صدمنا اليوم بموافقة الشيخ يحيى الحجوري على خروجه مع طلاب معهد دار الحديث بدماج إلى جهة غير معلومة يقول البعض إلى الحديدة حيث وقع الشيخ يحي الحجوري على وثيقة تنص على خروجه شخصيا مع طلبة العلم من دماج خلال أربعة ايام وهو مقترح تقدم به الرئيس هادي بعد أيام من تفويض الشيخ الحجوري له لحل قضية دماج.
لقد كتبت من قبل مقالا بعنوان : " هل تلحق " دماج " بمنبه ؟!! حذرت فيه من سقوط دماج بعد سقوط منطقة منبه بأيدي مليشيات الحوثي الإجرامي عقب عيد الفطر المبارك ولم يكن في منبه لا "أجانب" ولا "جماعات تكفيرية" كما تدعي مليشيات الحوثي المتمردة كذبا وزورا عن دماج ومع هذا لم ينتبه كل من أردنا أن ينتبه وأستمر البعض في مسرحية الخوار في حين كانت مليشيات الحوثي تتوسع وتستثمر الأحداث الدولية وانكشاف العلاقة الغير بريئة بين إيران وأمريكا حيث وجهت أمريكا بعض أدواتها في المنطقة لخدمة المشروع الإيراني ورأينا ثمار هذا التآمر الدولي في جبهة كتاف.
لقد تأسس مركز دار الحديث وقام بدوره العلمي والفكري قبل وجود جماعة الحوثي بعقود وتعايش أهل السنة في دماج بصعدة مع الجميع ولم نسمع يوما بأن أحد طلاب العلم في دار الحديث اعتدى على أحد أبناء صعدة لقد تعايش الجميع رغم اختلاف التوجهات والاجتهادات والأفكار حتى تحولت جماعة الحوثي إلى مليشيات مسلحة تسيطر على عموم محافظة صعدة واستغلت الأحداث في اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية فتوسعت بقوة السلاح وسيطرت على مديرات في الجوف وحجة وعمران وصار لها ذراع عسكري ومالي وإعلامي في تجربة شبيهة بتجربة حزب الله اللبناني فسعت لإغلاق صعدة مذهبيا وتصفية أي فكر مخالف لها ومن هنا بدأت المشاكل وتكرر العدوان الحوثي وتواصل بالتزامن مع خذلان الدولة وسكوت الأحزاب وتآمر كثير من الجهات وفي مقدمتها أمريكا وأدواتها في المنطقة حتى لم يجد أهل السنة في دماج منفذا لهم سوى الخروج منها والهجرة إلى أرض الله الواسعة.
إن إخراج أهل السنة وطلاب مركز دار الحديث من دماج بصعدة جريمة بكل المقاييس سيسجلها التأريخ في صفحاته السوداء ولن يرحم من قام بها وتوطأ وتآمر ، إنه تهجير مذهبي وقسري وبدلا من أن تحمي الدولة هؤلاء الناس الذين تعرضوا للحصار والقصف على مدى أكثر من ثلاثة أشهر وتفرض التعايش السلمي بين المذاهب ضغطت لإغلاق صعدة مذهبيا لصالح مليشيات الحوثي المتمردة التي تستأصل الآخر وتقتل على الهوية وتسعى لنسف التعايش السلمي وإشعال فتيل الفتنة والطائفية والمذهبية في اليمن.
أهل السنة بدماج وافقوا على الخروج منها كرها بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الصمود الأسطوري تحت القصف والنار والحصار ولقنوا مليشيات الحوثي المتمردة دروسا لن تنساها وكسروا صورتها وهزموها عسكريا ومعنويا ولو أن أهل السنة في اليمن نصروهم كما يجب لطهروا صعدة من مليشيات الحوثي ولكنهم خذلوا من الدولة ولم يجدوا من بقية إخوانهم من أهل السنة وأهل السنة ليسوا التيار السلفي ولكن عموم أبناء اليمن ما كانوا يرجون وتفرج عليهم العالم حتى نفذ عنهم الزاد والذخيرة ولم يجدوا بدا من الخروج حفاظا على ما تبقى من أرواحهم وأنفسهم ولعل خروجهم يكون سببا لإيقاظ أهل السنة في اليمن وتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم وهذا الأمر من وجهة نظري هو واجب الوقت وفريضة الساعة.
إن إخراج أهل السنة من دماج بصعدة كارثة لابد أن توقظ كل أهل السنة في اليمن ويقفوا صفا واحدا ويجمعوا كلمتهم ما لم فإن مليشيات الحوثي ستتفرد أهل السنة منطقة منطقة فهل نصحو قبل فوات الأوان؟!!!
إن هذا التهجير القسري سيفتح شهية مليشيات الحوثي المتمردة للتوسع بقوة السلاح على حساب الدولة وعلى حساب حياة أبناء اليمن وأمنهم واستقرارهم ولن يقف الأمر عند منطقة دماج بل ستسعى مليشيات الحوثي المتمردة لاسترداد كل المناطق المصنفة تأريخيا بأنها للمذهب الزيدي رغم براءة الزيدية السنية من الأفكار والممارسات الحوثية الإثناعشرية المتطرفة لكن هذا ما سيحدث إن لم تقم الدولة بواجبها ويصحوا أبناء اليمن ويوقفوا هذه المليشيات الإجرامية عند حدها.
إن واجب الوقت وفريضة الساعة هو اجتماع كل أهل السنة في اليمن في مؤتمر عام وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم فهم اليوم يواجهون خطرا يهدد وجودهم ويهدد الدولة اليمنية والنظام الجمهوري ويهدد المجتمع بشكل عام.
لا ننتظر من سلطة هادي ان تعمل شيئا، على أهل السنة أن يتداعوا إلى صعيد واحد ويوحدوا صفهم وقيادتهم ويظهروا قوتهم في عمل موحد له ما بعده ، أقولها كالنذير العريان ومن يتمنى أن لا يرى قريبا أبناء جلدته يتفرجون على مصارع بعضهم واحدا تلو الآخر ويصرخون: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. رفعت الأقلام وجفت الصحف..