من الأرشيف

إلى من يهمه الأمر في قيادة الإصلاح وسهيل

في هذا الشهر الفضيل ووسط هذه الأزمات الخانقة والتحديات الماثلة التي توشك أن تذهب ‏بالوطن وتغرق اليمن في مستنقع الحروب الأهلية والتقسيم. نتمنى قناة سهيل والقائمين عليها ‏وعلى رأسهم الإصلاح وحميد الأحمر أن يوقفوا البرامج الاستفزازية التي تزيد من تعقيد ‏الأوضاع وما يوغر الصدور، ذلك أن البلد أمام تحديات كبرى والمعارك اختلفت وهذه الأشياء ‏لا تثمر غير الحقد ولا تخدم غير الجماعات المسلحة التي تعتاش على الصراعات السياسية.‏

برنامج الحاوري وأي برنامج استفزازي آخر لا داعي له ولا داعي للسخرية السياسية، هناك ‏وضع جاد وحروب ودماء تسيل والوطن يتعرض لسيل أزمات كبيرة تحتاج إلى المصالحة ‏وتصفية النفوس لتقليل فرص الشر الذي يتوسع ويزعزع الدولة. وقد رأينا كيف لم يستفد غير ‏الخراب والمجموعات المسلحة والتدخلات الخارجية من معركة حزبية تطورت منذ ثلاثة ‏أعوام، والذي ينكر سيندم على الأرجح.‏

صَدقَ الناس الإعلام وخرجوا عندما كان صالح في السلطة وكل شيء بيده، أما عندما يستمر ‏هذا الإعلام باجترار المعارك الشخصية ويتجاهل أوجاع الوطن. فإنه يبعث على التفزز. لقد ‏قالوا إن علي عبدالله صالح هو كل شيء وعندما يبتعد يكون البلد في نعيم. ثم تغير ورأينا ‏الدولة إلى الأسوأ... فهل نظل نصدق ادعاءاتهم بعد أن أثبتوا عدم دقة ما كانوا يدعون. سيقول ‏السطحيون هذه مرحلة انتقالية.. نقول لهم: ما يحدث انهيار يهدد المستقبل والمجتمع يتفكك ‏والدولة تتآكل.. فالانتقال إلى ماذا يكون وفق هذه المعطيات؟ انتقال إلى الهاوية؟

حتى لو فرضنا أن لدى هؤلاء مبرراتهم وأضغانهم وثاراتهم.. للرئيس السابق علي عبدالله ‏صالح أنصار كُثر من جميع أنحاء البلاد ومن الأبرياء الذين لا يد لهم في السياسة. وعندما ‏يجري استفزازهم فإنهم يزيدون من كره الأطراف التي لا زالت متشبتة بالعداء بعد أكثر من ‏عامين ونصف على تسليم السلطة وسير البلاد إلى وضع أسوأ وتحديات أعمق يمكن أن تنتهي ‏بالتقسيم أو الاحتراب الأهلي.‏

‏**‏
ما هي الفائدة السياسية المرجوة من برنامج ساخر وأعمال محرضة.. هل سيكسب الإصلاح ‏أنصاراً جدداً؟ أم يكسب ما لم يكسبهم طوال الفترات السابقة؟ أم تذهب الأزمة الاقتصادية؟ ‏وماذا يتوقع؟ أم أنه يستعدي فئات شعبية وينفر الناس من حوله الذين باتوا يشعرون بالقرف ‏من هذه الأوضاع ومن الاصطفاف الأعمى الذي يضر بالوطن.‏

هل كل الفائدة هي الحاجة إلى الضحك؟. لم يجد الإصلاح شيئاً يتسلى به في هذا الفراغ ووسط هذا الأمن والاستقرار فلجأ إلى سهيل؟. ما هو الهدف المرجو من هكذا برنامج؟ هانحن -والإصلاح يعلم أننا كنا من مناصريه- لا نشعر إلا بالقرف والامتعاض الشديد من هكذا خزعبلات.. فما هو الهدف المرجو منها؟ مع العلم أنها موضوع سياسي لا يخص القناة بل الحزب؟. ثم: من يضحك على من؟ اضحكوا!! لا ينقص هذا الشعب إلا قهقهاتكم.

إذا كان لدى قادة الإصلاح والقائمين على القناة فائدة من استمرار لغة التحريض والاستفزاز ‏للرئيس السابق فعليهم احترام قطاع غير قليل من اليمنيين لا يزدادون إلا استخفافاً بهم عندما ‏يستمرون بهذه المعارك. وعليهم أن يتذكروا مصر وحل الأحزاب والاستهتار بالآخرين ‏والتقليل من شأن الأطراف الأخرى، ما أدى إلى فقدان أولئك الواثقين المستهترين كل شيء.‏

سنقول إن في اليمن رجالا وإن هناك بشارة خير عندما نرى تجاوباً مع كل دعوة إلى ‏التصالح وتجنب ما يزيد من التعقيد. وبوسعهم الاستمرار واللامبالاة وستستمر انتصاراتهم ‏وشعبيتهم بالتوسع كما رأينا وكما تقول المؤشرات!!‏

نسخة إلى قيادة الإصلاح
نسخة إلى محمد عبدالله اليدومي (رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح)‏
نسخة إلى الشيخ حميد الأحمر
وإلى كل من له كلمة في الإصلاح ويقدر المخاطر على الوطن.‏

زر الذهاب إلى الأعلى