الوحدة قيمة إيجابية فعّالة، مصدر قوة ومنهل تقدم وركوة عزة وينبوع فخار .قِبلة للإنسانية لتحقق التكامل والتعاضد في مواجهة التحديات ولتحقيق كبير التطلعات، مشاعر تلتقي وقلوب تتحد وعقول تتكامل وسواعد تحتشد وبصائر ترتقي.
الوحدة إرادة البقاء والنماء، مقصد ومدخل لمزيد التقدم والرخاء، إنها كبرياء الوطن والمبدأ ومصدر فخاره وشارة عزه وسؤدده. تعزيزها ضمانة لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً .
الوحدة حيوية مُضافة إلى الكيان الجمعي، بريق مُضاف للمبدأ والوجهة، تسريع لإدراك الحاجات وتحقيق الغايات الجمعية، امتلاك فرصة أفضل لمصادقة المستقبل ومحالفة الظفر .
الوحدة توحيد للتطلع وللعزم وللإرادة وللتوجه وللعمل، إنها تمتين للجهد وتعزيز للقدرة، اتساع في الممكن وتوسع في المُتاح.الوحدة جمع جدير بالانتصار الملحمي في مواجهة الطرح والقسمة والضرب.
يؤيدها ويسعى من اجلها الراشد من الناس، ويحتفظ لها بالمشاعر الجيّاشة الإنسان السوي. الوحدة عنوان للحب والسماحة والنقاء والصفاء، سيماء للأنفس الودودة والعقول الراجحة، دليل للرشد والنضج .
وقد لا تسلم الوحدة رغم من أنها بهذه المثابة والمكانة والجلال ممن يشوّهها في قيمتها، يفعل ذلك الأنانيون الذين لا يترددون في التضحية بمصالح المجموع من اجل مصلحتهم الأنانية متى ما سنحت لهم الفرصة، بل ويسعون إلى خلق الجو الذي يمكنهم من هذا العمل الشائن، ويشوّه الوحدة من يجد زعامته بأن يتفرق المتحدون فيصبح هو بطبيعة الحال الرأس الذي لم يكن أو الذي كان .
يُعادي الوحدة صاحب الروح الأنانية، إنّه معول لهدم بنيانها، و لذا ينبغي الأخذ على يديه، إنّه لا فرد أكبر من المجموع ولا أنانيته ونرجسيته مقدمة على مصلحة المجموع المتحد . ويتآمر عليها الضائق ذرعاً بحيوية المتحدين وقوة المتوحدين ومُتاحهم الخصب لمزيد حضور وتأثير وكبرياء.
الوحدة وجود والتفرّق عدم، وجود للمعدوم وحفاظ على الموجود في الإجتماع الإنساني على وجه التحديد، و عدم للموجود وحفاظ على العدم غير الموجود. الوحدة وثبة عز ومنعة وتمكين، الوحدة قاطرة سؤدد يتجدد .
ولا يستطيع اهل التفرّق البتة ان يثبتوا انهم اهل وحدة وتوحد وتوحيد ما خلا الزعم المستند إلى زُخرف القول وربما العمل الذي فارقت صاحبه ديمومة استمرار روحية الجوهر الوحدوي.الوحدة قوة ومزيدها مزيد قوة، والتفرق ضعف ووهن وانتهاء .
الوحدة إضافة إلى قوة المجموع لا قوة الفرد، وحينما ينظر اليها الفرد الزعيم انها مهمة بقدر ما بقي زعيماً للمجموع المتحد فانه فاقد لحقيقة الروح الوحدوية .
الوحدوية صفة لامعة لأصحابها المخلصين الذين صدقوها الحب والعزم والعمل، والانفصالية صفة مُشينة لأصحابها المنغمسين في مصالحهم الأنانية الغائبين عن مصلحة المجموع وشارة عزه وضمانة حضوره ومستقبله بالمجد والنماء والرفعة والفخار .
في غياب الوحدة يكون المهم تحقيقها، وفي حضورها تتوخى روحها في كل الأعمال الحكومية والتدابير الوطنية، وفي حال تهديدها تكون حمايتها هي الأهم .
قد يكون باعث الوحدة عقيدة أو مبدأ أو عمل أو مصلحة، وقد يكون الاتحاد بين دول أو مؤسسات أو جماعات أو احزاب .وقد تكون الوحدة مجالية : اقتصادية أو سياسية أو عسكرية أو تعليمية أو ثقافية أو تجارية أو علمية .وقد يحتفظ كل بشخصيته ولكن يتم توحيد التوجه والعمل والجهد والتطلع والمسعى وقد يذوبان في بعض ليشكلا شخصية اعتبارية واحدة .وقد تحدث الوحدة بموافقة واختيار قيادة المتحدين كما توحد شطرا اليمن، وقد تُحقق القوة الوحدة ليتمكن اصحاب المصلحة الحقة في الوحدة قادرين، أو اقدر، على مواجهة التحديات الماثلة والمتوقعة مستقبلاً كما وحد صلاح الدين الايوبي الامارات العربية المتنازعة لمواجهة العدو المتغلّب أو المتربص .