وريقة من كشكول الريح
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - وريقة من كشكول الريح
قيل عن (صدَامْ):(بوش) اليوم صرَحْ
قال(غوربتشوف):(هلمت كول) وضَّحْ
تاه (بيكر)، ما الذي يعملهُ
مُستقَرُّ النفط يهتاج ويَرْمَحْ
صَبَّحَتْهُ غزوةٌ ما نَفَثَتْ
عطْسَةً واحدةً حتى ترنَّحْ
سقط الوقتُ كسيحاً فوقهُ
وهْو مِن قبل سقوط الوقت أكْسَحْ
لا الذي مات هنا، أغفى ولا
أصبح الغازي مِن المغزوِّ أنْجحْ
***
لا يعي الهارب هل يرمي به
مأمناً أو مَخْوَفاً أو أيَّ مَطْرحْ
يدخل السوق حشاه مثلما
يلبس المقتول جثمان المجرَّحْ
فرّت الكثبان منها والحصى
مِن حصاه لاذت البطحا بأَبْطحْ
مات برميل بأولي سكتةٍ
ونجا ثانٍ له قلبٌ مُصَفَّحْ
فتحت كشْكولها الريحُ: اكتبي
ما جرى، لا تنعتي أطْغى وأصْفَحْ
دوّني الساعاتِ، لا تَسْتكحلي
ربما تلقين بعد الآن أكْلَحْ
في فمي حادثةٌ آبيَّةٌ
ذقتها، لا ماع وصفي، لا تبجَّحْ
***
قال (جفري هاو): تبدو صفقةً
لَبِسَتْ حادثةً أوهى وأوقحْ
وقعتْ، فاتت: ف ماذا بعدها؟
لفحت جاراً: أتاليها سيلْفحْ؟
قال (فهدٌ) تلك أدهى، واحتمى
بالذي يدري متى يُرخي ويكْبحْ
***
شبَّت الحادثةُ امتدَّتْ، غدتْ
أمَّ أحداثٍ، لها ستون منكحْ
ولها (كابن سَدوسٍ) عَشْرةٌ
وثمانون فتىً مِن (آل أفلحْ)
***
قيل (تَتْشَرْ) قرأت طالعها
قبل أن يشتطَّ مغزاها وتَشْطَحْ
قال (ميتران): ماذا تبتغي
رأينا؟ أم ترتئي فينا وتَنْصَحْ؟
أيَّ شيءٍ في الخليج استحدثت؟
ما أطاحت فيه إلاّ بالمطوَّحْ
صرّحوا، قاموا، أشاروا، وضّحوا
أمراء القبح مِن مَرآهُ أقْبحْ
***
فتحت (برلين) طرْفاً ثالثاً
سكت (العتريف) و(التنّين) صيَّحْ
كان بالعينين وجهي ناقصاً
زُدْتُهُ ثالثةً فاختال أمْلحْ
وإلي الريح أسرَّتْ خبراً
كذَّبتْهُ عينها والسَّمع رّجحْ
***
قال (هافل) راوياً عن خمسةٍ
شاهدوا (لينين) يختطُّ ويشْرحْ
يقرأ السوق، يغنّي، يحتسي
كأسَ (بوشكين) وكالأطفال يمرحْ
***
هل تجسَّسْتم عليه؟ سنةً
ننثني إن عاد، نغدو حين يسرحْ
لامْترى في أمرنا، لا قال: مِن
أين أنتم، كل يوم كان أسْمحْ
وعلى إرهاف حدّيهِ تشي
مقلتاهُ، إنه ما اعتاد يجرحْ
***
غير أنا ما استبنّا بيتهُ
لا أرانا، لا اهتدينا كيف يجنحْ
كيف ينسلُّ إلى منعطفٍ
يحتويهِ، لا يرينا منح ملمحْ
الحب الأرض يغفو تحتها
وعليها ينحني، يجني ويفلحْ
***
ما الذي يلبس؟ مثلي، إنما
قلبهُ أذكى، ومن عينيه أطْمحْ
قلتُ: هل أخلجتَ؟ كُتبي أخلَجتْ
وعليها استنْبحوا ما ليس ينبحْ
قلت: يا عمُّ أوصنا، قال: أما
كثرة التغليف للأسرار أفضحْ!
***
ما الذي نخبر عنه؟ إنهُ
كضحى نيسان، بل أبهى وأنْفحْ
عندهم عنهُ، سوى ما عندنا
صَدَّقوا ما قيل، لمّا كان أرْوحْ
***
كان ذاك الوقت في (كاظمةٍ)
طلقةً تقتاد إعصاراً مسلَّحْ
يُغرقون الآن (موسكو) لبناً
(الكويت) الآن في نارين يسْبحْ
امنحيهِ يا "تميمٌ" نجدةً
مثلما كان - إذا استمنحتِ - يَمْنحْ
قيل (موسكو) تشتهي مرضعةً
مِن (أثينا) قيل بالألبان تَطفح
قيل ماتت عطشاً، قيل فما
بالها تستحلب الرمل فينْضَحْ
***
كم تظن الوقت يا (ميخا)؟ أرى
ضفَّةً تدنو، وعنها النهر يَنْزَحْ
ارتوت (باريس)، (نّيورك) ابتدت
كأسَها (صَدَّام) في (المرقاب) أصْبحْ
في (براغ) الأزمة السّكرى صحَتْ
(السليمانيةُ) اعتمَّت بمذبحْ
في (بروكْسل) عقدوا مؤتمراً
في (الشويخ) الصَّمتُ من (سَحْبانَ) أفْصَحْ
في (ميوِنخْ) للثواني دهشةٌ
فوق (حفر الباطن) الحشر المجنَّحْ
***
أعلنت (بِغْبِنْ): تنادت جثثٌ
في (حَوَلّي) أجمع الحيُّ المُقرَّحْ
مِن هنا نسري، وكانت ترتدي
دمها (الجهرا) وتحت القصف تَجْمحْ
أسفْرتْ وقفتُها الأولى كما
هتكتْ (ليلى) بهتك (ابن الملوَّحْ)
***
قال (غمدان): (الكويت) ابن أبي
مثل طفلٍ تحت خيل النار يرزحْ
قالت (النقرة): يا عمُّ اطمئن
هأنا والطارئُ الغاشي سيبرحْ
يا ابنتي كلُّ بلادٍ تلتظي
في حناياها بلادٌ سوف تفرحْ
***
عربَبتْ (عمّانُ)، قال (الأحمدي):
خنجر ابن العم لابن العمِّ أذْبحْ
قالت الريح: كأهل الأرض يا
(أحمد) لابد أن تهنا وتَتْرحْ
لو ل(وَرْسو) ربع ما تملكهُ
بادرتك الصبح، كي تبتاع مَشْلحْ
قل: ل ماذا جانبتْ منتصَفاً
نحو بدءٍ، صار مما كان أفدحْ
ألديمقراطية اليوم بلا
ثورةٍ كوميديا مَنْ غير مسرْحْ
***
قبل عشرين ابتدا ما لم يكنْ
أسنحَ الشعب الذي ما كان يَسْنَحْ
ما الذي تسأل(واشنطن) أصخْ
(الكويت) اليوم بالأمس أربحْ؟
حسناً أرمي إليه قوةً
أعلن الحرب وأدعو الصلح أصلحْ
***
قالت الحرب: كثيراً ما انثنتْ
أُهبتي سلماً، وبعض الجِدِّ أمْزحْ
إنني ذاتُ وجوه بعضها
عكسُ بعضٍ، ولذا أهجى وأُمدحْ
هل لديك اليوم وجهٌ؟ سكتت
قالت الريح: عروس الشرِّ ألْقحْ
***
حاولت (روما) ترى الأمس غداً
قبل أن يبتهل (البابا) تنحنحْ
ونهى (الأزهر) عن حلق اللحى
يوم (نابليون) في بابيه ينطحْ
***
هل خليجُ اليوم مَن هذا وذا؟
أعَلى مَن ردَّ بابيه يَفتحْ؟
دخلتْ قامتهُ الريحُ التي
يشتهي، ما تشتهي تندى فيسفحْ
***
ليسَ للتغيير نهج واحدٌ
قيل يستدعي ويستبقي ويمسَحْ
راضهُ للدأب سبعون أباً
علّمتهُ ألْفُ أمٍّ كيف يكْدَحْ
كان قبل الشمس يستدفي به
وإلى عينيه من إبطيه يلمحْ
عن خليج اليوم قل لي، إنهُ
مِن كتاب الأرض فصلٌ لم يُنقّحْ
الخليج الأول انْهدَ، فهل
يحمل الثاني علامات المرشَّحْ؟
نوفمبر 1990م