لا ننكر الدور الدبلوماسي الذي قام ويقوم به ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر في سبيل حل الأزمة السياسية اليمنية ومن أجل إخراج البلاد من محنتها ومن عنق الزجاجة وهذا الدور مقدر ومشكور مادام يسير في طريق لم الشمل والحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها .
لا شك أن نجاح المبعوث الأممي في اليمن هو نجاح شخصي له ولدور الأمم المتحدة والنجاح الأكبر هو نجاح اليمنيين في تجاوز خلافاتهم ولكن أي نجاح يجب أن لا يتجاوز سقف الثوابت الوطنية اليمنية وأهمها وأولها وحدة البلاد .
وبلا شك أن التهديد بالمجتمع الدولي قد أثمر في تجاوز بعض الصعوبات والخلافات ورحبنا بها جميعاً مادامت تسهم في حلحلة الوضع المعقد والمتشابك ويجب أن يعلم الجميع وأولهم بنعمر أن ذلك كان بتراضي جميع الأطراف الداخلية بما فيها تلك المستهدفة بالتهديدات رغبة في إيجاد مخرج للبلاد وفي تلك الأثناء لم يكن اليمنيون يخشون المجتمع الدولي بقدر ما يخشون ويخافون على وطنهم من الانزلاق إلى أوضاع كارثية كما هو الوضع في سوريا حالياً .
المجتمع الدولي معروف بالازدواجية في المعايير وتعتبر عدم الشفافية والوضوح هي الصفة الأساسية لكثير من قراراته بل أن القرارات الدولية لا تنفذ إلا إذا كانت تسير في مصلحة قوى إقليمية ودولية معينة بينما لم يتحرك هذا المجتمع من أجل تنفيذ قراراته فيما يخص القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة في الجولان ومزارع شبعا .
المجتمع الدولي أصم وأبكم فيما يتعلق بأسلحة إسرائيل النووية فلم نسمع أي تحرك في هذا الاتجاه و تتجلى سياسة المجتمع الدولي الرعناء في سوريا حيث يهتم بنزع الأسلحة الكيميائية السورية بينما لا يأبه بالدماء السورية المسفوكة على طول البلاد وعرضها بل يقف خلف مختلف الفرقاء مؤججاً للصراع وداعماً لاستمراره بالمال والسلاح لهذا الطرف أو ذاك .
ومما سبق نستخلص أننا سنكون عوناً للجهود الدولية التي تساهم في حل مشاكلنا وتعمل على تعزيز مصلحتنا الوطنية أما محاولة استغلال احترامنا للمجتمع الدولي بفرض أية قرارت تتناقض مع ثوابتنا فنحن نرفضها ولن نقبلها ولن نقبل أي شيء يأتينا بصيغة الأمر والفرض من أية جهة كانت ولو كان مجلس الأمن لأننا شعب نعلي ونقدر فيمة الحوار والتفاهم وبالتأكيد أننا سنصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف ولا تضر بمصلحة الوطن العليا .