الأخبار للسفير الإيراني أفضل من خليه تجسس تضم مائة فرّد موزعين على كل مؤسسات الدولة .

على الحكومة اليمنية أن تدشن مرحلة بترّ أيادي الأختراق الإيراني ، وعلى جماعة الحوثي والحراك أن يكونوا أكثر حكمة ووطنية فلا يمكن لدولة خارجية أن تعطيك أموال من أجل سواد عينوك ، لكنها تعطيها من أجل نهب بلادك واستغلال اليمن كورقة ضغط أمام القوى الدولية بتفجيرها . فتأملوا رعاكم الله .

- صحفي وباحث في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية‎‎

زر الذهاب إلى الأعلى