نقاشات حاسمة للمقترحات الأممية... وخط مباشر بين الحوثيين والرياض
دخلت مشاورات السلام اليمنية، مرحلة متقدمة من النقاشات مع احتدام الجدال حول المقترحات المقدمة من الأمم المتحدة، في جلسات منفصلة للمبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع كل وفد على حدة، فيما عادت التفاهمات السعودية المباشرة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الأمر المتوقع أن يساهم في تفكيك التعقيدات أمام المشاورات.
في هذا السياق، تكشف مصادر مقرّبة من المشاركين في المحادثات، أن "المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واصل، أمس السبت، اجتماعاته مع الوفد الحكومي، لمتابعة النقاشات حول رؤية الحكومة السياسية والأمنية المطروحة خلال المشاورات، ومقترحات الأمم المتحدة التي تراها حلولاً وسطية، تراعي الرؤى المقدمة من الطرفين، وتضغط للتنازلات للوصول إلى حل".
وتتوقع المصادر أن تخرج، في الأيام القليلة المقبلة، حصيلة النقاشات والجلسات التي بدأت، منذ أكثر من أسبوع. مع العلم أن مقترحات الأمم المتحدة أو ما يوصف ب"الخطة الأممية"، تتضمن، وفقاً للمعلومات المسرّبة، تشكيل لجنة عسكرية أمنية عليا، تشرف على مختلف الإجراءات، بالإضافة إلى ما تحدثت عنه مصادر قريبة من الانقلابيين بطرح تشكيل حكومة توافقية والتوافق على ترتيبات مرحلة انتقالية جديدة، الأمر الذي ينفيه الجانب الحكومي.
وكان المبعوث الأممي قد بدأ، مطلع الأسبوع الماضي، لقاءات متتالية مع وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وانتقل إلى لقاءات مع وفد الحكومة، ناقش خلالها مع كل طرف على حدة، الملف الأمني والسياسي. ومع نهاية الأسبوع، تحدث ولد الشيخ عن إضافة مقترحات جديدة، عقب اللقاءات التي أجراها مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني.
في هذا الإطار، تؤكد مصادر سياسية أن "المتحدث باسم الحوثيين، ورئيس وفد الجماعة إلى مشاورات الكويت، محمد عبدالسلام، توجه الجمعة إلى السعودية، في زيارة مفاجئة، أكدها ناطق الجماعة لاحقاً رسمياً، وقال إن الزيارة تمت إلى محافظة ظهران الجنوب السعودية، حيث كانت تجري التفاهمات المباشرة بين الحوثيين والسعودية بشكل مباشر، قبل انطلاق المشاورات".
وتُعدّ هذه المرة الأولى، التي يقوم بها، رئيس وفد الحوثيين بزيارة إلى السعودية، منذ بدء المشاورات، وتحدثت بعض المصادر على أنها تمت إلى الرياض، لإجراء تفاهمات مهمة مع مسؤولين سعوديين حول ملامح التسوية المرتقبة في الكويت، إلا أن عبدالسلام قال في تصريحه المقتضب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، إنه "في سياق التفاهمات القائمة في الحدود وترتيباً لعمل اللجان وبعد التنسيق مع الأمم المتحدة والاستفادة من عطلة الأسبوع، قمنا بزيارة ظهران الجنوب لهذا الغرض ومقابلة القيادات الميدانية".
وكان عبدالسلام رئيساً لوفد الجماعة الذي توجه في مارس/آذار إلى السعودية وأبرم معها تهدئة في المناطق الحدودية، كما أجرى معها تفاهمات مهّدت للهدنة في الجبهات الداخلية ومحادثات الكويت، كأهم اختراق سياسي تحقق، الفترة الماضية، ومثل أول خط تفاهم بين الرياض والحوثيين.
وبالإضافة إلى الدلالة المرتبطة بدخول المفاوضات في الكويت نقاشات حاسمة حول أبرز نقاط الخلاف وترتيبات المرحلة المقبلة، فقد جاءت الزيارة الأخيرة لرئيس وفد الجماعة في المفاوضات إلى السعودية بعد أن شهد الأسبوع الماضي تصعيداً ميدانياً في أكثر من جبهة داخلية، وتصاعداً في وتيرة الضربات الجوية. كما جاءت بعد أن أدرجت الأمم المتحدة التحالف بقيادة السعودية في قائمة الدول والجهات المتهمة بممارسة انتهاكات للطفولة، وبعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها لا تعتبر الحوثيين "جماعة إرهابية" وإنما تعتبرهم طرفاً في التسوية المرتقبة لحل الأزمة في البلاد.
وتتهم أوساط مقربة من الحكومة الأمم المتحدة وأطرافاً دولية بممارسة ضغوط على الشرعية في مشاورات الكويت لتقديم تنازلات، تعتبرها الحكومة أقرب إلى رؤية الانقلابيين، فيما يقول الجانب الأممي الذي يرعى المحادثات، إن الحل يتطلب تنازلات من الطرفين.
وعلى صعيد ملف المعتقلين، تضاءلت الآمال بتنفيذ اتفاق يقضي بإطلاق سراح جزء من المعتقلين والأسرى قبل شهر رمضان، في ظل اتهامات يتبادلها الطرفان بعرقلة الوصول إلى اتفاق والتباطؤ في تقديم الملاحظات حول القوائم التي شملت أسماء المعتقلين والأسرى والمفقودين من كل طرف.