الحوثي قفاز أمريكي إسرائيلي
د. عادل الشجاع يكتب: الحوثي قفاز أمريكي إسرائيلي
لم يكن شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، كافيا لهما للاستنفار، لأنه شعار متفق عليه بين الأطراف الثلاثة لكي يتم تخدير المغفلين من الذين تم تعبئتهم ضد أمريكا وإسرائيل، مثلما تم تعبئة المغفلين من أقرانهم سابقا في إيران!
ولعلكم تتذكرون سرعة مغادرة السفارة الأمريكية صنعاء في ١٥ / ٢ / ٢٠١٥، وتبعتها السفارات المحورية لكي تعطي مساحة للفوضى التي ستمكن عصابة الحوثي من الاستمرار، هذه السرعة في المغادرة تنفيها أحداث ٢٠١١ حينما كانت اليمن تعيش أوج أزمتها ومع ذلك لم تغادر السفارة الأمريكية، بل إن أوضاعا أكثر خطورة كسوريا وليبيا اللتين شهدتا حروبا أهلية دامية لم تغادر السفارة الأمريكية إلا في أوقات متأخرة، أي بعد سنة من اندلاع الحرب.
ولن أصدم أحداً برأيي عندما أقول إن هذه العصابة هي صناعة أمريكية إسرائيلية من الألف إلى الياء وأن الدور الأمريكي الإسرائيلي في صناعة هذه العصابة وتثبيتها على الأرض واضح، ودليلي على ذلك أن أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي يحاكمون أفراداً أو جماعات تحت مبرر معاداة السامية، بل قدموا كُتاباً ومفكرين عالميين للمحاكمة لمجرد أنهم شككوا بالمحرقة ضد اليهود، فكيف بمن يدعو إلى قتل اليهود؟!
وليس هذا الأمر فحسب، بل إن الحرب التي أشعلتها هذه العصابة كانت تستهدف اليمنيين، ولم نشهد عملية واحدة حتى الآن تستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية، كل ما نشاهده هو ما تقوم به هذه العصابة من زراعة وديان اليمن وسهولها وجبالها بالألغام التي تعطل وتعيق حياة اليمنيين لعشرات السنين، فهل زراعة اليمن بالألغام له علاقة بأمريكا وإسرائيل؟
ومن يتابع بدقة منهجية وآليات التعامل الأمريكي الإسرائيلي مع عصابة الحوثي الإرهابية يستنتج بوضوح أن هذه العصابة تلبي أحد أهم الأهداف الأمريكية الإسرائيلية المتمثل بصفقة القرن والتي نتج عنها اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل وتطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل على حساب قضية الشعب الفلسطيني.
أقول باختصار إن عصابة الحوثي هي صناعة أمريكية إسرائيلية للتغطية على الترتيبات الجديدة في المنطقة، ثم أقول أيضا إن استمرار هذه العصابة حتى الآن يمثل في حد ذاته علامة استفهام مثيرة ومريبة، ولم تكن دعوة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح للانتفاضة على هذه العصابة في الثاني من ديسمبر من فراغ، فقد كانت الصورة بكل أبعادها على امتداد المنطقة أمام عينه بالوثائق والأرقام.
خلاصة القول إن الدعم الذي تتلقاه هذه العصابة من أمريكا وإسرائيل عن طريق التسهيلات التي تقدمها الأمم المتحدة بطرق عدة ومن ضمنها ما يقوم به المبعوث الخاص إلى اليمن يجب أن يشحذ الهمم ويجعلنا نسلك طريق وحدة الصف الجمهوري والتحدث بصوت واحد لمواجهة هذه العصابة الإرهابية وكشف تبعيتها للعدو الصهيوني بواسطة إيران التي سبق وأن رفعت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، لكنها لم تواجه أياً من هاتين الدولتين إلا في الإعلام!
عناوين قد تهمك: