آراء

مصر - اليمن.. ثبات الموقف وصناعة التحولات

عبدالله اسماعيل يكتب عن: مصر - اليمن.. ثبات الموقف وصناعة التحولات


مصر في ضمير اليمنيين أكبرُ من مجرد علاقة بين دولتين، او كلمات مجاملة في تقرير خبري. مصر، جذور تاريخ عريق، ومصير مشترك، وشراكة في صنع تحولات، ساهمت في صياغة حياة اليمنيين، وساندت قضاياهم، لتصبح جزءًا من تاريخهم، وبعضا من وجدانهم، وفاعلا حقيقيا يحرص اليمنيون على الاعتراف بفضله، ومعايشة كل تفاصيله، وكأنها تفاصيلهم، فما يحدث في القاهرة يرجع صداه في صنعاء وعدن وكل اليمن.

تأتي زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس، ولقاؤه بأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي دليلا جديدًا متجددًا على محورية الدور المصري في القضايا اليمنية، وتأكيدًا على تلك المعاني التي يحملها اليمنيون لمصر وقيادتها، وصياغة متجددة لرؤية يمنية، لا تجادل في قدرة مصر على التأثير المباشر، في القضايا العربية، وفيما يتعلق باليمن على وجه الخصوص فمصر كانت وستظل محل إجماع يمني، وموضع ثقة في صدق تفاعلها مع كل ما فيه خير اليمن، أرضًا وإنسانا.

عبر تاريخ تلك العلاقة قدمت مصر كلَّ صور العون والدعم لليمن، وبلغ ذلك قمة عطائه، في وقوفها مع ثورته ضد الحكم الإمامي، وامتزاج الدم المصري بالأرض اليمنية، في موقفٍ سيظل محل تقدير واعتراف للجميل تتذكره الأجيال، رافق ذلك وآزره، الدعم المصري لجوانب مختلفة، عسكرية، وتعليمية، وإدارية، ظلت عناوين تطوير رافقت سنوات ما بعد الثورة اليمنية حتى اليوم، ليتوج ذلك في وقوف مصر مع اليمن في محنتها الأخيرة، في مواجهة امتداد ذلك المشروع الإمامي، وحرصها على أمن اليمن كجزءٍ من أمن مصر الاقليمي، وموقفها الحاسم فيما يخص وحدة اليمن واستقلالها وسلامة أراضيها، في فهم عميقٍ لجذور الصراع الحالي في اليمن وسرديته الحقيقية في إطار الأمن العربي المشترك، ورفض الإرهاب، بعيدا عن التجاذبات الدولية، وأهداف العبث في المنطقة.

إنّ الرؤية المصرية وتعاطيها مع كل الأحداث والمتغيرات التي مرت بها، أو مرت على المنطقة، والتجارب المضيئة للقيادة والشعب المصري، كانت محل إلهامٍ لكل اليمنيين، وما تشهده مصر في ظل قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تجاوز تداعيات أحداث 2011، وما تعيشه مصر اليوم من إنجازٍ على مستويات التشييد والإصلاح يتطلع إليه اليمنيون بإعجاب وتقدير، ويأملون في تحقيقه في بلادهم بعد معركتهم لاستعادة دولتهم وتجاوز أزمتهم، وأن تكون مصر في المقدمة في جهود إعادة الإعمار، ومساعدة اليمن في تجاوز نتائج الحرب وآثارها.

وفي الأخير.. رسالة شكر وعرفان لهذا البلد العريق قيادة وشعبًا، أزعم أنها لسانُ حال كل يمني، وجد في مصر الكنانة وطنا وعونا، فكانت مصر ملاذًا للهاربين من ويلات حرب فرضتها عليهم ميليشيا إرهابية انقلابية، وشكلت فيها مصر مع المملكة العربية السعودية، مثالا محترما ونموذجا متقدما، فلم تتعامل معهم كلاجئين؛ بل كوافدين، فتحت لهم سبل العيش الكريم، في صورة غاية في النبل، وسلوك دول حضارية بأخلاق الكرام العظماء.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: البحر الأحمر في الاستراتيجيتين اليمنية والمصرية

 

صحيفة الاخبار المصرية

زر الذهاب إلى الأعلى