من ذا بقي
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - من ذا بقي
لأن الذين طفوا كالزبد
أحلوا الشظايا محل البلد
سروا يستبث القناع القناع
نقي أوجهاً، أم فروج النكد
أعني على ذلك المنحني
إليه التصق، بل على (ابن القمد)
ل ماذا أهي، هل تهي أنت يا؟
تقاويت أجهد حتى الجهد
ومن نستمد، وأقدام من
شوونا على أعين المستمد؟
ل ماذا تغطوا؟ ولاناظر
أدر أيها الطيف جمر السهد
* * *
ألاهل أشاكيك يا (مشتري)
لياليك بعن النجوم الرصد؟
وكنت أدير الكرى عن أبي
ويسرقن من حمله من هجد
* * *
بدأن يوردن إيماءهن
يغازلن في الجذع شوق الملد
زقت -نصف خمسين- أمسية
لدي يا قبور، انكسر يا زرد
وعن (معبد القمر) استخبرت
فقيل: أضاع السنا من عبد
* * *
دعت ليلة عام سبعين: يا
(سهيل) اروعني إلى أم غد
وكيف؟ كما أومأت جدتي
إلى (ليلة الفيل) قولي: نفد
وعن (ليلة الغار) أزجت أسى
إلى (ليلة الدار) قبل الأمد
* * *
وقال: حنت قامتي (كربلاً)
فمي في يد (الشمر)، نهجي شرد
يدامي حسام أبيه (الحسين)
ولا ذاك أغضى ولا ارتعد
عليك تمردت يا (ذا الفقار)
وشذ (ابن سعدٍ) على ما مرد
* * *
فقال (سهيل): أنيبي (السهى)
ألست اليماني؟ عليها أحتقد
غد قال: يا أم أودى (سهيل)
بحب (الثريا) ليبقى الكمد
* * *
سأخبرها في رؤى النوم كي
تدوس الفحيح الذي ما رقد
أخاف عليها من اللا تخاف
فتغفو دماً فوق دامٍ جمد
أتصغين؟ إصغاء صدري إليه
حنين القلوب إليها أمد
لأن مسافة نقر الجوى
من (الصين) تنقر قلب (الجند)
* * *
عشاياك فوج كصفر الربى
فريق يعد، وثانٍ يعد
تلي كل قافلة أربعاً
من الرازقيات ذات الغيد
فكوني من البدء معدودةً
وكيف- وماقال غصني نهد؟
بدراعتي طفلة حامل
فهزي صبياً بقلبي التحد
ألست يمانية أعشقت
ثقيفاً) غريبات (وادي ثمد)؟
* * *
خذي يا بنتي الآن ذاك الكتاب
و ماذا يسمى؟ مطايا معد
وأين أراه؟ يسار الدخول
عجوزاً على دفترين استند
لجيه من البدء حتى الختام
وسوف تلمين شتى الأبد
وتعطين (لقمان) عكازه
ولاتفزعي إن دعا: قم (لبد)
ستلقين أخباره صفحةً
وفصلاً يقول: عليها انعقد
خذيه إليك بقلب الحنين
تري كيف يصبو وقار الجلد
* * *
سيشدو قميصك: ماذا امتلأت
ويستسئل البيت: ماذا وجد
كلي كل حرفٍ، لكي تقرئي
ب(شملان) وجه الرؤوس المشد؟
ومن ذا دعا مدداً باسمه
وأمسى وصي امتداد المدد؟
وكيف وشي بالغموض الغموض؟
بسرية النار يلقى بدد
* * *
وفي عمر حمل يلي ذاك، ذا
أما القبر كالبيت يهوى الرغد؟
آفاق الضحى قبل سكر الدجى
أقبل الأبوة يأتي الولد؟
لأن الذي يقع الآن ما
له واقع، وادعى وانتقد
زمان البلستيك لا يقتدي
ولا يهتدي، يشتهي لا يود
و ماذا؟ أعيدي عليك السؤال
وقولي: من اليوم عنك الأجد
* * *
سمعت وصيتها يا صلاح؟
لبعض الليالي نبوغ الرأد
أجاب (رجا): ألفت أمها
كتاباً بفتح الغيوب انفرد
وقالت: قبيل ضياء النيون
أضأنا من القلب والمعتقد
* * *
تلهى (مجلي) كبا كاشف
بلا أي صوتٍ؟ لغا وازدرد
-أذي رجة؟ مدفع من هناك
هنا مسجد جربوه سجد
بناه مرابٍ، غدا صالحاً
على موجة الشيخ عبد الصمد!
نوى (مصطفى) أن يرى: أوشكوا
وقيل: اتئد يا عقيد التأد
لأن هنالك سريةً
سكوت الطواري غموض (الحرد)
سل الباب من؟ عاد (ناجي) أجب
نجا (حامد) واستقادوا (حمد)
مدير الإذاعة؟ أنبوبة
بسيارة الضابط المعتمد
و(طه) أتم الكتاب الجديد
وماعنده؟ قال لما يكد
(أزال) صفيحية، لا لقد
بها (لبد)، لا لسوف (سبد)
* * *
أكر الألى أبدوا كالدخان
ولا من يرى زبداً أو زبد!
تشظوا رصوصاً أمات الأزيز
تهجى عناوين من وارتمد
* * *
ومرت ثوانٍ كإعصار (عادٍ)
ثوانٍ كحيات صحراً (أسد)
أقلت الذي ما استهل انتهى
- إذا أخبروا قام، قيل اتسد
وما أثبت (الآنسي)، لا نفى
لأن النشيد استحر، ابترد
وقال النواح: رموا لفني
رماد الصدى سائلاًً ما انخمد
* * *
قبيل الضحى أقبلوا استقبلوا
من استوفدا؟ أين؟ من ذا وفد؟
تبينتهم كمنوا للحمى
بآباطه لصق نبض الجسد
وسلوه من جلده ما دروا
من استلبوا، ما درى ما افتقد
لأن الفراغ انتقى واحداً
له نصف رايٍ وعشرون يد
أروه الرياح انحنت فامتطى
وأعلى حشاه، قفاه احتشد
كموءودةٍ زفت الدود من
فقاها إلى أنفها من وأد
لأن الرؤوس تهاوت رقىً
وما اجتاز وهدته إذ صعد
أتعرف من ذاك يا (بيت بوس)؟
كما يعرف الذئب راعي (النقد)
أعني ستكتب أمثاله؟
فلان، فلان، وينسى العدد
تقيس على (الحمدي) من يرى
بكل بياضٍ نقاء البرد
فكم نشد النهج حتى ارتمى
إلى قدميه الذي ما نشد
* * *
وكان (حضور) إلى (الحيمتين)
ينث حكايات (وادي ضمد)
و(علوان مهدي) يصفي يضيف
إلى ما سيسرد فصلاً سرد
ونهراً يسمى (خليل الوزير)
تلوى، ومن ربوتين اطرد
وأمسى (شبام) يريب الدجى
أ (طابا) دنت و(الخليل) ابتعد؟
أما نفثت (صفد) أهلها
وفي (الأحمدي) نبحتهم (صفد)!
* * *
ل ماذا تشتم الرياح الرياح
كما قيل عن زوج ذات المسد؟
أمن بعد سبع نوى (سالمين)
ينافي -ضحى اليوم- نهج الرشد؟
وعن ما قريبٍ يليه (الأمين)
لها ناظم العقد عن ما عقد
هنا شم (سعد) (مريساً) يصيخ
إلى هاتفٍ: أي غيب ورد!
فأصغى (مجلي) حكى (اليافعي):
هناك الذي لا نراه استعد
أغير الذي كان أمس انثنى؟
علينا انتضانا، وفينا انغمد
* * *
فنادى (مريس): ألا تسمعون؟
أطلتم على السفسفات اللدد
(حميد بن منصور) يتلو الربى
أقلتن كل هلالٍ همد؟
فما أنضجت دورة دورها
كأهلي، أغص المدار الكبد
إليه ستلقون أفتى فتىً
وأهدى إلى حرق أدجى العقد
ضمير الحمى منتمى غرسه
وفيه صبا، والتحى، واتقد
لمن فيه ما فيه، لا فرق، لا
تقل يا (حميد) ارتأى واجتهد
وقل قال: أيام حصد الجراد
لحوماً بدون عظامٍ حصد
* * *
أتاكم (حميد): عموا ضحوةً
تعايون أمراً، ف ماذا استجد؟
تلظى (المعلا) و(نجد)، و(قم)
ومن قال: سوق التعادي كسد!
متى ضرجت ليلة أختها؟
إذا وسوس الود ضج الحسد
أعام ثمانين أطغى السنين؟
يغطي الجديد القديم الأشد
غشى قبل عامين (شملان) من
قحازة) حتى جبين (العند)
تبصر ثمانين ماذا يلف
وعيداً وفى، أم بشيراً وعد؟
ل ماذا تعاوى، وأعوى، متى
وكيف ارتمى، لا يلاقي مرد؟
أيدعى غداً ثورةً؟ ربما
أعاد (الجنابي) كما قيل: قد
* * *
تهاجى بمكة شعر الحريق؟
ومن ذا أجاب؟ نرى بعد غد؟
وهل ليلة (الحمدي) أنشدت؟
جلت قصدها، أنطقت ما قصد
* * *
إذا المستبد على المستبد
نرقى، بعدوى المكان استبد
فخط (حميد) على قلبه
مقولتها، وحباً وارتفد
وقال: برامكة اليوم ما
بهم (جعفر)، لا ألب ذو أيد
عيالي، هنا يمن واحد
وكي لا يرى، من يسمى اتحد!
* * *
أقتل الثلاث القيادات من
غبار السنين الثلاث انجرد؟
لذي البعد قبل، سلوا ما انتوى
ومن جمر الغيم من ذا رعد؟
أتى لي* الهدى صاح: أين القصاص؟
هل (الأحنف) اقتاد ركب (القود)
أليس الذي بالجباه الثلاث
سخا بيدٍ، بيدين استرد؟
وقالوا: انتخاب، فمن ذا على
مواقفه، أو هداه اعتمد؟
شروا خيباً، أعلنوا فوزهم
ومن فاز لم ينتخبه أحد
فما غاب من عاد، حتى يعود
إليه، وقام الذي ما قعد
* * *
أقبر (حميدٍ) كتاب يجود
على الحي ما لم يدر في خلد؟
ومن ذا بقي غير أذكى القبور
يرى راكداً، قلبه ما ركد
1993م