تقارير ووثائق

ضغط أممي لاستئناف المحادثات اليمنية... وبوادر انفجار في حضرموت

تكثّف الأمم المتحدة جهودها السياسية لعقد الجولة الجديدة من محادثات السلام بين الأطراف اليمنية، بعدما تعثر انعقادها منتصف الشهر الماضي. في موازاة ذلك، تتزايد المؤشرات حول احتمال اتجاه الأوضاع في مدينة المكلا، التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، نحو التصعيد العسكري من قبل قوات الشرعية والتحالف العربي، وذلك بعدما أجبرت قوات التحالف، أمس الثلاثاء، جميع البواخر غير المصرح لها بمغادرة الميناء، إذ تولت طائرة عمودية التحليق فوق الميناء في حوالي الساعة الثامنة من صباح أمس، أعقبها تحذير عبر الراديو الخاص بتنظيم حركة الملاحة الدولية للبواخر غير المصرح لها بالمغادرة.

 

وتأتي هذه الخطوة بعدما شهد ميناء المكلا حركة ملاحية غير مسبوقة في استيراد البضائع خلال الأسابيع الماضية، وذلك عقب تسهيلات جمركية وفّرها تنظيم القاعدة. وتعد خطوة التحالف أول مهمة عسكرية تنفذها في التعامل مع تنظيم القاعدة الذي يسيطر على المكلا. كما تأتي الخطوة بعد يوم واحد من تصريح لنائب الرئيس، رئيس الوزراء اليمني، خالد بحاح، أوضح فيه أنه ناقش مع القيادات الإماراتية سبل التعاون في مكافحة الإرهاب. وكان بحاح قد التقى، أول من أمس في أبوظبي، بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إذ تركزت المباحثات على استئناف المحادثات السياسية.

 

وفي السياق، تؤكد مصادر في الرئاسة اليمنية أن الأمم المتحدة تمارس ضغوطاً قوية على الحكومة لعقد الجولة الجديدة من المحادثات، موضحة أن اللقاء الذي جمع بحاح وبان جاء في الصدد. ووفقاً للمصادر فإنّ بان أكد لبحاح حرص الأمم المتحدة على عقد الجولة الجديدة من المحادثات بأسرع وقت، على أن تنعقد بالتزامن مع إقرار خطوات من شأنها وقف إطلاق النار بإشراف الجانب الأممي، فيما يربط بحاح موقف الحكومة من جولة المحادثات الجديدة بتنفيذ الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله التزاماتهم التي قطعوها خلال محادثات سويسرا الشهر الماضي.

 

وكانت محاولات عقد المحادثات في 14 يناير/كانون الثاني الحالي قد تعثرت وهو ما أفضى إلى طرح إمكانية إجرائها في أواخر يناير، لكن جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد تعثرت بالتوفيق بين الطرفين على موعد جديد، على الرغم من إجرائه لقاءات مكثفة مع مسؤولين حكوميين في الرياض ومع الحوثيين وحلفائهم في صنعاء.

 

كما أن التقدم البطيء في التحضيرات بالمقارنة بالجولة السابقة يجعل من تأجيلها إلى الشهر المقبل أمراً مرجحاً، ما لم يتوصل الطرفان إلى توافق حول أبرز نقاط الخلاف. وتتمسك الحكومة اليمنية بمطلب بالإفراج عن المعتقلين والقيام بخطوات أخرى ضمن إجراءات "بناء الثقة". في المقابل يشدد الحوثيون وحلفاؤهم على أنهم لن يشاركوا في أي جولة جديدة من المحادثات ما لم يتم الاتفاق على وقف شامل للحرب.

 

في غضون ذلك، تصاعدت وتيرة الغارات الجوية للتحالف العربي مع تصعيد في المعارك الميدانية في أكثر من محافظة، حيث حققت "المقاومة" والقوات الموالية للشرعية انتصارات ميدانية في العديد من المناطق، وأبرزها استعادة مناطق مهمة في مدينة "دمت" بين محافظتي إب والضالع، والتي كان الحوثيون قد حققوا تقدماً فيها نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي.

 

في المقابل، دفعت مليشيات الحوثيين والرئيس السابق تعزيزات عسكرية إلى حدود محافظة الضالع، في محاولة لاستعادة مواقع لها خسرتها خلال الساعات الماضية في دمت ومحاولة لفك الحصار عن مسلحيها المحاصرين في جبال ناصه والتهامي من قبل "المقاومة" في منطقة مريس.

 

إلى ذلك، تشهد مختلف الجبهات الميدانية في محافظات مأرب والجوف وحجة وأطراف صنعاء الشرقية ضغطاً متواصلاً على الحوثيين من قبل "المقاومة" والقوات الموالية للشرعية، الأمر الذي بات واضحاً معه تراجع خيارات الحوثيين العسكرية الميدانية، من محاولات التقدم إلى الدفاع عن مواقعهم.

 

في غضون ذلك، تتواصل محاولات الشرعية اليمنية ضبط الأوضاع في محافظة عدن. وفي السياق، كلّف محافظة المدينة، عيدروس الزبيدي أمس الشيخ هاني اليزيدي مديراً عاماً لمديرية البريقة، وهي إحدى أكبر مديريات عدن. ويعد اليزيدي قيادياً في "المقاومة" والحراك الجنوبي، ويشغل منصب رئيس الهيئة الشرعية للحراك الجنوبي. وهو ما جعل قرار تعيينه يحظى بترحيب من قيادات "المقاومة".

زر الذهاب إلى الأعلى