ضائع في المدينة

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - ضائع في المدينة

سوف أبكي ولن يغير دمعتي
أي شيء من وضع غيري ووضعي

هل هنا أو هناك غير جذوع
غير طين يضج، يعدو ويقعي

لو عبرت الطريق عريان أبكي
وأنادي، من ذا يعي، أو يوعي؟

يا فتى! يا رجال! يا.. يا وأنسى
في دوي الفراغ صوتيي وسمعي

***
ربما قال كاهن ما دهاني؟
ومضى يستعيذ من شر صنعي

ربما استفسرت عجوز صبياً
ما شجاني، وأين أمي وربعي

أو رمى عابر إلى التفاتاً
واختفى في لحاق جمع بجمع

***
إنما لو لمست جيب غني
في قوى قبضته قوتي، ومنعي

لتلاقي الزحام حولي يدوي
مجرم، واحتفى بركلي وصفعي

ولصاح القضاة ما أسمي وعمري؟
من ورائي؟ ما أصل أصلي وفرعي

ما الذي يا فلان يا أبن فلان؟
ولهوا ساعة بخفضي ورفعي

وهذي المدعي بقتلي لأني
خنت، حاولت مكسباً غير شرعي

وزرعت اللصوص في كل درب وعلي
ابتلاع أشواك زرعي

فيقص القضاة أخطار أمسي
وغدي وانحراف وجهي وطبعي

عندهم من سوابقي نصف سفر
وفصول أشد، عن خبث نبعي

وسأدعى تقدمياً خطيراً
أو أسمى تآمرياً، ورجعي

وهنا سوف يحكمون بسجني
ألف شهر، أو يستجيدون قطعي

وسأبكي ولن يغير دمعي
أي شيء من وضع غيري ووضعي

25/4/1969م
** ** **

زر الذهاب إلى الأعلى