حلقات.. إلى فصول الحاء

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - حلقات.. إلى فصول الحاء

أغطوا عورة البنكين
ومن سلبوهما الجلدين

من اعتصروا عظامهما
ولاكوا قشرة القدمين

أتعرفهم؟ نعم وأنا
وسل خمساً إلى خمسين

* * *

حسوا أخفى قروحهما
نضاراً، من صحون لجين

ومن غوريهما طلعوا
حب إلى وارتموا كالحين(1)

إلى حلق الحمى أغزى
وأرأى من غراب البين

أحط من الذباب، وإن
رقوا سقطوا على الفلسين

على لمعان جنبيةٍ
لها نسب إلى (ابن هرين)

على كنز العجوز، على
حلاها المقتنى والهين

لأن القبح داخلهم
فأحلى ما يرون الشين

أغطوا عورة فيهم؟
أليسوا عورة الوضعين؟!

ومسؤولين موطنهم
من الشدقين للفرجين

أترجوهم وهم ألهى
بهم من ربة النحيين

* * *

زمان القحط زعمهم
لكي يدعى أبا القحطين

وكي تعتم صلعته
بقرني ثور ذي القرنين

فشادوا دولة الأفعى
ومأمورية السطوين

ورسمياً بدوا غزواً
ومن ياجوج ياجوجين

* * *

وبالوهمية انتفخوا
فغاص الطول في العرضين

تراءوا من كانوا
وجاؤوا ما دروا من اين

أجاؤوا أم تحملهم
على سهوٍ، بساط لين؟

غدوا أثرى من المبغى
وهم أولاد (خف حنين)

وحكاماً لهم، وعلى
أبٍ يدعى حفيد (رعين)

* * *

لأعلى روسهم رأس
له تاج على الفخذين

وذيل فوق هامته كلوح
الغول ذو فرعين

يولي دار ثروته
هوىً يبتاعه نصفين

ومن كعب الغنى يصبو
إلى الأغنى على الحالين

ومن حب الغنى غنى
وقبل البا تهى الغين

يمد إلى من استعدى
على دمه فماً ويدين

* * *

من استعطى ومن أعطى
من استغشى به حربين

من استعدى كما تحكي
من استجداه مذ يومين

* * *

نفى ذا ما أدعى هذا
وبات يجيش الردين

لأن النفي تغطية
تلف الوجه بالرجلين

* * *

(مجلي) عنده خبرٌ
كخفق القلب، نجوى العين

أصيخوا لحظة، تعروا
كتيس يقتضي تيسين

وكي يصغوا شدا أعلى
"مراكش فين وتونس فين"

* * *

إليكم خير تهنية..
نجا (المهدي) من الموتين

أشاعوا مات في (الخفجي)
ب(صبيا) وهو في البحرين

وكنا هاهنا سمراً
فأمسى حولنا شبرين

أمات؟ وأين؟ كيف وما؟
أتم صياغة الشرقين

ولا أرسى الذي يرجو
وجوداً من سنا الفجرين

لأن هواه ضوئي
لأن بقلبه قلبين

وكنا في الذي يحكي
ويوصي أول الحرفين

يقوينا على الأقوى
ويكفيهن ما يلقين

رثاها (المرتضى) أرقاً
و(طه) جاد بالبيتين

وأضنت كل منحدرٍ
ربى يصفعن بالسفحين

وصاغ الدمع (ذو يزنٍ)
قصيداً، عبقر العصرين

ونادت أم ذي الوادي
تلوح يداه كالبرقين

أشم خطاه من فج..
وفوج ضحاه من فجين

(عدينة) باسمه اتعزت
ومن عرقيه رف (عدين)

فأومى فجأةً نبأ..
كأول حمرة الشفتين

رأى (المهدي) بأشتورا
عليه ومض مهديين

أذاع الأمس في (دلهي)
بياناً في (الرباط) اثنين

فزفت وضعها الخضرا
من المبكى إلى العرسين

و ماذا؟ والتوى الراوي
كطيفٍ هارب الجفنين

* * *

ل ماذا (المرتضى استخفى
قبيل تكشف الخيطين؟

بأقصى قلبه لهب
يقاتل دونه الشفتين

أما (يحيى) به أدرى
وأخشى من بنات (القين)(2)

يخفن البيت من فمه
يرعن الجار بالجارين

لهن مرتب أعلى..
وأخفى من دجى القصرين

* * *

سألت الصبح عمته
بكت واستبكت الأختين

وكاد البيت يطفر من
كواه يشعل الحيين

ويذكي (كربلا) أخرى
على من عسكر الشمرين

ويرمي ب (الحفا) (البطحا)
بشم (الحيمة) (النهدين)

* * *

أضاف (العون) يبدو لي
أبوه أتعب الخطرين

صباح الأمس كاشفني
أتدري كيف مات (حسين)؟

دعاه الأمن مشتبهاً
وأسلمه إلى الكلبين

* * *

نعم، جبنا الضحى عنه
وبحر الليل والشطين

فأوحى الليل ما أوحى
وأزجى الصبح برهانين

وقال الراصد: استوفوا
بهذا، ثلث مليونين

لهذا زارني جاري
وأركبني إلى بابين

يرائي ذاك يدخلني
وذا يفضي إلى قبوين

* * *

هنا باب الأفندم (خا)
هنالك نائب الركنين

أهذا جارنا الأجفى
هنا يحتل كرسيين

أصحت تهمة اللسنا
به وشهادة الأمين

لهجن، رمى بزوجته
ليعطي بنته زوجين

لهذا رأسوه على
رئيسيه، بلا راسين

بدون كفاءةٍ، لكن
بشرطٍ، يحتوي شرطين

* * *

رمى عينيه بين فمي
وبين سكوته شطرين

تكلم من (حسين) من
دعاه من أشاع المين؟؟

سل الكلبين عن ولدي
وعنك (جهينةً) و(جهين)؟؟

أتقتله وتمنحني..
بضم جحيمكم قتلين؟؟

متى (فندمتمو) كلباً..
يقود الليل شرطيين؟

تعشي الكلب إنساناً
أتستكفي بإنسانين!

فقال: اكتب لنا قسماً
بدفن السر في لحدين

وكانت زوجة الوالي
ترى السجان من ثقبين

فنادت: يا فلان أضف
وللنسوان أن يبكين

* * *

كثير منك هذا يا..
وما أغلى حنان الزين

أنا فيهم بأمر أبي
ومنهم يوم نقضي الدين

شكا في غور لهجتها
فطيم فاقد الأبوين

ضحايا كلنا يا.. يا..
وقال سكوتها أمرين

ضحايا كلكم، أما
أنا، فضحية الثديين

وسلت مديةً حزت
وألقت خلفها النهدين

* * *

فنادق المدلج الحادي
إلى يائية الحاءين

يحيي عندم المنهى
على حشدية البدأين

يحني الحرب كي تفضي
إلى حرية الحبين

1994م

زر الذهاب إلى الأعلى