الحكيم البلدي
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - الحكيم البلدي
لا من يداويه، ولامن قتل
لا ذا ولاهذا، دنا أو رحل
لا للثواني الصفر، فصل يلي
ولا طيوف من رماد الجذل
ولا لوقع القتل طعم، ومن
نجا قليلاً يحتسي ما تفل
* * *
عن ثالثٍ ما يأتلي باحثاً
عن مستحيل سوف يحكي أطل
وعن غمام للثرى كله
ما مر بالظمآن، إلا هطل
وعن أخٍ أقدره، هل له
أخ يقويه على ما حمل؟
* * *
يا سؤل حتى الموت لما غدا
سؤلاً، أبى، وافى الذي ما سأل
إلى كتابي عنده وصفة
أشفى، عليه واصف منتخل
من ذا دعاني؟ قل أجاب الدعا
يا سؤل لباك الحكيم الأجل
هل ذا اسمه؟ سل عنك في بيته
كيف احتفى إذ جئته واحتفل
* * *
كعهده ما تنثني ثلة
عن ساحه إلا توالت ثلل
هاتيك ما تبغي؟ وليداً بلا
موت، تولي، وهو لما يزل
قالت: وليدي مات في شهره
وجد زوجي صخرة فوق تل
* * *
وهل له خبر بدرء الردى؟
قالت: تلا يوماً فأحيا الجمل
سل هذه الألواح عما اختفى؟
كم دب في التاريخ حتى وصل؟
الشهب في يسراه كراسة
والبحر في يمناه إحدى القلل
* * *
إن قاس ضغط الليل نحاه عن
ليلين: ذا يهذي، وهذا سعل
أصبى إلى الأخفى، وأسرى إلى
أقصى التناهي، بل إلى لا محل
* * *
يصغي بلا سماعةٍ كي يعي
معنى التشاكي، سر خطف القبل
شوق الروابي لو سرت أنجماً
توق الحصى، لو طار مثل (الحجل)
يجس نبض البرق، حدس الذي
يأتي، وفحوى ما أجاد الأول
* * *
إليك من أم الندى (صعتراً)
ومثله (يرني) وكأساً عسل
ومد (إسطرلابه) كالذي
يتلو كتاباً عله ما نزل
هاك (الذفيرا) ينبغي طبخها
بال(هيل) واشرب كل يومٍ أقل
* * *
أكلتها نياً وطبخاً، وكم
قبلي حسا هذا، ومثلي أكل
في غور عينيك اعتراض على
عجز المداوي واقتدار العلل
أكل موتي سريع إلى
مرماه، والمنشود يحبو المهل
* * *
(إن كنت داويت الهوى بالهوى)
فاسقي الخليلي بعض خل الزجل
فقه الترجي من حروفٍ فخذ
عسى بكوراً، وعشياً لعل
عاقر عصير الثوم بعد العشا
واستشرح النوم غموض المقل
لأن رؤيا النوم غيب يلي
غيباً سواقيه حريق الغلل
* * *
وإن أرقت الليل فارجع إلى
أنت صبياً لا تراه اكتهل
ينشق نصفين، وثلثين لا
يدري ل ماذا انشق أين اتصل
* * *
كيف استحال المنحنى زورقاً
يجتاز بحراً، كان مثوى طلل؟
ماذا يدوي، طلقة، عاصف
تنهدت مقبرة من وجل؟
منذ ذا يشظي دورةً أذأبت
ساعاتها، فالكل شاة حمل
* * *
وكي ترد العين عنك اجتنب
إهراق بعض الكحل فوق الكحل
واختر حزاماً من جلود الظبا
كون حواشيه بلون البصل
وذر فوق الجمر هذا إذا
ولى (سهيل) أو تبدى (زحل)
* * *
كيف تراك اليوم يا (مرتضى)
أقوى فماً من ظامئات الأسل
أريد آتي الدهر من خلفه
أعيد ذاك المنتهى مستهل
أغزو ك(ذي القرنين) أرضاً بلا
أهلٍ، وأحدو أنجماً من حول
* * *
قل أي مستشفى شفى واحداً
وأينا أدرى ب ماذا اشتغل!
يا سادة الدالات هل خلتمو
عرفان سر السر، فن الدجل؟
لو أنكم أجدى وأشفى يداً
لما أمتطى الوجعى إلينا العجل
تلك التي تدعونها حقنةً
مكوى صغير جمره ما اشتعل
* * *
لا نحن، لا أنتم كما ينبغي
فأينا أغبى وأذكى حيل؟
أما المهارات التي ما أتت
فندعي حتى يمل الملل
* * *
في كل شيءٍ خلل صايح
من ذاهنا يجتث أصل الخلل؟
نفخت يا دكتور (صور) المنى
أججت خفقاً لا انجلى، لا أفل
* * *
أمسى وأضحى بيتهم، بيتنا
أمسى وأمسى، ذاك جد الهزل
من ذا رأى من أين وافى متى؟؟
وافى على من حين طال اتكل
قيل طوى المعتقل المزدري
ثم انطوى في قلبه المعتقل
* * *
هل يشتري (ميمون) عن شعبه
أذكى؟ أيطهو ثانياً مرتجل؟
(ميمون) ماذا تنتوي قبل أن
تختار ذا أو ذاك، قل ما العمل؟
* * *
أوغلت بعداً يا (حكيم) التفت
ألست من هذا القطيع الأشل؟
ما فيك شيطان، يقولون بي
قبيل أسبوعين عنك انتقل
لست الذي أخرجت شيطانه
لأن شيطاني عوى إذ دخل
أقول ما بي -ياحكيم-، اقترب
وقل، فما عند المداوي خجل
دخلت مستشفى (سبأ) مدةً
فمت عشقاً بين (هيلا) و(هل)
هذي شوتني في قميصي، وذي
بين محياها وقلبي جدل
وقيل لي: هذي حمينية
وتلك فصحى من عروض الرمل
هذي كما قالوا (شيوعية)
وتلك حزب -وحدها- من أمل
في قلب تلك (اليمن المدعي
هذي مرايا (اليمن) المحتمل
* * *
إفتح كتاب الحي، قل لي متى
أراهما في قبضتي؟ لا تسل
إن كتاب الحب لا يصطفي
للعشق إلا شاعراً أو بطل
وأنت من تدعى؟ نبياً بلا
قومٍ، وإعجازي سقوط الدول
فإن نفى دعواك فاهمس له
يبدو نبياً وجهه ما اكتمل
ودس هذا الرقم في جيبه
وعد بضعفيه، أشم الفشل
* * *
تعال يوم السبت أو بعده
غداً: ومن يرشو أمير الكسل؟
صدقت (فرض الفتح) أخرته
إليك هذا المبلغ المختزل
صار الغد اليوم، ويبقى غد
يرجى ويخشى منذ فجر الأزل
* * *
إليك هذا، ما تبقى يلي
ففيك شاهدت الضياء الأدل
لو قال ممن أنت، قل والدي
ذو الحصن، أخوالي وعول الجبل
لو قال ما اسم الأم سل أمها
بحارة ما نال منها البلل
* * *
اطرح هنا خمسين ألفاً وغب
يومين واحضر كي نرى ما فعل
ماذا تراه صانعاً؟ ربما
ألهى (الثريا) بالثرى واعتدل
* * *
أتيت في الميعاد، ماذا أرتأى؟
رأى مكان الرأس عرش (الكفل)
العالم المقلوب ما خاله
-كما تبدى اليوم- وحل الوحل
* * *
أبديت فيما أنت، قال انتقى
هذا النبي الخام أين اغتسل؟
ماذا؟ أيلهو باثنتين، ارتجى
هما معاً، هل مثل هذا حصل؟
قل كل بابٍ ضاع مفتاحه
أتاح للنجار صنع البدل
ماذا تبوبي، هات ألفين خذ
نولي عن الرقمين رقماً (دبل)
* * *
غداً أو اليوم، ابتهج واحتفل
بالنصر، والبس جبةً من غزل
واخرج من الباب الموارى وخذ
عقداً وفصاً من جحيم القبل
1993م