يستعد الحوثيون لتشييع رفاة حسين الحوثي، وذلك مع وجود شكوك في كونه هو قادت إلى ابتعاث رفاته إلى بلاد النصارى لفحص الحمض النووي، وقد سمح للأيدي الكافرة مس الجسد المقدس، وفي توظيف واضح للرفاة ودفنه يعدون تشييعا يكرس تعظيم الأشخاص لا يعرف ما الذي سيقولونه لأتباعهم وقد أوهموهم أنه لم يمت لكن يبدو أن عبد الملك يشعر بإمامة ناقصة ينازعه إياها حسين، وبعد الإقرار بموته يكون عبد الملك كامل التسيد.
عبادة الصور وتعظيمها من ملة الحوثيين، وكما تعرفون من لم يكن الله وحده هو معبوده فلا بد أن يتعبد لغيره، لذلك ووقاية للمسلمين من تلبيس الشيطان وأن يدخل من مدخل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد حسم المسألة بالقول الفصل "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين". لقد جاء الإسلام لتحرير الإنسان من العبودية لغير الله، وجاء التشيع لإحلال الأشخاص محل الإسلام فيغدو عبودية للأشخاص ويغدو خدمة لحسين ولعبد الملك ومن قبلهما.
يبدو الحوثيون جاهزين لفرض طقوسهم على المجتمع فهم يعظمون صنمهم وهو من مقدساتهم وعلى الجمهور أن يشاركهم فينشرون الصور في العاصمة، وليس ذلك فحسب بل إن خفة العقول وغياب المنطق يجعلهم يسوّقون حسين بدر الدين على أنه يعني المسلمين جميعا ويوجهون الدعوة للأمة للقدوم للمشاركة في التشييع ويصدق عليهم قول الشاعر أبي الأحرار في بيت على لسان الإمام: وما الأرض إلا لنا وحدنا... ولكنهم غالطونا بها.
يدرك الحوثيون أنهم يسلكون سلوكا شاذا خارجا على الأمة، وأن أداءهم في التعامل مع المواطنين في صعدة مخز، لذا يعوضون الشعور بالنقص بتوظيف الموتى في حشد أعداد كثيرة من الناس.
الدولة الرخوة
إن حسين بدر الدين مؤسس لمنظمة سرية مسلحة ظهرت جماعة مقاتلة هي في الأعراف الدولية وقوانين الدول متمردة وخارجة على القانون، وإن واجب الدولة قمع التمرد لحماية مواطنيها والمحافظة على وجودها. وحين تقف سلطة الدولة موقف المتفرج أو العاجز أو المتواطئ فأنا لها أن تحترم أوتكون محل ثقة!
التحدي الأكبر أن الحوثيين يسعون بجنازتهم إلى إدانة الدولة اليمنية وإعادة الاعتبار للجماعة، أي التشجيع على التمرد.
الحوثية تعني السعي لتقويض الدولة اليمنية، إنها ضد الجمهورية التي أسقطت، والإمامة التي هي مشروع الحوثيين، وضد الجمهورية اليمنية لأن ما تسعى إليه لا يتحقق في ظل وحدة الدولة اليمنية بل التشطير والتجزئة، فهل يمكن لسلطة دولة السماح لمنظمة مسلحة متمردة تسعى لتقويض الدولة القيام بفرض طقوسها وأعمالها الدعائية على المواطنين!
أنصار الله
إنهم يعدون أنفسهم الطائفة المؤمنة، ومن لم يكن معهم فهو من الطائفة الكافرة، أما عبد الملك فإنه المسيح الرب!! " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ" 14 الصف.
تماما كما هي تسمية حزب الله. إن أنصار الله وحزب الله وصف للمؤمنين والمؤمنات جميعا، وتسمية الشيعة على هذا النحو يعني تكفيرغيرهم بالضرورة، فهم تكفيريون طائفيون ظلاميون.
التواطؤ مع الحوثيين العداوة الجهرية لليمن
ليس معروفا السبب وراء تدليل الحوثيين من قبل السلطة ومن قبل بعض من اليسار، إلا أنهم يشتركون مع اليسار في تعظيم الأشخاص وتقديسهم؛ ماركس، لينين، عفلق، صدام، الأسد، جمال، لكن اليسار في الأصل ثورة للتحرر يتحول إلى ثوار يعتنقون الإمامة والنظام الملكي في أشنع صوره.
إن الصحافة التي يديرها يساريون صحافة معادية للأمن باسم الحرية، هي بالتأكيد لا تدرك حساسية معادلة الحرية والأمن ولو أدركت لا تستطيع وزنها، وإن استطاعت فإنها لا تفعل.
رموز التخلف والفساد وقوى تكرس التخلف والفساد
لماذا يكرهون بلادهم ويحقدون على شعبهم؟ البعض يرى بأنهم وقعوا بعد أن استدرجوا وأنهم صاروا يعبرون عن شخصيات بديلة.
ما الذي يعجبهم في أكثر القوى تخلفاً وانحطاطا، حتى كراهيتهم للإصلاح.. من حقهم أن لا يقبلوا بالإصلاح وأن ينتقدوه، لكن ما ليس مبررا أن يكونوا عبيدا لعبد أو لأحد، أي قوة مسخت الإنسان ليغدو تابعا يفاخر بالتبعية.
لو كان لدى سيدهم قوة الإصلاح لأراهم كيف يعامل العبيد، ولو كان لديه وزارة الداخلية لنفذ انقلابا ولداس الجميع وأولهم الذين يعظمونه من أصحاب "منزل" وفق تصنيف مناطقي يمن أعلى ويمن أسفل.
وتكشف العملية برمتها عن حلف يجمع المخلوع مع من ظل يعتقد أنهم أسياده وكلاهما مريض تسيطر عليه مشاعر الحقد والكراهية للشعب الذي أسقطه، وكلاهما يتخابر مع قوى أجنبية مثل مما يعد خيانات عظمى.
إن المطلوب من السلطة استعادة هيبة الدولة وإعادة الاعتبار للبلاد وشعبها ووقف المخلوع والحوثيين عند حدهما.