تقارير ووثائق

اتهامات اليمن لحزب الله: قديمة تعزّزها أدلّة جديدة

أثار اتهام الحكومة اليمنية لحزب الله ب"التدخّل المباشر إلى جانب الحوثيين في اليمن في الحرب الدائرة بالبلاد وتهديد السعودية"، اهتماماً في الأوساط اليمنية، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يرد فيها هذا الاتهام، غير أنه جاء للمرة الأولى بصورة رسمية، متضمناً تفاصيل كثيرة حول طبيعة التدخل. كما يضمّ الاتهام الحزب إلى الفئات المسؤولة عن إطالة أمد الحرب اليمنية.

 

وتزامن تصريح المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، الذي أكد أن "اليمن يمتلك أدلّة موثّقة بأن مشاركة حزب الله تتعدّى الدعم المعنوي إلى المشاركة الفعلية على الأرض"، مع نشر وسائل إعلام سعودية تسجيلاً مصوراً، ذكرت فيه أنه "يؤكد ضلوع الحزب بدعم الحوثيين وتدريبهم وتحريضهم لعمليات في السعودية". يظهر التسجيل المصوّر الذي بثت أجزاء منه قناة "الإخبارية" السعودية، مساء الأربعاء، أحد عناصر حزب الله القيادية يقوم بدورة تدريبية لمجموعة من المسلحين، لتأهيل المتدربين من "المستوى الأول"، ويتنقل بين مواضيع عدة، منها الاغتيالات والعمليات على حدود السعودية، ويتعدّى ذلك إلى الحديث عن "عملية" في الرياض.

 
يقول القيادي المزعوم، المدعو "أبو صالح"، أثناء المحاضرة التي تعود، حسب القناة، إلى العام 2014: "عندي عملية خاصة في قلب الرياض"، قبل أن يقاطعه أحد الحاضرين بسؤاله ما إذا كان الأمر عبارة عن "عملية انتحارية"، فيوضح القيادي "ممكن عمليات استشهادية". كما يتحدث أبو صالح كذلك عن "عملية نوعية يجري الإعداد لها وقد تكون قريباً"، من دون أن يوضحها، وذكرت القناة أن "اثنين آخرين كانا إلى جانب أبو صالح لم يظهرا بالتسجيل".

 

 

لا يقف ما أعلنته الحكومة على التسجيل الذي تم بثّ تسريبات منه، إذ كانت هناك معلومات في أوقات سابقة عن اعتقالات لعناصر من حزب الله، ومنها في شهر يونيو/ حزيران عام 2014، ونشرتها "العربي الجديد". وذكرت المعلومات في ذلك الحين أن "جهاز الأمن اليمني اعتقل عنصرين من الحزب كانا يشاركان بدعم الحوثيين أثناء المعارك التي خاضتها الجماعة مع الجيش في محافظة عمران، شمال صنعاء"، ولاحقاً تحدثت الأنباء عن قيام الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين بعد سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر/ أيلول 2014.

 

وبالعودة إلى وثائق سابقة، فقد نشر موقع "ويكيليكس" عام 2010، وثيقة عبارة عن رسالة من السفير الأميركي السابق في صنعاء، جيرالد فايرستاين، بتاريخ 12 ديسمبر/ كانون الأول 2009، تتحدث عن أن "الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أبلغ قائد القيادة المركزية الأميركي السابق، الجنرال ديفيد بترايوس، أثناء زيارته إلى اليمن في العام نفسه، أن جهاز الأمن القومي اليمني (أحد فرعي الاستخبارات) لديه أشرطة فيديو تؤكد بأن المتمردين الحوثيين يتلقون تدريباً على القتال والتكتيك على أيدي عناصر من حزب الله".

 

إلى ذلك، أظهرت الحرب الأخيرة الدائرة منذ 11 شهراً في اليمن، تكتيكات وتقنيات حوثية، اعتبرها محللون مؤشراً يعكس بصمة حزب الله، وخصوصاً تلك التي تختص بالإعلان عن صواريخ صناعة محلية أطلقتها الجماعة باتجاه مناطق حدودية سعودية، وأطلقت عليها العديد من الأسماء.

 

على الجانب الإعلامي والسياسي، يدعم حزب الله الحوثيين بشكل علني في كافة وسائله الإعلامية، مثلما يساهم في الإشراف على وسائل إعلامية تابعة للجماعة. وشهدت الأعوام الماضية اتهامات من إعلاميين تتحدث عن إشراف قيادات محسوبة على الحزب، على قنوات فضائية، بعضها يمنية داعمة للحوثيين، بتمويل إيراني.

 

وخلال مسيرتهم العسكرية والسياسية، حاول الحوثيون اقتفاء أثر حزب الله وتجربته إلى حدّ كبير، وكانت الجماعة نموذجاً لحركة مسلحة داخل الدولة. كما أن خطابات عبدالملك الحوثي، التي كان البعض يعلّق على طريقته فيها، تُظهره متأثراً بالأمين العام للحزب اللبناني، حسن نصر الله. وأكسب نشر الاتهامات بالتزامن مع الخطوات التي اتخذتها الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية ضد حزب الله، الخطوة أهمية خاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى