دوي الصمت
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - دوي الصمت
نوفمبر 1978م
ما الذي يدوي هنا؟ لا شيء يبدو
كان يبكي الصمت للصمت ويشدو
كان ينساق جدارٌ موثقٌ
بجدارٍ.. وأنين الطين يحدو
كان يرقى، ثم ينحط الحصى
مثلما ينشق تحت الرمح نهد
وينث الركن للممشى صدىً
مثلما ينحل فوق التبن عقد
* * *
تخرج الأشياء من أوجهها
ترتدي أخرى، ووجه الحزن فرد
* * *
هًهُنا للمنحنى أفئدة
للربى ذاكرة للعشب وجد
للمغارات صبابات لها
أعين بنية للصخر زند
* * *
هذه الكرمة (أروى) هذه
(روضة الوضاح) هذا التل (سعد)
هذه الأحجار عشاق غفوا
هذه الكثبان أشواق وسهد
ألمحبون الذين احترقوا
أورقوا... بالتربة انشدوا وشدوا
* * *
هًهٌنا الأطلال تصبو مثلما
يلتقي بعد النوى ثغر وخد
يذكر القبر صبا أيامه
وتعي الأنقاض من شادوا وهدوا
تهجس الأوراق: ردوا عفتي
ملمسي يا باعة الأشكال ردوا
تسأل التمويت: ماذا يرتدي؟
وإلى أي النوادي سوف يندو؟
* * *
للثواني لغة عشبية
للأسى أجنحةٌ تزقو وتعدو
تنمحي الساعات يأتي القبل من
آخر البعد وما للآن بعد
مات وقت الوقت لا يغفو الدجى
لا الضحى يرنو ولا للبعد عند
الطفيليون في عري الحصى
أعرقوا كالطحلب امتدوا ومدوا
يقرأ(المقوات) عنهم قلبه
لحظة ثم يرى ماذا أعدوا
ما الذي تبغون؟ يدري (نقم)
قصد من جاؤوا ومن أين استجدوا
تحت أحداق المرايا والرؤى
أعين أصفى وتحت الجلد جلد
* * *
باطنيون ويبدون كما
حدد الرائي وما للحد حد
هًهٌنا للتل قلب من لظى
وله من جمره نسل وجد
نوفمبر 1978م