يوم الشهيد الإماراتي.. ودور أبوظبي في محاربة الميليشيات والتطرف في اليمن
عبدالله المعالم يكتب عن يوم الشهيد الإماراتي.. ودور أبوظبي في محاربة الميليشيات والتطرف في اليمن
يوم الشهيد الإماراتي، الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام، يُعدُّ مناسبة وطنية خالدة تُخلِّد تضحيات أبناء الإمارات البواسل الذين ضحَّوا بأرواحهم فداءً للوطن، وللدفاع عن قيم الحق والعدل في ساحات القتال. وهو يومٌ تجسَّدت فيه معاني الفداء والتضحية، إذ ضحَّى أبناء الإمارات بدمائهم الزكية دفاعاً عن أوطانهم وأوطان أشقائهم، لا سيما في اليمن، حيث كان للإمارات دور بارز في محاربة الميليشيات الحوثية المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي سعت إلى زعزعة استقرار المنطقة.
لم تكن الإمارات العربية المتحدة تقف متفرجةً على توسُّع النفوذ الحوثي وانتشار التطرف والإرهاب في اليمن. ومنذ بدء الصراع، أدركت القيادة الإماراتية، تحت قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي حينها والرئيس الحالي لدولة الإمارات، أن من واجبها كدولة عربية شقيقة أن تُسهِم في حماية اليمن من المشاريع التوسعية الهدامة. فقد سعت الإمارات بكل ما أُوتيت من قوة إلى الدفاع عن استقرار المنطقة، مدركةً أن ترك اليمن فريسةً للميليشيات الحوثية يعني تهديداً لأمن الخليج والملاحة الدولية.
قادت الإمارات، بالتعاون مع التحالف العربي الذي ضمَّ دولاً شقيقة كالسعودية، عمليات عسكرية مهمة لدحر الميليشيات الحوثية واستعادة الشرعية في اليمن. لم تكن هذه العمليات مقتصرةً على الجانب العسكري فقط، بل شملت أيضاً جهوداً إنسانية وإغاثية ضخمة، أسهمت في تخفيف معاناة الشعب اليمني. وقد كان الشيخ محمد بن زايد على الدوام داعماً لهذه الجهود، مبدياً حرصه العميق على حماية الأرض اليمنية من الإرهاب والتطرف الذي لا يعرف حداً، ويدمر الأخضر واليابس.
إن دماء الشهداء الإماراتيين التي روت أرض اليمن الطاهرة ستظل شاهدةً على التضحية العظيمة لأبناء الإمارات في سبيل نصرة الحق. لقد اختلطت دماء الإماراتيين بدماء أشقائهم اليمنيين، وكانت تلك التضحيات الجليلة رمزاً لوحدة الصف العربي في مواجهة الخطر الداهم الذي تمثله الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية. ولقد قدمت الإمارات في هذا السبيل كوكبةً من خيرة أبنائها الذين استشهدوا في معارك الشرف دفاعاً عن أرض سبأ، وحمايةً لشعب اليمن من مخططات الفوضى والدمار.
ولن ينسى الشعب اليمني هذه التضحيات الجسيمة، وستظل الإمارات، قيادةً وشعباً، رمزاً للوفاء والشجاعة. إن التآزر الإماراتي اليمني في مواجهة الأخطار كان تجسيداً للعلاقة الأخوية التي تجمع بين الدولتين، وهذه العلاقة التي بُنيت على التضامن العربي العميق والوقوف جنباً إلى جنب في أوقات الشدة.
لا شك أن الشعب اليمني اليوم في أمسِّ الحاجة لاستمرار هذا الدعم العربي الأخوي، وعلى رأسه دعم الإمارات والسعودية، من أجل تحرير ما تبقَّى من الأراضي اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية. إن مشروع الحوثيين في اليمن لا يعدو كونه مشروعاً إرهابياً متطرفاً يهدد ليس فقط اليمن، بل المنطقة برمتها، والملاحة الدولية التي تمر عبر مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم. هؤلاء الحوثيون لا يؤمنون بالسلام إلا في لحظات ضعفهم، ويستخدمون المفاوضات كوسيلة للمراوغة وكسب الوقت حتى يعيدوا ترتيب صفوفهم، مما يجعل ضرورة استمرار الحسم العسكري والمادي أمراً حتمياً.
لقد أثبتت القبائل اليمنية والشعب اليمني عموماً استعدادهم الكامل للوقوف صفاً واحداً مع التحالف العربي لتحرير البلاد من الميليشيات الحوثية واستعادة سيادتها ووحدتها. ورغم التحديات الكبيرة، لا تزال روح المقاومة اليمنية قوية، وبتضافر الجهود العربية المشتركة، سيكون النصر قريباً، وستعود اليمن حرةً مستقلة، بعيدةً عن التطرف والهيمنة الخارجية.
إننا في هذا اليوم المجيد، يوم الشهيد الإماراتي، نعبر عن أسمى آيات الشكر والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعباً، على مواقفهم التاريخية في الدفاع عن اليمن. إن الشعب اليمني لن ينسى لهم هذا الجميل، وسيظل يذكر بكل فخر واعتزاز ما قدَّمته الإمارات من تضحيات جسيمة في سبيل نصرة اليمن ودعم استقراره. نسأل الله أن يتقبَّل الشهداء بواسع رحمته، وأن يحفظ الإمارات وسائر بلاد العرب من كل مكروه، وأن يكتب النصر القريب لشعب اليمن، وأن تعود أرض سبأ حرةً أبيةً، محميةً من كل شر وفتنة.