لأنك موطني

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - لأنك موطني

يُقالُ عيونُك النّعسى
لأول نجمةٍ مرسى

لأمِّ الشمس مُضطجعٌ
إليه تَنسُبُ المشمسا

لشوق الحرف محبرةٌ
تعير المأتمَ العرسا

وعاصمةٌ لها طربٌ
وكلُّ مدينةٍ خرْسا

لأنكَ حسب ما زعموا
سبقتَ الروم والفُرسا

أأنت أبو(سبرتاكوسَ)
أُمُّ شرارة (الأحسا)

بريقُ حسام (عنترةٍ)
وسرُّ فصاحة (الخنسا)

لهذا عنك يا وطني
نعبُّ الأخطرَ الأقسى

إليكَ ومنك غايتُنا
أقصراً كنتَ أم رمْسا

أكنتَ عشيّةَ الماضي
أم الأمسَ الذي أمسى

قلوبُ القلب أنتَ ودع
أيُمناً كنتَ أم نَحْسا

وما التاريخ كيف هذى
وخطّ حجاركَ الملْسا؟

ووشّى دودَ مقبرةٍ
وعنها استقبل الدرْسا

فسمّى (أسعد) الأسبى
ولقَّب (مَذْحجاً) (عنْسا)

ويروي ما روى سلَفاً
وينسى أنه ينسى

لأنك موطني أفنى
حريقاً فيك لا يغسى

ولا أدعو مجازفةً
ضياعي فيك أو أَأْسى

ألستَ المفتدى الأغلى
بلا سبئيَّةٍ قعسا؟

بلا (ذُبيان) مُنتسبي
وعن (ذُبيانَ) سلْ (عبسا)

لأنك قلت لي بَشرٌ
ودع مَن صنّفوا الجنسا

لأنك بيت متّقدي
أُجَمِّرُ باسمك الحسَّا

وأحمل أنفساً شتّى
أُلمُّ شَتاتها نفسا

أحبكَ ناقداً خطِراٌ
مغنّي البلدة التّعْسا

عيوفاً ما حسا عسلاً
أتى مِن شُبهة المحسى

نبيّاً إن رأى شبحاً
رمى ب(سُمارةَ) (الرَسّا)

وقيل استلَّ (وائلة) ً
وقيل تأبّط (الكِبْسا)

وطمَّ ب(كربلا) (صفَدا"
وب(المهديّة) (القدسا)

ونادى: يا (مذيحرة)ٌُ
أتنسى الشعلةُ القَبْسا؟

أياأخذ جزيةً ملكٌ
ويقبض باسمكَ المكْسا؟

ويشري (مريماً) ب(لمى)
كما يستبدل اللبسا

رضعتَ الطهر يا وطني
فدعْ مَنْ يَغتذي الرِّجسا

أحسُّك في شذى المرعى
غناءً، فيالندى هَجْسا

أضمُّك خضرةً كحلى
أشمُّك فكرةً لعْسا

وشوقاً حادساً ومُنىً
وودعاً يسبق الحدْسا

جمالاً لا يطيق فمي
أمام جلاله النَّبْسا

أُحُّبكَ هامةً صَلْعا
فتىً مِن صره أجْسى

ومِن أجوائه أصفى
ومن أجباله أرسى

يعي السرّا، يُرى أقوى
على البأسا مِن البأسا

وأهواك ابنةً وأباً
يرى ما لا يُرى لمسا

وكبرى تحسب الصغرى
تبيع سريرها بخسا

أُحِبُّكَ ثائراً أبداً
غصوناً تنهمي أُنْسا

عصافيرا وأودية
كتاباً غابةً مَيْسا

ومحراباً ومدرسةً
وبيتاً، ملعباً، حبسا

وجوّاباً على أمل
وسُوقاً يسكن الفِلسا

وإنصاتاً، وأغنيةً
وهمساً يحتسي الهمسا

ونافذةً ترى (حَسنا) ً
يغازل تحتها (حَسَّا)

أحبُّكَ غير مُحتجبٍ
لأنك عارياً أكسى

صريحاً، ما ارتدى أحداً
ولا في غيره اندسّا

أتبغي عطر (هولندا)
أعنك تشكِّل العكسا؟

وهل (فُرويد) أيُّ فتىً
يجاري (موظة) (النمسا)

أُريدُك تلبس (الكاذي)
وترعى (الخَمْطَ) و(الوَرْسا)

وتسري مِن (جعار) إلى
دوالي (صعدة) خمسا

أواناً راكباً (جَملاً)
وحيناً (ناقةً) وَعْسا

وطوراً حافياً يصبوا
ربو كلما جّسا

أليس براءةُ المرْبى
تنقّي البذرَ والغرسا

1991م

زر الذهاب إلى الأعلى