إحدى العواصف

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - إحدى العواصف

كتلفت الذكرى الحميمه
كذهول أيام الهزيمه

كفرار محكومٍ عليه
كزوجةٍ أمست غريمه

كوثوب مزبلةٍ، لها
ساقٌ على أخرى جثيمه

كدبيب أول سكرةٍ
كختام أغنيةٍ كليمه..

جاءت منوعةً كما
يروون أخبار الجريمه

وكما يصيخ المخبرون
إلى تزاويق النميمه

* * *

تهمي كحكي البدو: عن
أسواق عاصمةٍ فخيمه..

تختال "كامرأة العزيز"
وتنحني مثل البهيمه

كالرمل تصهل، كالطبول
تنق، تخطب كالحكيمه

كجدال برميلين، عن
أي الأمور: هي الصميمه

تلقي ترهلها، على
مزق العشيات السئيمه

في كل مرأةٍ تفتش
عن ملامحها القسيمه

* * *

ومن الرماد إلى الرماد
تزف طلعتها الوسيمه

تعوج حتى الركبتين
وتنثني كالمستقيمه

* * *

تلج الثثقوب إلى الثقوب
لأنها، ليست جسيمه

ولأنها الأم العقيم
أرادت الطرق العقيمه

* * *

في سن والدةٍ، تتوق
إلى الرضاعة، كالفطيمه

ولها قوائم فرختين
وقامة امرأةٍ لحيمه..

من خيفة الشيطان
تحمل، كل أمسية تميمه

وعلى شوارع ظهرها
تلهو الشياطين الرجيمه

* * *

تمضي -كعادتها- بلا
جدوى، تجيء بدون قيمه

بالزرع تعصف، بالصخور
تلوذ، تبسم كاللئيمه

فتعدد الأزواج، وهي
العانس الولهى الدميمه

* * *

وعلى مناكبها تجيء
حقائب الخطط الأثيمه

وكتائب "السفليس" من
أنواع، "ريتا" أو "بسيمه"

تستورد "السرطان"
تحسبه مساعدة كريمه

وبغير مسمعها تصيخ
إلى البراكين الكظيمه

* * *

أهي الوخيمة يا هبوب
أم المهبات الوخيمه؟

سلمت يداها: قل معي
ألأنها ليست سليمه؟

أأتت كإحدى العاصفات
من النسيم، أو النسيمه؟

أهي الذميمة يا روابي؟
أم أبوتها الذميمه..؟

أسكت، لأن فم التقصي
يجرح اللغة الرخيمه

وهل التردي طبعها؟
ألفت عوائدها (حليمه)

تخشى وترجو، لا تصادق
لا عداوتها أليمه

كالوارث المطلاق، تهوى
كالمطلقة النهيمه

كسلى، وأنشط من ذباب
الصيف، مترفةٌ عديمه

* * *

في جعبة التجار جببهتها
نواياها الكتيمه

من كل موطوء الدماغ
لها نديمٌ، أو نديمه

مشدودةٌ بعرى هناك
وعن هنا باتت صريمه

* * *

تعرى، وتلبس كل عيدٍ
طيف "صعدة" و"الجميمه"

وتقول: والدها "يريمٌ"
أمها تدعى: "يريمه"

وقرين عمتها "نعيمٌ"
واسم خالتها "نعيمه"

اسميةٌ، ما لونها
ألها روائحها الشميمه؟

حتى الأسامي ترتديها
تلك أوسمة العزيمه

رمز المواطنة التي
بسوى لوازمها لزيمه

لا فرق في أسمائها
بين المميتة، والمنيمه

* * *

تنأى عن الأتي، تعود
تظل رائحةً مقيمه

تومي كواعدةٍ، كقاتلةٍ
بمهنتها عليمه

تهوي، وتصعد كالدلخان
على الحصى تبدو زعيمه

وكأن حشد غبارها:
أبطال ملحمةٍ قديمه

* * *

كالدود، لم ينبت لها
عظم وسموها: العظيمه

وهي الأقل من التساؤل
والإجابات السقيمه

وأقل من برد المديحة
من حرارات الشتيمه

* * *

للطين تولم، تبتني
عرشاً، برائحة الوليمه

تهب الكؤوس وتحتسي
دمها، وتحسبه غنيمه

وعلى تجاعيد الفراغ
تصف أقنعةً نظيمه

وتهب عن أمر المصارف
والوعود المستديمه

يا من تبنوا يتمها
من منكمو أكل اليتيمه؟؟
(أكتوبر 1979)

زر الذهاب إلى الأعلى