بلا مزايدة على الحزب الاشتراكي.الحزب الاشتراكي موقفه واضح وحاسم من الحروب. ولقد طال صبره مع المبررين لاستمرارها لصالح المشاريع اللاسياسية . انه أكثر طرف يحذر من تجريف العملية السياسية بالإرهاب والعنف والاستقواء.
وأما من يعتقدون أن الحزب تابع للإصلاح أو للحوثي فهم يشربون من الوهم والبلاهة ، بينما لا توجد وصاية على الحزب سوى انحيازاته للخيارات الوطنية، كما لبناء الدولة التي تصون حقوق وحريات الجميع على قاعدة المواطنة المتساوية والقانون.
وبالمحصلة :لا احد يبتهج بمايحدث في عمران من مأساة على الإطلاق، كما لايبتهج أحد بتسويق مشاريع الكراهيات والاجتثاثات المتبادلة.
والمعلوم للقاصي والداني أن الذين يقاتلون في شمال الشمال مع الحوثي أو مع المناوئين له يقاتلون كقبائل أو كعقائديين، وهو الأمر الذي يحكم علاقات القوى غالباً هناك للأسف.
على أن الاشتراكي وفي هذه الجزئية بالذات ضد الاستقطابات والمغامرات والرهانات ذات البعد الطائفي الذي لا اخطر منه على الحاضر والمستقبل والدولة والجيش.
و للتذكير: أكثر من مرة والاشتراكي يدعو الرئاسة اثر تداعيات عمران إلى لقاءات مكاشفة وبحث في طبيعة وحقيقة المشهد السياسي ، وان يستمع الجميع من كل الأطراف إلى بعضهم البعض بمسؤولية ولوضع معالجات كاملة وتحميل الطرف الذي يرفض المسؤولية.
كذلك فإن الاشتراكي الذي لطالما أدان كل الأسباب المنتجة للحروب بصوت واضح لا التباس فيه، فضلاً عن كل التحيزات ماقبل الوطنية ، نابذاً لوعي السلاح المنفلت ، و معززاً للوعي السلمي في النضال ، هو ذاته الاشتراكي الذي يرى أن على جميع الأطراف الالتزام بتقوية العملية السياسية باعتبارها السياق الموضوعي للتغيير ولإنقاذ البلد من شرور الحروب وتجنب آثارها المدمرة على الدولة والمجتمع .