الصديقات
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - الصديقات
نافرات ينسين عندي النفارا
واعدات لا يستطبن اعتذارا
مسعدات من طول ما ارتدن بيتي
زائرات، أمسين هن المزارا
في بساتينهن يحلو مقامي
فوق أثدائهن أهوى السفارا
* * *
أصبحت وحدها القصائد أهلي
صرن لي في الضياع حقلاً ودارا
تلك أمي، تلك ابنتي، تلك طفلي
تلك عرسي ليلاً، وأختي نهارا
* * *
حاضناتي، وهن طفلات حبي
مرضعاتي، وهن أصبى العذارى
هن سكري، وهن في الكأس أصحى
هن صحوي، وهن حولي سكارى
* * *
الصديقات في الزمان المعادي
والحواني، والعنف ليس يجارى
الدفيئات في الليالي الشواتي
والشوادي والصمت يحسو الجدارا
* * *
يختصرن الشعوب قلباً بقلبي
وإلى جرتي يسقن البحارا
فارعات القوام يحضن وجهي
وإلى جبهتي أطيل القصارا
بين أفنانهن يفتن غصني
فأغني، ويعطس القلب نارا
عند ذات الوقار أصغي وأنسى
عند برقية العيون الوقارا
* * *
هن شتى الفنون، هذي ألوف
تلك جنية الخطا لا تبارى
ذي (تراجيديا) وهذي (درامى)
تلك (جمالة) تشم العرارا
هذه ربوة تدلي الثريا
تلك فج هناك يتلو الغبارا
تلك عين تمد للشمس يوماً
تلك أمسية كوهم الحيارى
تلك بنية، وهذي نبيذ
تلك قمحية تشع اخضرارا
تلك وادٍ من الكروم الحبالى
تلك روض تفتق الجلنارا
تلك قاتية كأهداب (أروى)
تلك دخنية كغيم الصحارى
* * *
هن أنى ذهبن وجه بلادي
جئن عنه، وجئن منه اختصارا
أي اسمائهن أشذى نثيثاً
أي أوصافهن أشهى ابتكارا؟
* * *
قد أرى هذه (تعزاً) وتبدو
تلك (صنعأ) هاتيك تبدو (ذمارا)
تلك تبدو (بيحان) هاتيك (إباً)
تلك (لحجاً) هذي تلوح (ظفارا)
قد أسمي هذي (سعاداً) وأدعو
هذه (وردةً) وهذي (نوارا)
هن ما شئت من أسامٍ وإني
كيفما شئن لي أموت اختيارا
(أغسطس 1982)