اهتمامات

قيامة مأرب وأخواتها

د. لمياء الكندي: قيامة مأرب وأخواتها


كان الحوثيون قبل ان يدفعوا مليشياتهم إلى مأرب اقوى كانوا يقفون على مساحة من الحضور، الذي يجعلهم يقفون امام اي مشروع للتسوية يرفضون كل المبادرات لإنهاء الحرب أو التفاوض في ملف الأسرى والمعتقلين يمارسون الاعتقال والترهيب والعدائية المطلقه في حق الشعب.

كانوا كأن لا سواهم في هذه البلاد ينهبون مواردها ويجندون اطفالها ويمنعون عن أهلها حقوقهم ورواتبهم لقد فعلوا فينا مالم تفعله اي قوة غازية بحق أي شعب.

لقد قادهم غرورهم المدفوع بعقيدة إيران السياسية والمذهبية إلى الذهاب إلى مأرب آخر حصون الشمال، لقد أرادوا أن يهدموا عرشها ويكسروا كبرياء وطننا المقاوم ان يقفوا على قبر الشهيد علي عبدالغني فيغرسون فوقه رايتهم ويلصقون عليه شعاراتهم وربما يفعلون فيه ماهوا أكبر من ذلك.

لو لم تكن معركة مأرب الأخيرة ولم تكن معركتهم المهزومة على سفوح البلق لكان عمرهم أطول ولكانت معاناتنا أطول لأستمرت الهيئات والمنظمات الأممية في متجارتها واستمر مقامروا السياسة في استثمار معاناتنا والضغط على حكومتنا للقبول بالحوثيين كأمر واقع.
تغيرت في مأرب قواعد اللعبة الدولية في اليمن وفشلت جهود غريفت في الترويج لهم .
كانت مأرب آخر الخطوط الحمراء التي حاول الحوثيون تجاوزها ليقولوا للعالم نحن هنا نحن أصحاب الأرض وحكامها، كنا على مقربة من هزيمة أخيرة تقسم اليمن إلى نصفين وإلى الابد.

شعر اليمنيون شمالا وجنوبا خطورة سقوط مأرب بيد الحوثيين شعروا معنى ان تطوى صفحة سبتمبر واكتوبر وألى الأبد ومعنى ان نكون عبيد لمستعمر داخلي يمارس إرهاب وتخوين أهلها مستندا على شعارات الوطنية بلاوطنية وبلا شرف وعهد.
لقد قامت في مأرب قيامة اليمنيين فكان انبعاثهم، انها قيامة الشعب الذي لم يكن له خيار أمام تهديدهم الوجودي لقد كانت قيامة الوطن والأحرار قيامة الجيش والقبائل.
تلك القيامة التي وضعتهم امام ميزان الحرب العادلة وامام جحيم أبطالها.
إنها قيامة مأرب وأخواتها قيامة تعز وحجة والضالع والحديدة قيامة صنعاء التي ستصحوا على وقع زغاريد نسائها وهن يستقبلن ابنائها الفاتحين وعندها لن يكون بوسع علماء آل التوزة كالشامي وغيره الا ان يستعيروا من نسائها شراشفهن مع الخيوط التي ستربط خصورهم ليبدوا أكثر انوثة فما زلنا تتذكر جيدا قول علامتهم فهن قبل اكثر من خمسين عام
بتحجرين يا … لاهو إمام ولا حج
هو يا … من حق بيت رجرج
وعاشت جمهوريتنا منتصرة خالدة.

زر الذهاب إلى الأعلى